أفادت مصادر كردية أن تنظيم «داعش» ينفذ سياسة «التعريب» في سهل نينوى، وينقل إليه العرب من مناطق حديثة والرمادي والفلوجة في محافظة الأنبار، فيما قال نائب عن نينوى إن الأهالي يتعرضون لقصف يومي بسبب احتماء مسلحي التنظيم في المناطق السكنية واستخدامه الأبرياء دروعاً بشرية. وكانت قوات «البيشمركة» الكردية حققت مكاسب الشهر الماضي إثر استعادتها المزيد من القرى والنواحي الواقعة في المناطق المتنازع عليها، في شمال وغرب الموصل، ومنها زمار النفطية، فضلاً عن ناحية ربيعة الحدودية مع سورية بمساعدة العشائر العربية، وما زال التنظيم يحكم السيطرة على قضاء سنجار، ومناطق سهل نينوى الذي تسكنه أقليات من الشبك الشيعة والإيزيديين والمسيحيين. وقال الناطق باسم تنظيمات الحزب «الديموقراطي الكردستاني» في نينوى سعيد مموزيني في اتصال هاتفي ل»الحياة» إن «داعش الإرهابي أقدم أخيراً على تطبيق سياسة التعريب في المناطق الكردية والأقليات التي نزحت منها في سهل نينوى»، وأضاف أن «الإرهابيين استقدموا نحو 400 أسرة من حديثة والرمادي والفلوجة وأسكنوها في بازوايه التابعة لناحية بعشيقة وخزنه، خصوصاً المناطق التي تقطنها غالبية من الشبك الشيعة، وهو في صدد استقدام المزيد». وأوضح أن «ناحية زمار، قبل أن تستعيدها قوات البيشمركة أخيراً، شهدت حالات مماثلة في جلب العرب من مناطق أخرى، لكنهم فروا لاحقاً مع التنظيم»، مشيراً إلى أن «الأوضاع في زمار الآن مستقرة، وتقوم البيشمركة والفرق الهندسية بتفتيش كل منزل لتطهيره من الألغام والمتفجرات، لكن للأسف استشهد مدنيان جراء انفجار وقع لدى فتحهما باب منزلهما بعدما عادا لمعاينته، وقد عاد إلى الآن نحو 16 ألف شخص من السكان إلى زمار وناحية ربيعة الحدودية والقرى التابعة للناحيتين، بينهم مواطنون من العرب، وفي سنجار فجر الإرهابيون نحو 10 منازل تعود للمواطنين الإيزيديين». وعن الأوضاع في الموصل، قال مموزيني إن «الطيران الحربي قصف ليلة السبت تجمعات لداعش في منطقة البعاج وقتل نحو 31 مسلحاً وأعلن التنظيم اعتقال أكثر من 30 شخصاً بتهمة التورط في نشاط مسلح ضده». إلى ذلك، أعلن الناطق باسم تنظيمات حزب «الاتحاد الوطني» في نينوى غياث سورجي أن «داعش كان نقل المئات من العرب القاطنين في مناطق وسط العراق، خصوصاً من بيجي وجاص سخر إلى مركز الموصل بسبب الاشتباكات الدائرة مع البيشمركة، ونقلهم قبل يومين لإسكانهم في مناطق الشبك والمسيحيين في منطقة كوكجلي وبازوايه وقرسيبات». في الأثناء، دعا النائب عن نينوى نايف الشمري، خلال مؤتمر صحافي أمس الحكومة ورئاسة الجمهورية ل»إنقاذ سكان المحافظة من الموت المحقق جراء ما يتعرضون له من قصف يومي بالطائرات نتيجة احتماء التنظيمات الإرهابية بالمدنيين الذين باتوا يستخدمون كدروع بشرية، ناهيك عن معاناتهم مع انقطاع الكهرباء والماء، ونقص في المعدات الطبية»، لافتاً إلى أن هناك «نزوحاً جماعياً من نواحي ربيعة وزمار، وباتت العائلات تعيش في العراء وسط البرد».