خرج رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عن صمته إزاء تقدم مسيرة السلام التي اتفقت عليها حكومته مع زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان لتسوية القضية الكردية بعيداً عن السلاح، وأدلى بتصريحات فاجأت الشارع الكردي في تركيا، بل لعلها تنسف مسيرة الحل. إذ نفى أردوغان تأكيدات للحزب «الكردستاني» بأن 80 في المئة من مسلحيه غادروا تركيا إلى شمال العراق، قائلاً إن من خرجوا لا يشكلون سوى خُمس كوادر الحزب المسلحين، وإن غالبية من خرج نساء عُجّز وأطفال. وذكر أردوغان أن الحزب لم يترك السلاح بالتالي لا مجال للحديث عن تقدم في خطة الحل كما يقول سياسيون أكراد. وهدد مَن سيحاول العودة بسلاحه إلى تركيا بأنه سيجد الجيش التركي بالمرصاد. وزاد «الجيش سيقوم بواجبه ويجب ألا يتوقعوا أن يقابلهم بالترحاب». كما نفى رئيس الوزراء التركي نفياً قاطعاً وجود نية لإصدار عفو عن أوجلان أو قيادات «الكردستاني»، واستبعد فكرة إتاحة التعليم باللغة الكردية في المدارس الحكومية أو حتى الخاصة، وهو ما اعتبِر تراجعاً واضحاً عن وعود لمحت إليها الحكومة سابقاً، على طريق إقرار إصلاحات دستورية لإعطاء الأكراد حقوقهم الثقافية. وقال أردوغان إن حزبه يعمل لصوغ مجموعة من الاقتراحات لإصلاحات دستورية «ستفاجئ الجميع» لكنها لن تسيء إلى أحد أو تزعج أحداً، منبهاً إلى أن مسألة التعليم باللغة الكردية ربما لن تكون بينها بعد اعتراض التيار القومي داخل حزبه على هذه الخطوة. وتعليقاً على قرار حزبه سحب الاقتراح بتغيير النظام في تركيا إلى نظام رئاسي ضمن سلسلة الاقتراحات الدستورية، قال أردوغان إن حزبه طرح الفكرة لأنه يعتقد بأنها الأفضل لتركيا لكنه لم يقل بتعذر التخلي عن هذا الاقتراح. ورداً على سؤال لصحافيين يرافقونه في زيارته تركمانستان، أشار أردوغان إلى إمكانية ترشيح نائب محجبة عضواً في البرلمان في الانتخابات البرلمانية المقبلة قائلاً: «ليس هناك ما يمنع قانونياً وإنما هناك أمر واقع فرضه متطرفون سابقاً ولم يعد قائماً». وكانت قيادات تركية نقلت رسائل من أوجلان في سجنه، أكد فيها أنه يجب استكمال الحل السلمي في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل على أبعد تقدير، وأن على الحكومة البدء بتنفيذ وعودها بإصلاحات سياسية جذرية لحل القضية الكردية، وتوعد بعودة حزبه إلى القتال في تشرين الأول إن لم يتحقق ما «اتفِق» عليه مع الحكومة. يذكر أن أنقرة دخلت في حوار سياسي مع أكراد سورية لثنيهم عن إعلان حكومة أو إدارة في شمال هذا البلد، وإقناعهم بالانضمام إلى «الائتلاف» السوري المعارض، لكنها بدأت تشعر بقلق من ظهور مشروع كردي قومي في المنطقة بعد الإعلان عن مؤتمر كردي إقليمي دولي في أربيل، دعا إليه رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني نهاية الشهر الجاري، لمناقشة مستقبل الأكراد في المنطقة.