قررت أمانة الأحساء، نزع ملكية ثلاث عمائر، تقع أمام المقر النسائي الجديد، استجابة لاعتراضات البائعات فيه، التي دفعتهن إلى الإحجام عن الانتقال إليه. فيما أكملت الأمانة، جميع المستلزمات الخاصة بالسوق النسائي، الذي يقع وسط سوق السويق في مدينة الهفوف، إيذاناً بقرب افتتاحه. وتمثلت آخرى خطواتها إيصال التيار الكهربائي، وتشغيل دورات المياه، وجميع المرافق المجاورة، وترميم المسجد المجاورة للسوق، الذي من المتوقع نقل النساء البائعات إليها خلال الأسابيع القليلة المقبلة. وتبلغ المساحة الإجمالية للسوق 20 ألف متر مربع. ويقع في موقع «مميز» وسط الهفوف. وكانت البائعات، رفضن مرات عديدة، الانتقال إلى المقر الجديد للسوق، بحجة «عدم وجود مرافق، وبعده النساء، ولوجود مبان تخفي السوق عن الأنظار، وكذلك صغر حجم المحال التجارية فيه». وقالت مديرة الإدارة النسائية في أمانة الأحساء مها السديري، ل «الحياة»: «إن الأمانة حرصت على اكتمال جميع المرافق والخدمات في السوق، قبل نقل البائعات إليه، وإصدار ترخيص لكل محل»، موضحة أن السوق سيكون مكاناً «مميزاً» للنساء، مقارنة المكان السابق، الذي يقع في مدخل المدينة، وكانت البائعات يفترشن الأرصفة فيه. وأقرت السديري، بوجود «مشكلة» في الموقع الحالي، تتمثل في «وجود عمائر أمام السوق، تمنع الرؤية، وكذلك الوصول إليه»، كاشفة أن الأمانة قررت «تثمين تلك المباني، تمهيداً لنزع ملكياتها، وهدمها، حتى يكون المكان واضحاً للعيان، تنفيذاً لرغبة البائعات»، منوهة إلى أن السوق يحوي «122 محلاً، سيتم توزيعها بحسب اختيار بائعة. ولم يتم أخذ إيجار على البائعات»، مشيرة إلى تخصيص «رجال أمن تابعين للأمانة، ومراقبات في السوق. كما سيقام مهرجان تعريفي للسوق، مدته أسبوع، لجذب الزبائن للموقع». وتجمعت عشرات النسوة من بائعات «البسطات»، داخل أمانة الأحساء أواخر شهر شباط (فبراير) الماضي، احتجاجاً على قرار نقلهن، من سوق سويق في الهفوف، إلى مقر السوق المخصص لهن، والذي لم يجد قبولاً منهن، نظراً لصغر مساحته. وتلقت النسوة اللاتي يملكن «بسطات» لبيع منتجات شعبية، من مستلزمات الإبل، و«الطواقي»، «تحذيراًَ نهائياً» من الأمانة، للانتقال إلى مقرهن الجديد. وحذرت أمانة الأحساء من إزالة مقر بائعات البسطات في سوق السويق، وأجبرت الأمانة، البائعات على التنقل بين عدد من المقار خلال العقد الماضي، على رغم اعتراض البائعات عليها. إلا أن الأمانة كانت تجبرهن على ذلك، ما أفقدهن زبائنهن، سواءً من مدن الأحساء وقراها، ومناطق سعودية أخرى، و زبائنهن من دول الخليج، وتسبب في خسائر مادية للبائعات، اللاتي يعرضن بضائع تتراوح بين الملابس النسائية، والأدورات التراثية. وتعترض البائعات، على المقر الجديد، لكون محاله «صغيرة». وقالت رئيسة «بائعات البسطة» أم يوسف ل «الحياة»: «إن الموقع الحالي غير مناسب لنا، وذلك لوجوده خلف سوق السويق، و منازل أهالي الحي تحيط به من كل الاتجاهات، وبعضهم عائلات، وآخرون عزاب، وعمال وافدون، ومنازل مهجورة، تحولت إلى مكب للنفايات، وتتجمع فيها الزواحف والفئران والحشرات»، موضحة أن محال المقر الجديد «صغيرة جداً، لا تكفي لوضع البضاعة، والجلوس داخلها». وحذرت أمانة الأحساء، البائعات من وضع الصناديق المخصصة للبضاعة داخل المحال، ما يعرضها إلى السرقة، وبخاصة في الليل، حين تغادر البائعات البسطات.