لليوم الثاني على التوالي، لا تزال ردود الفعل المستنكرة لانفجاري طرابلس اللذين حصدا عشرات القتلى ومئات الجرحى تتوالى مع تكرار دعوات رفض الفتنة. وشدد رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة على ضرورة ان «ينصب الجهد لإخراج لبنان من الأخطار والاهوال التي ينزلق اليها وذلك لا يكون الا بالتزام سياسة النأي بالنفس و «اعلان بعبدا» الذي تبنته طاولة الحوار». وكان السنيورة اتصل بكل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والرئيس المكلف تمام سلام، وتركز البحث وفق بيان صادر عن مكتبه الإعلامي على «خطورة وأبعاد جريمة التفجير في طرابلس والمعاني العميقة لهذه الجريمة وسبل مواجهتها، وتم التوافق على استمرار التواصل في الساعات المقبلة». وشدد السنيورة على «التمسك بالدولة ومؤسساتها ولا سيما دور ومسؤولية الاجهزة العسكرية والامنية في حفظ الامن ورفض اي خطوة في اتجاه اعتماد الامن الذاتي». ودان نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري التفجيرين، مبدياً ألمه «لمشاهد الموت والدمار في طرابلس على قلوب الشماليين واللبنانيين». وإذ لاحظ مكاري أن «استهداف طرابلس بعد الضاحية الجنوبية، واختيار مسجدين تحديداً للمجزرة الجديدة، يثير المخاوف الجدية من انزلاق لبنان نحو الفتنة الطائفية التي تقود لبنان إلى الخراب»، ناشد «أهالي طرابلس والشمال، التصرف بحكمة وعقلانية لتفويت فرصة إشعال الفتنة على أعداء لبنان، وعدم الانجرار إلى اي ردود فعل متسرّعة». وشدد على ضرورة «وضع حد لهذا المسلسل الجهنمي من خلال كفّ بعض الاطراف عن توريط لبنان في نزاعات المنطقة والمسارعة إلى الخروج من نار الحرب في سورية قبل ان تحرق لبنان أيضاً». وقال: «اقحام لبنان في نزاع سورية خيار مفخخ بكل المخاطر، وكان من المعروف سلفاً أنه سينفجر في لبنان والاستمرار في هذا الخيار هو جريمة بحق لبنان وشعبه». وأوضح عضو كتلة «المستقبل» النائب احمد فتفت ان «الامن الذاتي لا يؤدي إلا الى «سلبطة» ميليشيات على الناس وعدم استعمال السلاح في موقعه الصحيح وحتى الى الهيمنة السياسية مقابل السلاح»، مطالباً القوى الامنية «بأن تكون على قدر المسؤولية السياسية والامنية والإعلامية». وقال في حديث اذاعي: «في البلد نمطان للعمل السياسي، طرف يقول للآخر عد الى رشدك والطرف الآخر يقول انت خائن وعميل ونريد قتلك وإلغاءك. الدولة أضعف فريق في لبنان اليوم، لكنها الملجأ الوحيد». وعن علاقة التفجيرات بمخطط سماحة – مملوك، قال: «هذا سؤال يوجّه للأمنيين، لكن بالتأكيد ما رأيناه امس وسابقاً يشبه كثيراً ما كان يرسم بمخطط سماحة - مملوك. لا أستغرب ان هذا العقل الجهنمي والمجرم الذي استعمل الغاز ضد شعبه وقتل آلاف الأطفال يقوم بأكثر من ذلك في لبنان». وأكد ان «رئيس الجمهورية هو الشخص الوحيد والقادر اليوم على معالجة الموضوع من موقعه ودوره في اعلان بعبدا»، مشيراً الى ان المستفيد سياسياً من التفجيرات هو النظام السوري، وإذا كانت اسرائيل فهذا اخطر ويعني من دخل الى الحرب في سورية يساعد اسرائيل». ورأى فتفت ان ««حزب الله» يستطيع الاستقلال عن ايران اذا اتخذ القرار، لكنه مقتنع بأن هذه مصلحته».