أعلن كبار قادة الجيش في بوركينا فاسو أمس تأييدهم لتولي اللفتنانت كولونيل "إيزاك زيدا" رئاسة حكومة انتقالية بعد تنحي الرئيس "بليز كومباوري". وذكر بيان صدر بعدما اجتمع قادة الجيش لاتخاذ قرار بشأن نزاع بين "زيدا" وقائد الجيش الجنرال "أونوري تراوري" حول من يتولى السلطة "انتخب اللفتنانت كولونيل ياكوبا إيزاك زيدا بالإجماع لقيادة المرحلة الانتقالية بعد رحيل الرئيس بليز كومباوري". وما زال الوضع في بوركينا فاسو ملتبسا غداة استقالة الرئيس بليز كومباوري بعد إعلان كل من مسؤولين عسكريين توليه مقاليد الرئاسة في البلاد حيث عاد الهدوء أمس في العاصمة واجادوجو وثاني المدن بوبو ديولاسو اللتين شهدتا أول من أمس عمليات نهب واسعة. فبعد ظهر أول من أمس أعلن رئيس هيئة أركان الجيوش الجنرال نابيري أونوريه تراوري أنه سيضطلع ب"مسؤوليات رئيس الدولة وفق الإجراءات الدستورية"، رغم أن تولي مسؤوليات الرئاسة بالإنابة يعود إلى رئيس الجمعية الوطنية في حال "شغور" الحكم بموجب القانون الأساسي في بوركينا فاسو. وعلق مصدر دبلوماسي فرنسي على ذلك بقوله إن الإعلان هو "انقلاب عسكري" قد يؤدي إلى "آلية عقوبات". وهذا الإعلان الذي أثار الغضب في شوارع واجادوجو- إذ إن الجنرال تراوري يعتبر مقربا جدا من رئيس الدولة السابق- تسبب أيضا بانقسامات في الجيش. فقد كثف الكولونيل إسحق زيدا الذي يترأس مجموعة من الضباط الشبان من مداخلاته مقررا في مرحلة أولى "تعليق" العمل بالدستور. ثم ما لبث أن أعلن إقفال الحدود البرية والجوية، وهذا ما أكده مصدر فرنسي، وكذلك "تولي الحكم" من قبل "القوى الحية في الأمة والقوات المسلحة الوطنية" التي يمثلها. كذلك أعلنت المجموعة مدعومة بمكونات مهمة من المجتمع المدني بينها منظمة "مكنسة المواطن" رأس حربة الحراك المناهض لكومباوري، أنها ستشكل قريبا "هيئة انتقالية" جديدة من أجل العمل على "عودة سريعة" للنظام الدستوري. وليل الجمعة السبت أعلن الكولونيل زيدا بدوره أمام كاميرات تلفزيون خاص أنه "يضطلع" بمسؤوليات "رئيس المرحلة الانتقالية" و"رئيس الدولة"، داعيا "كافة الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني" إلى تحديد "الأطر" و"المضامين" لمرحلة "انتقالية ديموقراطية هادئة". وفي وقت لاحق، وصف في مقابلة تصريحات منافسه بأنها "باطلة". وهذا الرجلان اللذان يعبران عن خطاب مماثل ويطمحان إلى المنصب الأعلى حلا مكان رجل ثالث هو الجنرال المتقاعد كوامي لوجيه الذي يحظى من جهته بتأييد شعبي. ومن المفترض أن يلتقي الرجلان في وقت لاحق كما علم من أوساطهما. وأضاف المصدر نفسه أن إسحق زيدا سيجتمع أيضا مع عسكريين آخرين ودبلوماسيين ومسؤولين سياسيين.