شرعت مدينة التمور جنوب مدينة بريدة بوابتيها الشمالية والجنوبية على مصراعيهما لاستقبال عشرات السيارات التي بدأت تفد إليها فجر كل يوم تحمل على صناديقها أطناناً من محصول التمور المتنوع الذي أنتجته أشجار نخيل المنطقة التي تزيد على 6 ملايين نخلة هذا العام. وتوقع عاملون في مجال التمور تزايد أعداد السيارات وما تحمله من تمور تدريجياً خلال الأيام المقبلة، والتي حددتها الجهات المعنية ب75 يوماً تعتبر ذروة موسم بيع وشراء التمور بين المزارعين والمستهلكين في أكبر مهرجان للتمور على مستوى العالم يقام خصيصاً لهذا الغرض، إضافة إلى تجاوز إيرادات المهرجان مستوى الموسم الماضي البالغة بليوني ريال. وينطلق موسم التمور في بريدة منتصف آب (أغسطس) من كل عام، ويلفت أنظار زوار مدينة التمور دلالو التمور من الشبان والشياب الذين يقيمون المزادات على كميات التمور المعدة للبيع، إذ يتحركون من سيارة إلى أخرى وينادون بأعلى أصواتهم على المعروض من التمور، موضحين كميته ونوعه وسعره، ولا يفوت هؤلاء الدلالين بعد إتمام الصفقة بين الطرفين تسجيل حقهم فيها لأخذها لاحقاً من المشتري أو البائع إما مباشرة أو عبر مساعديهم، إذ تحقق لهم دخلاً عالياً. وفيما انتقد بعض المواطنين وجود العمالة الوافدة في السوق وممارستهم البيع والشراء في شكل علني أو خفي أحياناً، قال أمين منطقة القصيم المشرف العام على مهرجان بريدة للتمور صالح الأحمد، إن أمانة القصيم استعدت هذا العام لموسم التمور وجهزت مدينة التمور لتستقبل هذا المنتج المهم، متوقعاً أن يتيح المهرجان قرابة 3 الآف فرصة عمل موقتة ومتنوعة أمام السعوديين في مختلف المجالات لتكون فرصاً سانحة للعمل فيها. من جهته، رجح رئيس لجنة التمور في «غرفة تجارة القصيم» سلطان الثنيان، أن يحقق المزارعون أرباحاً جيدة مقارنة بالأعوام الماضية، خصوصاً بعد تطوير مهرجانات التمور. وقال الثنيان في تصريح أمس، إن نوع «السكري» يمثل الغالبية العظمى من تمور منطقة القصيم، ويعد الأهم وتبلغ نسبته أكثر من 80 في المئة مما يرد إلى سوق مدينة التمور، متوقعاً أن يحقق موسم التمور هذا العام إيرادات عالية للمزارعين نتيجة للجودة التي بدأ يحققها المزارعون في مزارعهم بعد تطبيقهم للطرق الصحيحة، سواء في طرق الري أم تعديل النخل أم تسميد النخلة والاهتمام بها. من جانبه، امتدح عدد من المزارعين منتج التمور في هذا الموسم الذي وصفوه بأنه يعد الأفضل على الإطلاق نتيجة للظروف المناخية الملائمة التي واكبت نموه وحتى إنتاجه، وقال المزارع علي الراشد ل«الحياة»: «المنتج حقق جودة هذا العام وسيكون الحصاد مميزاً للمزارعين». وأضاف أن «هناك زيادة سنوية تصل إلى أكثر من 20 في المئة في عدد النخيل المثمر في حقول منطقة القصيم». وتم الانتهاء من تهيئة ساحات التمور في مدينة بريدة للتمور التي تقع على مساحة تتجاوز 160 ألف متر مربع جنوب مدينة بريدة، إضافة إلى إكمال الجوانب الإدارية والتنظيمية لمواجهة الأعداد الكبيرة المتوقعة من السيارات والشاحنات التي تحمل كميات كبيرة من التمور المتنوعة من إنتاج نخيل «القصيم» لهذا العام.