سيزيد استهلاك العالم من الطاقة 65 في المئة عام 2040، قياساً الى ما كان يستهلكه عام 2010، استناداً إلى توقعات وكالة إدارة معلومات الطاقة. واعتبر رئيس إدارة معلومات الطاقة آدم سيمنسكي في تقديمه النتائج التي توصلت إليها الوكالة، أن «هذا النبأ جيد ويشير إلى ارتفاع مستوى الازدهار». ورأى تقرير «توقعات الطاقة الدولية» لهذه السنة، أن الصين والهند «ستحافظان على زخم نموّهما كي تصبحا في طليعة الدول المرشحة للتمتع بازدهار اقتصادي قوي وطويل الأجل». ورجّح أن «يتجاوز استهلاك الطاقة في الصين ضعف استهلاك الولاياتالمتحدة للطاقة بحلول عام 2040، وستحصل نسبة ستين في المئة من الزيادة في الاستهلاك العالمي للطاقة في ذلك العام في الاقتصادات الناشئة في آسيا». وأشار سيمنسكي، إلى أن صناع السياسة «سيواجهون تحديات للعثور على ما سماه «النقطة الحلوة» أي المنطقة المتداخلة، حيث تنفذ السياسات الوطنية شيئاً ما يكون مفيداً للطاقة والاقتصاد وصديقًا للبيئة». ولا يعرض التقرير تقويماً حول كيفية إيجاد صناع السياسة ذلك التوازن، أو التعامل مع الآثار البيئية الناتجة من استمرار استخدام الوقود الأحفوري القائم على الكربون. وتنبعث من مثل هذا الوقود غازات مسببة للاحتباس الحراري، يقول العلماء بأنها «تبقى عالقة في الغلاف الجوي لمدة طويلة، ما يسبب ارتفاعاً في درجات الحرارة العالمية وفي مستويات مياه البحر وطيفاً واسعاً من العواقب الأخرى». ولا يستبعد أن يستمر الوقود الأحفوري «مصدراً رئيساً للطاقة في العالم خلال العقود المقبلة، على رغم أنه سيفقد من حصته في السوق لمصلحة مصادر أخرى». وستكون الطاقة المتجددة والنووية «أكثر مصادر الطاقة نمواً في العالم، لكنهما ستبقيان عنصرين أقل أهمية في مزيج الطاقة العالمي لسنوات كثيرة، وستلبّيان أقل من نسبة 25 في المئة من الحاجات العالمية بحلول عام 2040». وأكد سيمنسكي، أن «التباطؤ الاقتصادي العالمي عامي 2008 - 2009، شكل انتكاسة للتوسع في استخدام الوقود البيولوجي». وشدّد على ضرورة «ابتكار مزيد من التكنولوجيات لتوسيع نطاق ذلك الوقود، لكن الانكماش خفّف من عزيمة المستثمرين لتحمل الأخطار الكامنة في مشروع ناشئ». ورأى تقرير «توقعات الطاقة الدولية»، أن الوقود الأحفوري «سيؤمن نحو 80 في المئة من الطلب على الطاقة العالمية على مدى السنوات ال25 المقبلة». كما سينمو استهلاك الغاز الطبيعي بنسبة 1.7 في المئة سنوياً، ما يشكل اتجاهاً مهماً آخر». ولفت سيمنسكي، إلى أن الغاز «اعتُبر في الولاياتالمتحدة مرشحاً جيداً لاحتلال «النقطة الحلوة»، لأنّ استخدامه يولّد انبعاثات أقل من الوقود الأحفوري، كما يوفّر الهواء النظيف ويقلّص درجة الاعتماد على واردات الوقود الأحفوري». وارتفع انتاج الغاز الطبيعي في الولاياتالمتحدة في السنوات الماضية، لأن التكنولوجيات الجديدة أتاحت احتمالاً أكبر للوصول إلى احتياطات مطمورة عميقاً في الأرض، لم يكن ممكناً استخراجها في السابق. كما يمكن التكنولوجيات المتغيرة والاختراقات غير المتوقعة، تبديل التقديرات في تقرير توقعات الطاقة الدولية الخاصة بزيادة استخدام الفحم الحجري. وسأل سيمنسكي، «هل يمكن العثور على طريقة لحصر الكربون؟»، أي وسيلة لالتقاط ثاني أكسيد الكربون وتخزينه في الطبقات الصخرية العميقة على سبيل المثال، لمنع الانبعاثات من دخول الغلاف الجوي ورفع مستوى درجة حرارة الأرض. وتستطيع هذه الاستراتيجيات لإدارة الكربون أن تخفض الانبعاثات، ولكن المشاكل العملية المتنوعة، منعت النشر الواسع النطاق لهذه التكنولوجيات في مرافق توليد الطاقة. وتتطلب الأساليب الجديدة للتنقيب عن الغاز الطبيعي تيارات ضخمة من المياه ذات الضغط العالي لإخراجه من الطبقات الصخرية. وأثارت هذه العملية جدلاً ومخاوف بيئية في الولاياتالمتحدة. وأوحى سيمنسكي، أن «التقدم التكنولوجي للعثور على طريقة تنقيب أقل اعتماداً على المياه ربما تسمح باستخراج كميات أكبر من هذا المورد». ولفت التقرير إلى أن استخدام الفحم الحجري «سينمو بسرعة أكبر من استهلاك النفط حتى بعد عام 2030، ويعود ذلك إلى الزيادات في استهلاك الصين للفحم الحجري وتباطؤ الطلب على النفط في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في أوروبا. ورجح أن «ترتفع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 46 في المئة بحلول 2040 في العالم، لتصل إلى 45 بليون طن متري». أما بالنسبة إلى أسعار البنزين، فهي مسألة تثير القلق بالنسبة إلى الدول التي ترتفع فيها نسبة السيارات. واعتبر سيمنسكي، إمكان «تعطيل إنتاج النفط العالمي ومرافق تكريره بكل سهولة». وخلُص إلى أن «كل ما يتطلبه الأمر هو القليل من عدم التوازن في الأحداث العالمية، كي تدخل أسواق الطاقة في حال من الذعر، ربما تؤثر في نهاية المطاف على جيوب المستهلكين».