اختار الجيش في بوركينا فاسو أمس، الكولونيل إسحق زيدا لقيادة النظام الانتقالي بعد تنحي الرئيس بليز كومباوري الذي غادر مع بعض من أفراد عائلته إلى ساحل العاج. وأورد بيان وقعه رئيس هيئة الأركان الجنرال نابيريه أونوريه تراوري، الذي كان أعلن توليه الحكم أول من أمس قبل أن يتظاهر معارضون له في العاصمة واغادوغو للاحتجاج على قربه من الرئيس المخلوع، «أن الكولونيل زيدا اختير بالإجماع بعد تشاور هيئة أركان الجيوش لقيادة المرحلة الانتقالية إثر رحيل الرئيس كومباوري». وكان زيدا الذي يرأس مجموعة من الضباط الشبان، زاد مداخلاته ليل الجمعة بعد مواجهة الجنرال تراوري اعتراض الشارع على قرار تسلم الحكم. وأعلن «تعليق» العمل بالدستور وإقفال الحدود البرية والجوية، وهو ما أكده مصدر فرنسي، وكذلك «تولي القوى الحية في الأمة والقوات المسلحة الوطنية الحكم». وأمس التقى زيدا الجنرال تراوري والسلطة العسكرية ومسؤولي الأحزاب السياسية والمجتمع الأهلي، في وقت أبدى شركاء لبوركينا فاسو، أهمهم فرنسا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، تمسكهم بانتقال يتطابق مع الشرعية الدستورية، فيما حذرت فرنسا من أن الانقلاب العسكري قد يؤدي إلى آلية عقوبات. وشهدت بوركينا فاسو الثلثاء تظاهرات تاريخية شارك فيها مئات آلاف الأشخاص إلى شوارع واغادوغو ضد محاولة الرئيس السابق كومباوري مراجعة الدستور للسماح بخوضه انتخابات 2015، علماً بأنه حكم البلاد منذ العام 1987. وإثر إبقاء البرلمان على تعديل الدستور والسماح لكومباوري بالاحتفاظ بالحكم، اشتعل الوضع في بوركينا فاسو، وأحرق مقر الجمعية الوطنية وجرى اقتحام مقر التلفزيون العام، واندلع العنف في المناطق وسط دعوات إلى استقالة الرئيس، وهو ما حصل. وبعد عمليات نهب وتخريب واسعة ليل الجمعة، ساد الهدوء في واغادوغو التي شهدت حركة سير طبيعية وفتحت المتاجر الصغيرة فيها، لكن السوق المركزية والمصارف بقيت مغلقة. كما عاد الهدوء إلى مدينة بوبو ديولاسو (جنوب)، حيث فتحت المقاهي الصغيرة والمطاعم أبوابها فيها.