أكد الموفد الدولي والعربي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي أمس، أن التقارير عن هجوم بالسلاح الكيماوي أوقع مئات القتلى في ضواحي دمشق يجب أن تسرع الإعداد لعقد مؤتمر دولي للسلام في جنيف، مشدداً على أن الحل في هذا البلد سياسي وليس عسكرياً. وقالت ناطقة باسم الإبراهيمي في بيان صحافي «إنه يعتقد أن التصعيد الأخير والحدث الجلل الذي وقع في سورية في ريف دمشق يجب أن يبرز الحاجة الملحة إلى عقد مؤتمر جنيف - 2 والمضي قدماً في المحادثات السياسية ويجب أن يثبت للعالم أنه لا يوجد حل عسكري». وأضافت أن الإبراهيمي كثف اتصالاته مع كبار المسؤولين الروس والأميركيين الذين من المقرر أن يجتمعوا في لاهاي الأربعاء المقبل وربما يجتمع بالطرفين بعد ذلك في جنيف. وذكر مسؤول في الأممالمتحدة أنه يأمل في أن يتمكن الأمين العام بان كي مون من الإعلان عن موعد اجتماع دولي في شأن سورية خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في 22 أيلول (سبتمبر). وفي بيان لاحق أصدره مكتب الإبراهيمي في جنيف قال الوسيط الدولي إن «المشكلة تتمثل في أن كل طرف من الأطراف المتورطة في هذه الحرب الأهلية يعتقد أن بوسعه تحقيق النصر عسكرياً. نعتقد أن الأمين العام للأمم المتحدة وكثيرين يعتقدون أنه ليس هناك حل عسكري. لن تكون الغلبة لأي طرف. ليس هناك سوى حل سياسي وكلما بدأنا العمل مبكراً للتوصل إليه كان أفضل». وأردف الإبراهيمي «ما حدث. هذه القصة... هذه المزاعم عن استخدام أسلحة كيماوية على بعد كيلومترات قليلة من قلب دمشق، يؤكد في الواقع أهمية هذه الأزمة والخطر الذي تمثله ليس فقط على الشعب السوري أو على المنطقة بل على العالم». وفي بروكسيل، ناشدت وزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون المجتمع الدولي الجمعة «التحرك بشكل عاجل» و «إبداء موقف موحد» حيال الأزمة السورية بعد الهجوم المفترض بالأسلحة الكيماوية، وقالت في بيان «على المجتمع الدولي الآن التحرك بشكل عاجل ومسؤول» لتعزيز «حل سياسي». وتابعت أن على المجتمع الدولي كذلك «إبداء موقف موحد بلا تأخير وضمان إجراء تحقيق كامل وذي صدقية» حول الهجوم، وأضافت «علينا أن نبدأ بلا تأخير عملية ديبلوماسية تستند الى آلية مؤتمر جنيف الثاني التي أطلقها وزير الخارجية (الأميركي جون) كيري والوزير لافروف. علينا تجاوز خلافاتنا. إننا مدينون بذلك إلى الشعب السوري لأنه هو من يعاني». وفي عمان، قال وزير الدولة لشؤون الإعلام محمد المومني في بيان، إن «الأردن يدين الجريمة البشعة التي راح ضحيتها المئات من المدنيين السوريين الأبرياء في الغوطة الشرقية بريف دمشق الأربعاء». وعبر المومني عن «قلق الأردن العميق من أي استخدام للسلاح الكيماوي»، معتبراً ذلك «انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي بالإضافة إلى تداعياته الخطيرة على الأمن الوطني الأردني خاصة في ضوء التقارب الجغرافي بين البلدين». ودعا إلى «تحقيق يفضي إلى معاقبة مرتكبي المجزرة البشعة»، مجدداً «موقف الأردن الداعي إلى حل سياسي للأزمة السورية».