الأخطاء الإدارية التي شكلت مع الفنية اتحاداً أحكم قبضته على موسم الهلال الماضي حتى عُدَّ من وجهة نظر الجماهير «الأسوأ»، بعض من تفاصيله - وبخاصة في الجانب الإداري - تُطل الآن برأسها في تكرار مزعج منفر، فإن كانت الإدارة الهلالية قد سعت لرأب الصدع الهلالي واحتواء غضب الجماهير بإسناد تدريب الفريق لسامي الجابر، وما أعقب ذلك من فرح عارم والتفاف جماهيري واتفاق على جدارة المنصب وحسن الاختيار ونسج أحلام وردية للمستقبل، لكن الواقع يقول إن هذه الأحلام مهددة بالتلاشي لسبب واحد، هو استمرار الأخطاء الإدارية ووجود العناصر والأشخاص الذين تسببوا فيها. أن يغادر ابن المؤسس عضو مجلس الإدارة فهد بن سعيد مجلس إدارة الهلال منصبه بسهولة، نتيجة اختلاف وجهات النظر حول وجود من أساءوا إلى جماهير الهلال في شكل لم يتجرأ عليه أحد طوال تاريخ الهلال فتلك سقطة لا تغتفر، إذ كان حرياً بالإدارة أن تكون صاحبة المبادرة في ذلك، حرصاً على جماهير الكيان التي هي كنز النادي وبطولته السنوية التي لا ينازعه فيها أحد، لكنها للأسف وجدت لمن أساء إليهم ألف مبرر ليبقى ويواصل استفزازه باعتذار متأخر جداً لم يتجاوز 140 حرفاً، هي مساحة تغريدة واحدة لم يُلقِ لها أحد بالاً، ذلك أن السيف سبق العذل، والإدارة بهذا الفعل ستخسر عاجلاً أم آجلاً، ليس هذا فحسب، فمن يتابع ما يجري الآن يدرك أن إدارة الهلال لا زالت سادرة في غيها. فالحواجز والشباك شواهد على الفصل التعسفي بين جماهير الهلال ولاعبيه، ولا نعلم من صاحب هذه الفكرة الجهنمية التي للأسف أسهمت في إبعاد الجماهير وعزوفهم عن الحضور للنادي، على رغم أنها تجربة أثبت الموسم الماضي فشلها الذريع ولم يطبقها محلياً ولا خارجياً أي نادٍ سوى الهلال، فما هي «الفوائد الجلية في عزل الجماهير الهلالية»؟ لا أحد يعلم، وستبقى من أسرار الإدارة وحصرياتها. وحتى تدركوا أن الإدارة لم تغير سياستها ولم تستمع لنصح الناصحين لا يزال البعض يمارس عنترياته ضد جماهير الهلال، وما حدث في مباراة الرائد الودية دليل إدانة جديد، فقد شهدت مواقع التواصل الاجتماعي تذمر كثير من الجماهير من سوء التعامل والتصرفات غير المسؤولة ممن وكلت إليهم هذه الأمور الإدارية، وهم أميون في أبجديات التعامل، فلا مؤهل متخصصاً في العلاقات العامة ولا الأمور الإدارية، وشهد الكل بفشلهم في مهماتهم وكانت الجماهير تنتظر من المدير الفني سامي الجابر الخبير بقيمة الجماهير الفنية أن يعيد هيكلة هذا الجانب في شكل احترافي، فهناك فرق بين شخصية المسؤول الدينية والاجتماعية وشخصيته الإدارية، أما أن يكون جواز مروره أو بقائه في منصبه هو تدينه فهذه مجاملة في غير موضعها على حساب الكيان وجماهيره. قبل فوات الأوان يا إدارة الهلال، ويا سامي الجابر تحديداً، الصلاحيات المطلقة لا تتناسب مع جميع العاملين في النادي، فهل تمت مناقشة ما يحدث لجماهير الهلال وكيفية تذليل الصعوبات التي تواجههم أم أن الأسوار ستعلو ارتفاعاً والفجوة ستزداد عمقاً؟ أسئلة إجاباتها بالتأكيد في جلسة مصارحة وعمل جاد وليست بعبارة «بناء على الصلاحيات الممنوحة للمدير الفني»، فقد جرت العادة الهلالية البحث عن كبش فداء عند أي نقد لعملها، وهذه المرة لن يكون إلا سامي وحده. ألا هل بلغت.. اللهم فاشهد. [email protected] @Qmonira