أكد وزير السياحة المصري الدكتور محمد زهير جرانة تزايد فرص الاستثمار السياحي في مصر، وقال ل«الحياة» على هامش لقائه رجال الأعمال في غرفة جدة أمس، إن حجم الاستثمارات السياحية الخليجية في مصر تجاوز 12 بليون جنيه مصري، منها أكثر من 20 في المئة استثمارات سعودية. (الدولار يساوي 5.62 جنيه مصري). وأشار إلى وجود مشروع سياحي سعودي تحت الإنشاء حالياً في شرم الشيخ لرجل الأعمال عبدالرحمن شربتلي، سيكون من أهم المشاريع في مصر خلال الفترة المقبلة، إضافة إلى وجود فرص استثمارية في الساحل الشمالي ومناطق عدة في مصر. وأوضح أن السعوديين يحتلون المركز الأول بين السياح العرب إلى مصر بأكثر من 400 ألف سائح سنوياً، مشيراً إلى أن عدد السياح الخليجيين يتزايد بنسبة 10 في المئة سنوياً، وهو ضعف المعدل الدولي المتعارف عليه عالمياً المقدر ب 5 في المئة. وحول تأثيرات الأزمة العالمية في السياحة قال: «هناك انخفاض في معدلات السياحة على مستوى العالم، ومن المتوقع أن تتراجع معدلات السياحة في مصر العام الحالي»، مشيراً إلى أن الأشهر الأربعة الأخيرة من العام الماضي سجلت انخفاضاً ملحوظاً في عدد السياح لمصر. وتابع: «تراجع أعداد السياح إلى مصر بنسبة 12 في المئة العام الماضي مقارنة بما كان عليه في الأعوام الماضية، ومن المتوقع أن ينخفض التدفق السياحي بنسبة 8 في المئة العام الحالي». غير أن جرانة استدرك بالقول: «هناك مؤشر إيجابي في ارتفاع عدد السياح لمصر مع بداية العام الحالي يقدر ب 2.6 في المئة، مقارنة بعام 2008». وخلال اللقاء جرى نقاش بين أصحاب الأعمال السعوديين والوزير المصري، حضره رئيس مجلس الغرف السعودية رئيس غرفة جدة محمد الفضل، والقنصل المصري في جدة السفير علي العشيري، وعضو مجلس إدارة الغرفة مضاوي الحسون، تناول سبل دعم التعاون المشترك في المجال السياحي، وإيجاد آلية واضحة للتعامل بين مصر والسعودية في السياحة. وأكد وزير السياحة المصري خلال اللقاء حرص وزارته على التعاون في كل ما يختص بالسياحة السعودية، وضمان الشفافية في إيجاد آلية واضحة للتعامل بين الجانبين، وقال: «علينا أن نترجم عمق العلاقات بين المملكة ومصر إلى عمل مشترك يحقق مصلحة البلدين». وأعرب جرانة عن رغبته في أن تثمر لقاءاته مع المسؤولين السعوديين في مجال السياحة عن تذليل العقبات التي تواجه السائح السعودي. ورداً على سؤال حول المعوقات التي تواجه السائح الخليجي أثناء زيارته لمصر، خصوصاً في ما يتعلق بالأسعار، قال: «إن الوزارة تلقت عدداً من الشكاوى بهذا الخصوص وتعاملت معها بجدية»، مشيراً إلى أن الوزارة تطبق على المخالفين عقوبات رادعة. وقال: «إن أسعار الفنادق تحدد طبقاً لقوى العرض والطلب، وبالتالي فإن الوزارة لا تتدخل في الاتفاقات التي تبرم بين وكالات السفر في الجانبين، ولكن في حال تمت إساءة معاملة السائح من أي قطاع فإن الوزارة لن تتوانى في تطبيق عقوبات رادعة على المخالفين». من جانبه، أكد الفضل أهمية بذل المزيد من الجهد والعمل لتطوير علاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، خصوصاً في القطاع السياحي، مشيراً إلى أن على أصحاب الأعمال السعوديين طرح المشكلات التي تواجههم بشفافية أمام الوزير المصري، في ظل سياسة الباب المفتوح والوضوح التام بين القطاع الخاص في البلدين، خصوصاً أن السعودية هي الأخرى تستقبل سنوياً نحو مليون مصري يأتون للحج والعمرة. وتشير الإحصاءات إلى أن عدد السياح السعوديين في مصر بلغ العام الماضي 412,5 ألف سائح من أصل 11,17 مليون سائح، وأنفق السياح السعوديون نحو 468 مليون دولار. وتمثل عائدات السياحة في مصر مصدراً مهماً للنقد الأجنبي بنسبة 25 في المئة، في حين يدخل الأراضي السعودية ما يقارب مليون حاج ومعتمر مصري سنوياً.