تشهد المملكة في كل مشرق يوم 26 رمضان منذ 1438ه بيعة صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله ورعاه-، وفي الذكرى الثامنة لبيعة ولي العهد يعرب المواطنون عن تجديد السمع والطاعة له في المنشط والمكره، والولاء والانتماء لوطنهم ولقيادتهم الرشيدة مع تأكيد التزامهم بدعم القيادة في كافة الظروف. هذه البيعة تحمل في طياتها رمز التلاحم والوحدة الوطنية بين المجتمع السعودي وقادته، وعن اعتزاز ولي العهد بالشعب قال: «أنا واحد من 20 مليون نسمة، أنا لا شيء بدونهم، وأنا أقل وأضعف مثال فيهم كلهم، هم من يحفزونني وهم من يدفعونني للأمام». كما تسهم ذكرى بيعة ولي العهد في التأني والوقوف على ناصية الوقائع المشرقة والأخذ بالنظر على ما حققه سموه من إنجازات تترجم قدرته القيادية الفريدة في مختلف المجالات، وعلى مدار ثماني سنوات سمان من الحراك الاجتماعي والاقتصادي الذي تشهده المملكة في عهد عراب الرؤية، تواصل المملكة سعيها لتحقيق تحول اقتصادي شامل من خلال تمكين الشباب وتشجيعهم على الابتكار والإبداع، إلى جانب تسخير كافة الموارد والفرص لدعم هذا القطاع الحيوي، بالإضافة إلى دعم العمل التطوعي الذي يسهم في تعزيز روح التعاون وترسيخ ثقافة العمل الجماعي. كما تساعد هذه الجهود بدورها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال المبادرات المجتمعية ومنصات العمل التطوعي الرقمية. ورغم التفاوت المعرفي والعمري بين الأجيال المشاركة، فإن جهود المملكة في تلك المبادرات قد أثبتت قدرتها على سد الفجوة المعرفية من خلال تعاون الفئة الشابة في المشاريع والأنشطة التي تهدف إلى بناء شباب المستقبل. وفي إطار هذه الرؤية، تسير المملكة بخطى ثابتة نحو تمكين الفئة الشابة في شتى مجالات الحياة، ودفعهم للمشاركة الفعالة في بناء الوطن وتحقيق تطلعاته السامية. وتستمر المملكة كما عهدت في تنظيم الحملات الخيرية والإنسانية بالإضافة إلى العديد من المبادرات التي ترسم خطى الدعم للمحتاجين وتحسين ظروف المعيشة، مما يجعل المملكة اليوم نموذجًا يُحتذى به على الصعيد العالمي في العمل الخيري والإنساني، ومثالًا يُحتذى به في مبدأ العطاء والتعاون بين الشعوب. مسك.. لبناء الغد «نسعى من خلال مؤسسة محمد بن سلمان "مسك" إلى الأخذ بيد المبادرات والتشجيع على الإبداع، بما يضمن استدامتها ونموها للمساهمة في بناء العقل البشري، وتحرص القيادة الرشيدة بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على الاستثمار في رأس المال البشري، وتوفير البيئة المناسبة له؛ لينمو ويساهم في تمكين هذه البلاد الغالية من التقدم والتطور، واتخاذ الموقع المناسب الذي تستحقه». هكذا نطق ولي العهد كلمته كرئيس مجلس إدارة مؤسسة مسك. تبرز مؤسسة محمد بن سلمان (مسك) غير الربحية كمنصة التقاء تضم عددًا من الشباب الطموحين الذين يسعون إلى تطوير مهاراتهم وصقل قدراتهم، وذلك لما توفره لهم من بيئة داعمة تمكّنهم من الوصول إلى المعرفة واكتساب الخبرة العملية، بالإضافة إلى تنمية المهارات القيادية لدى الشباب عبر برامج تعليمية وتدريبية متقدمة. كما تعمل المؤسسة على تعزيز فرص التعلم وتقديم مختلف الوسائل لرعاية المواهب والطاقات الإبداعية وتمكينها، في بيئة مناسبة لنموها ودعمها لتحقق النجاح المطلوب. وتسعى إلى إقامة شراكات استراتيجية مع مؤسسات محلية وعالمية، مما يفتح أمام الشباب آفاقًا واسعة من الفرص الاستثنائية للنمو والتطور في شتى المجالات. ويضيء مسار «القادة» في منصة مؤسسة مسك من بين عدة مسارات في احتضانه برنامج «زمالة مسك» الذي يهدف إلى استقطاب فئة الشباب ذوي الإمكانيات العالية، وذلك لإعدادهم في بيئة حاضنة لتلك الإمكانيات، يليها برنامج «قادة 2030» التي حملت في خطاها أجندة رؤية المملكة، مستهدفة بذلك فئة القياديين الذين يشغلون أعلى المناصب القيادية، ومن ثم برنامج «نخبة» مستهدفًا فئة طلاب الثانوية الحالمين بالقبول في أفضل الجامعات على المستوى العالمي، كما يبرز برنامج «أصوات عالمية» تحت مسار القادة كأحد البرامج التدريبية التي تهدف إلى تطوير وصقل الشباب الموهوبين، استعدادًا لتمثيل المملكة في المحافل العالمية. ويختتم المسار بإطلاق برنامج «قيادات سعوديةX 10» لمن تم تعيينهم في المناصب الإدارية مؤخرًا، بقصد كسبهم الأدوات والأساليب المبتكرة التي تسهم في جعلهم يحققون التميز والإبداع في مختلف مجالاتهم. كما تنوعت باقي المسارات في مجالاتها، كمسار «المجتمع» الذي اهتم بأدوار أفراد الوطن الشابة منها، مما يسهم في تعزيز الصوت السعودي، بالإضافة إلى مسار «الريادة» الذي يتعلق في تأسيس المشاريع بتنوع برامجه الزمنية، ثم يضيء مسار «المهارات» باحتضان حديثين التخرج من لحظة انطلاقهم إلى عالم العمل المهني. رصد المنجزات شاركت مؤسسة محمد بن سلمان (مسك) عبر موقعها الإلكتروني أبرز إنجازاتها خلال عام 2023، حيث تتصدّر عدد الساعات التدريبية إلى أكثر من 952 ألف ساعة مقدمة من برامج وفعاليات المنظومة. ويبلغ عدد المستفيدين منها أكثر من نصف مليون مستفيدًا، بالإضافة إلى عدد الشهادات التدريبية بنحو 200 ألف شهادة، كما بلغت عدد ورشات العمل بنحو ألف و386 ورشة عمل مقدمة من مسارات وجهات المنظومة. وفي السياق ذاته تمكنت مؤسسة مسك من تحقيق الأثر الناجح في تنمية الكفاءات الوطنية، من خلال توفيرها للفرص التدريبية والشهادات المعتمدة في مختلف المجالات، كما تواصل المؤسسة دعم الابتكار وتعزيز قدرات الشباب على مواجهة التحديات المستقبلية من خلال برامج تعليمية وورش عمل تركز على التنمية المهنية والتقنية. وفي إطار التزامها بالتطوير المستمر، تعمل المؤسسة على توسيع قاعدة المستفيدين من برامجها في المستقبل، مستهدفةً جيلًا جديدًا قادرًا على قيادة التحولات في السوق السعودي. سند ودعم المجتمع «كل من يتذوق طعم عمل الخير لن يتركه أبداً، وسمو سيدي الملك سلمان زرع فينا حب عمل الخير». ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله ورعاه-. يضيء برنامج سند تحت رعاية ولي العهد كنهجٍ جديد يسهم في تمكين القطاع غير الربحي ودعم فئات المجتمع، مع التركيز على الفئات الأقل حظًا، كما يضم البرنامج عدد من المبادرات والمشاريع والإسهامات الخيرية في مختلف القطاعات، ويسعى البرنامج إلى معالجة القضايا الاجتماعية العاجلة من نوعها، بهدف إحداث التأثير الإيجابي المستدام، وتمكين أفراد المجتمع لتشكيل واقعهم وتحديد مستقبلهم. وتبرز أولى المبادرات «سند الزواج» الذي أطلقها البرنامج لمساندة الفئات ذات الأولوية في مختلف أنحاء المملكة، ويبلغ إجمالي العطاء في هذه المبادرة إلى أكثر من 500 مليون ريال، ومن جانب المشاريع يبرز «مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد» لتجديد المساجد التاريخية مع الحفاظ على طابعها المعماري الفريد، حيث وصل عدد المساجد إلى 60 مسجدًا حول المملكة، إلى جانب المبادرات المتنوعة مثل مبادرة «العيش باستقلالية» و»أسرة مستقلة» و»مبتوري الأطراف» و»طيف التوحد» ومن المشاريع مثل مشروع «محمد بن سلمان الخيري». التطوع كقوة ناعمة أصل التطوع هو العمل الإنساني الذي يقدمه الفرد طواعية، سواء بدافع المساعدة النفسية في تطوير مهارات معينة أو من خلال المساهمة المجتمعية لتحسين حياة الآخرين. ومن جانب القضايا الاجتماعية التي يصادفها المتطوع، حيث تمثل محطة تعلم تساهم في تمكينه من المساعدة في الأخذ بخطى المعالجة وذلك بعد تلقيه التوجيهات اللازمة. في هذا السياق، صرح مشعل السهو مدير إدارة التطوع ومؤسس الفرق التطوعية، عن رأيه حول دور إدارة التطوع في نشر الوعي للقضايا الاجتماعية قائلًا: «إدارة التطوع بلا شك تلعب دور كبير في نشر الوعي حول القضايا الاجتماعية والبيئية في المجتمع السعودي، وذلك لكونها تساهم في توجيه الجهود والتنسيق بين المتطوعين لتحقيق أثر ملموس من خلال تنظيم حملات توعوية، وورش عمل، ومبادرات بيئية واجتماعية». وأضاف السهو بأنه: «يمكن للمتطوعين أن يصلوا إلى فئات مختلفة في المجتمع، ينشرون الرسائل ويزيدون من الوعي بالمشكلات التي تحتاج إلى حلول». وأشار إلى: «أن العمل التطوعي يعزز التعاون بين الأفراد والمؤسسات، ويحفز الناس على المشاركة الفعّالة في تحسين البيئة والمجتمع». كما أكد السهو بأن: «التطوع له دور كبير في تحقيق أهداف رؤية 2030، خصوصًا في تمكين الشباب وتعزيز العمل الاجتماعي، فالشباب يمثلون المحرك الأساسي للتغيير في أي مجتمع، والتطوع يناولهم الفرصة لتطوير مهاراتهم، واكتساب خبرات جديدة، والمساهمة الفعّالة في بناء مجتمعهم من خلال المشاركة في الأنشطة التطوعية. كما يتعلمون قيم التعاون، والقيادة، والمسؤولية الاجتماعية، مما يعزز من قدرتهم على التأثير الإيجابي». واختتم حديثه بقوله إن: «التطوع يساعد في تعزيز العمل الاجتماعي عبر تقديم الدعم للمحتاجين وتنفيذ المبادرات التي تعود بالنفع على كافة المجتمع». أثر الارتقاء التنموي صرح محمد المحارب مدير عام الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام، حول أثر الأنشطة الاجتماعية والخيرية على المجتمع السعودي قائلًا: «منذ تولي سمو الأمير محمد بن سلمان، -حفظه الله-، ولاية العهد، تجلت الأعمال الخيرية والاجتماعية وترسخت، وأخذت بمبدأ الشفافية والحوكمة وقياس الأثر، مما أكسبها ثقة الجميع، ومن بينهم فئة الشباب الأمر الذي أدى إلى التحاق الكثير منهم بالأعمال الخيرية والاجتماعية، بما في ذلك العمل التطوعي، حيث ارتفعت نسبة التطوع بوتيرة متسارعة في مختلف مجالات العمل الاجتماعي للمساهمة في تحقيق رؤية 2030 للوصول إلى مليون متطوع» وأضاف إلى أن: «التحاق الشباب بالعمل في القطاع غير الربحي، يعود لكونه أصبح أكثر استدامة من ذي قبل من خلال مأسسته وتنظيمه وتنوع مشاريعه ومصادر دخله، فأصبح أحد ركائز التنمية، ويمثل استقراراً وظيفياً بالنسبة لفئة الشباب، وبيئة عمل جاذبة لهم». كما يؤكد المحارب على أن: «الجمعيات الخيرية والجهات الاجتماعية تساهم بشكل كبير في تعزيز التنمية المستدامة في المملكة، من خلال تفعيل دور القطاع غير الربحي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتوفير الممكنات اللازمة لهذا القطاع. كما تشمل الجهود تفعيل الاستثمار ذي الأثر الاجتماعي، وتحفيز المشاركة فيه، بالإضافة إلى الإشراف المالي والإداري على منظمات القطاع غير الربحي وتصنيفها، والعمل على حوكمتها وفق أفضل المعايير العالمية، هذه المحاور جميعها متواجدة ولله الحمد، وقد شجعت الحكومة الرشيدة القطاع على المساهمة الفاعلة في التنمية المستدامة، وذلك من خلال المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي ودوره الفاعل في تنظيمها والتوسع في مجالاتها التنموية، كما يساهم ذلك في تكامل الجهود الحكومية من تقديم خدمات الترخيص لتلك المنظمات، والإشراف المالي والإداري والفني عليها، وزيادة التنسيق والدعم». واختتم المحارب حديثه، فيما يتعلق بدور الجمعيات الخيرية، قائلًا: «ساهمت المنظمات والجمعيات الخيرية في تحقيق مستهدفات الرؤية الوطنية 2030، والتي تضمنت محاورها وطن طموح، ومجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر. فقد أسهمت هذه الجمعيات في تعزيز المرتكزات الأساسية للرؤية، التي تتكامل وتتسق معًا لتحقيق أقصى استفادة. وقد زادت مساهمات الجمعيات في رفع الناتج المحلي من خلال مشاريعها التنموية، بالإضافة إلى تمكين المستفيدين عبر مسارات متعددة، وتحويلهم من الاعتماد على الرعوية إلى الإنتاجية. كما أسهمت في افتتاح مشاريع ريادة الأعمال وتنويع مصادر الدخل، مما ساعد بشكل كبير في ازدهار الاقتصاد الوطني». النقلة الرقمية للخير تأثر الأعمال الخيرية ومزاولتها بظهور التكنولوجيا أمر لا محال منه، وذلك لما تحمله النقلة الرقمية من بشائر مستقبلية في التسهيلات من ناحية تقديم الخدمات والأنشطة، وتوسيع نطاق هذه الأعمال بشكل غير مسبوق، في هذا الجانب يؤكد محمد آل مانع نائب رئيس اللجنة الوطنية للمسؤولية المجتمعية، فيما يتعلق بمساعدة التكنولوجيا في تمكين الأفراد من التطوع عن بُعد والمساهمة في المبادرات الخيرية دون الحاجة للحضور الفعلي قائلًا: «لا شك بأن العمل التطوعي في المملكة العربية السعودية شهد قفزات مذهلة خلال الفترة الماضية، نظرًا للتوظيف الأمثل للتقنية في خدمة المتطوعين وخدمة الجهات الموفرة للفرص التطوعية، حيث ساعدت التكنولوجيا بتقنياتها المتعددة والمتكيفة في تسهيل التواصل بين المتطوعين والمنظمات، وتوفير منصات لإدارة الأنشطة التطوعية بشكل أكثر كفاءة. وأكد آل مانع بأن: «بفضل تنوع منصات التطوع، أصبح بإمكان المتطوعين العثور على الفرص المناسبة لهم بسهولة، وتسجيل مشاركاتهم، ومتابعة تقدمهم. كما أن التكنولوجيا ساعدت في ظهور أنماط جديدة ومؤثرة في تقديم ساعات تطوعية من أفراد المجتمع ذوي التخصصات النادرة أو ذات التكاليف العالية، مثل تصميم المواقع، والبيانات، وإدارة المواقع، وكتابة التقارير، والترجمة، والبحث، والتصميم، والتدريس، والبرمجة، وتطوير صفحات الويب، مما كان له الأثر البالغ في تحسين جودة المخرجات وتقييم أدائها» وأضاف آل مانع بأنه: «تجدر الإشارة إلى الدور الفاعل الذي تقدمه المنصة الوطنية للعمل التطوعي، التي نظمت العمل التطوعي وحفظت حقوق المتطوعين، ووفرت بيئة آمنة لخدمة المستفيدين وتنظيم العلاقة بين مختلف الجهات ذات العلاقة، كما يسرت المنصة وصول المتطوع لفرص التطوع المتاحة، مما مكن المتخصصين من التطوع بغض النظر عن المكان والزمان، وقدمت للمتطوعين فرصة المساهمة في المجال الذي يناسب خبراتهم ومهاراتهم، ووفرت المعلومات التكاملية والفرص التطوعية التخصصية، مع توثيق الساعات التطوعية وإصدار شهادات التطوع، إسهاماً في تحقيق رؤية المملكة 2030 للوصول لمليون متطوع» كما يرى آل مانع بأنه: «لم يعد المكان عائقًا أمام المتطوع في تقديم خبراته وإسهاماته، وقد انعكس ذلك إيجاباً على استفادة كثير من منظمات القطاع غير الربحي التي تقع في مناطق ومحافظات بعيدة عن مقر إقامة المتطوع، من حيث عرض الفرص التطوعية واستقطاب المتخصصين وتخفيض التكاليف على الجهات الخيرية، وبالتالي تحسنت المنتجات والخدمات التي يتم تقديمها لأفراد المجتمع وأصبح الجميع شركاء فيه». قيادة الإعلام لا شك أن الإعلام يسلك دورًا مؤثرًا في دعم القضايا الاجتماعية والخيرية، بل يمتد ليكون محركًا رئيسا للتوعية، والتثقيف، والتحفيز على العمل الخيري، وفي هذا الجانب صرحت هيفاء الهلالي عضو مجلس إدارة جمعية تكاتف وعضو جمعية إعلاميون عن رأيها قائلة: «الإعلام يلعب دورًا محوريًا في تسليط الضوء على القضايا الاجتماعية والخيرية، ومستقبله في هذا المجال واعد، خاصة مع التطور الرقمي وانتشار المنصات التفاعلية. يمكن للإعلام أن يكون حلقة وصل بين الجهات الخيرية والجمهور، مما يسهم في تعزيز الوعي، وزيادة المساهمات، وتحقيق الأثر الإيجابي. كما أن استخدام التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة سيمكن الإعلام من إيصال الرسائل بشكل أكثر دقة وفعالية، مما يرفع مستوى التفاعل المجتمعي مع القضايا الخيرية» وفيما يتعلق بدور الإعلام في نشر ثقافة العطاء والعمل التطوعي بما يتماشى مع مستهدفات الرؤية، توضح الهلالي: «الإعلام هو الأداة الأهم في ترسيخ ثقافة العطاء وتعزيز العمل التطوعي، خاصة ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى رفع نسبة المتطوعين وزيادة مساهمة القطاع غير الربحي في الناتج المحلي. من خلال المحتوى المؤثر، والقصص الملهمة، والشراكات مع المؤسسات الخيرية، يمكن للإعلام أن يلهم الأفراد للمشاركة الفاعلة في المبادرات التطوعية. بالإضافة إلى ذلك، يسهم الإعلام في إبراز إنجازات القطاع الثالث، وتعزيز الشفافية، وتحفيز المجتمع على المساهمة بطرق مستدامة ومبتكرة». تضافر المجتمع صرحت في هذا السياق مها التميمي مسؤولة علاقات وبرامج سابقًا، فيما يتعلق بأثر الخير الذي وصل إلى المملكة بعد خطوات رشيدة، قائلة: «تعميق مفهوم العمل الخيري وتحويله إلى سمة مجتمعية، وقاعدة أخلاقية راسخة، وعمودًا أساسيًا في بناء المجتمعات المترابطة والمزدهرة، ليس مجرد عمل إنساني، بل هو تعبير عن الروح الإيجابية والمسؤولية الاجتماعية والوطنية التي يتحلّى بها أفراد المجتمع الصالح. فقد سخّر الملك سلمان -أيده الله- لعمل الخير والمساهمات، في فتح جمعيات خيرية ومنصات رقمية حققت أرقامًا ونجاحات كبيرة» كما أضافت التميمي: «ويحظى الجانب الخيري اليوم بدعم واهتمام كبير من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، والذي تأثر بعمل والده الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- في المجال غير الربحي، ودعمه للأعمال الخيرية منذ عقود». وأكدت أن: «تحقيق الأثر المستدام في العمل الخيري والتطوعي يتطلب تكاتف الجميع، من خلال ترسيخ قيم التكافل والتضامن المجتمعي، وتكامل الأدوار بين الأفراد والمؤسسات، إلى جانب تطوير البيئة التشريعية الداعمة لهذه الأنشطة. وبمنهجية تشاركية واضحة، تسهم هذه الجهود في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، وتعزيز الرفاه الاجتماعي للمواطن والمجتمع السعودي». مؤسسة «مسك» تحتفل بخريجي حاضنة مسك للمبادرات