أعلن قائد جيش بوركينا فاسو، الجنرال أونوريه تراوري، تولي مهام رئيس الدولة بعد أن قرر الرئيس، بليز كومباوري، الذي يواجه احتجاجات شعبية واسعة النطاق وغير مسبوقة التخلي أمس عن الحكم الذي قضى فيه 27 سنة. وقال تراوري «طبقاً للأحكام الدستورية وبعد التأكد من شغور الحكم، ونظراً إلى الضرورة الملحة للحفاظ على الأمة، أتحمل ابتداءً من هذا اليوم مسؤولياتي رئيساً للدولة»، مشيراً إلى أنه «أخذ علماً باستقال» الرئيس كومباوري». وكان كومباوري أعلن في بيانٍ تلته صحافية في شبكة إف. بي1 «التنحي عن الحكم» تمهيداً للبدء في فترة انتقالية «رغبة مني في الحفاظ على المكتسبات الديمقراطية وعلى السلم الاجتماعي». وبحسب كومباوري الذي لا يُعرَف مكان وجوده في الوقت الراهن، فإن هذه الفترة الانتقالية يُفترَض أن «تؤدي إلى انتخابات حرة وشفافة في مهلة أقصاها 90 يوماً». وغداة تظاهرات شهدت أعمال عنف، نزل عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى الشوارع أمس للمطالبة باستقالة كومباوري. وتجمع المتظاهرون في ساحة الأمة أمام مقر قيادة الجيش وهم يهتفون «ارحل بليز» و«كوامي لوغي رئيس». وكان كوامي لوغي رئيساً للأركان ووزيراً للدفاع حتى عزله في 2003، ويطالب عشرات آلاف المتظاهرين بتسلمه السلطة. بدورها، رحبت فرنسا أمس باستقالة كومباوري، ودعت إلى «الإسراع في إجراء انتخابات ديمقراطية». وقالت الرئاسة الفرنسية في بيانٍ لها أمس إن استقالة كومباوري «تتيح إيجاد حل للأزمة». وتؤكد المعارضة البوركينابية أن «أي فترة انتقالية سياسية في المستقبل يجب أن تُعدّ وتُنظَّم بمشاركة قوى المجتمع الأهلي وجميع مكونات الأمة بما في ذلك الجيش». وقبل استقالة كومباوري، شدد زعيم المعارضة، زفيرين ديابري، على «دعوة الناس إلى مواصلة الضغط عبر احتلال الساحات العامة». وتفجرت الأزمة بعد الإعلان عن مشروع تعديل دستوري كان سيتيح لكومباوري الذي وصل إلى الحكم بانقلاب في 1987 الترشح للرئاسة عام 2016؛ ما حمل مئات الآلاف من شعب بوركينا فاسو على النزول إلى الشارع للإعلان عن رفض التعديل. واشتعلت بوركينا فاسو أمس الأول فاضطر الجيش إلى التدخل على إثر إحراق الجمعية الوطنية وتعرض التليفزيون الرسمي لهجوم واندلاع أعمال عنف في الأقاليم ودعوات إلى استقالة الرئيس. وفي كلمة متلفزة قبل إعلان الاستقالة، قال الرئيس كومباوري إنه «فهم» رسالة الشعب واتخذ «التدبير الصحيح لتحقيق التطلعات الكبيرة إلى التغيير». وما زالت حصيلة الاضطرابات حتى الآن غير مؤكدة، ففي حين تحدث معارضان عن حوالي 30 قتيلاً وأكثر من 100 جريح، لم تتحقق مصادر صحفية سوى من مقتل 4 وإصابة 6 بجروح خطرة في العاصمة. ووصف المعارض، إميل بارغي باري، ما جرى بأنه «ربيع أسود في بوركينا فاسو على غرار الربيع العربي» بعد أن نزل مليون شخص وفق المعارضة إلى شوارع واجادوجو للاحتجاج على «الانقلاب الدستوري».