أكد مصدر مطلع في محافظة صلاح الدين أمس أن «قوات مشتركة تقدمت نحو وسط قضاء بيجي وتمكنت من السيطرة على معظم مناطق المدينة والطريق الدولي الذي يربطها بنينوى». وحذرت عشيرة سنية في الأنبار من تعرض المئات من أبنائها الذين هجرهم تنظيم «الدولة الاسلامية». وقال مصدر في صلاح الدين إن «قوات مشتركة اندفعت داخل مركز قضاء بيجي وتمكنت من السيطرة على شارع الجنسية وشارع روتانا وشارع الفتاح وعمارة وطبان على الطريق الدولي الرابط بين المحافظة ونينوى». وأوضح ان «هذه مكونة من شرطة صلاح الدين والحشد الشعبي والجيش، بأسناد جوي أميركي، وقد دخلت إلى القضاء من المحورين الجنوبي والغربي». وأكد ان «القوات المهاجمة تمكنت من السيطرة على أحياء التأميم العسكري والعصري والسكك بالكامل ورفعت العلم العراقي فوق مستشفى بيجي، جنوبالمدينة، اضافة الى جامع الفتاح الواقع على الطريق الدولي، وما زالت تتقدم صوب اكبر المصافي النفطية». وتابع إن «الجيش، مدعوماً بقوات الحشد الشعبي تمكن فجر اليوم (امس)، من اقتحام الاسوار التي كان يضعها الدواعش في مداخل المدينة وهي عبارة عن الغام وسيارات ومنازل مفخخة لعرقلة تقدم الجيش، إلا أن الجهد الهندسي تمكن من السيطرة على المتفجرات ورفعها، ما سهل على الجيش التقدم إلى وسط القضاء». وأعلن قائد الشرطة اللواء الركن حمد النامس أن «قوة أمنية قتلت اليوم، (امس) ثلاثة قناصين من تنظيم داعش في منطقة حاوي المزرعة اضافة الى ضبط شاحنة وقتل ارهابي كان يقودها». وفي الانبار، قال الشيخ شعلان النمراوي، وهو أحد شيوخ عشائر البونمر في بلدة هيت، غرب الرمادي، في اتصال مع «الحياة» امس إن «ابناء العشيرة دفعوا ثمن وقوفهم في وجه داعش خلال المعارك التي دارت في القضاء الشهر الماضي»، وأضاف أن «الحكومة خذلتنا وانسبحت غير مكترثة بمصيرنا». وأشار الى أن «التنظيم، بعد اعدامه العشرات من ابناء البونمر الأربعاء الماضي، واصل البحث عن ابناء العشيرة من الشباب وبعضهم تحصن لدى عدد من العشائر الاخرى، فيما قرر داعش اليوم (امس) تهجير جميع سكان البونمر من هيت وغالبيتهم من كبار السن والنساء والاطفال من دون السماح لهم بأخذ أي شيء معهم كما حصل للمسيحيين في الموصل». ولفت النمراوي الى أن «هذه العائلات واصلت السير في الصحراء لمسافات طويلة سعياً للوصول الى المناطق والنواحي القريبة، خصوصاً ناحية البغدادي»، وناشد الحكومة والقوات الامنية التوجه اليها وإجلائها بأسرع وقت قبل تعرضها للموت بسبب الجوع والعطش والتعب. وعلمت «الحياة» من مصدر امني، قريب من وزير الدفاع خالد العبيدي، أن «القوات الامنية والعشائر المتحالفة معها تستعد لاقتحام قضاء هيت بناءً على توصية من المستشارين الاميركيين لتأمين قاعدة عين الاسد التي أصبحت مكشوفة الآن بعد سيطرة داعش. ولفت الى إن الغارات الجوية للتحالف الدولي ضربت معاقل التنظيم في هيت، بعد قتل العشرات من سكانها، فيما رفض «داعش» طلب أهل المدينة نقل الجثث لدفنها وما زالت في الشوارع. وانتشر العديد من مقاطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي امس تظهر عملية اعدام العشرات امام الاهالي في احد شوارع هيت، كما اظهرت مقاطع اخرى عملية اعتقال عدد آخر بتهمة التحالف مع الحكومة. وأعلن رئيس المجلس البلدي في بلدة بروانة طه عبد، امس، ان «بروانة استقبلت خلال 48 ساعة أكثر من 1000 أسرة هجرها تنظيم داعش الإرهابي من منطقة ازويه في هيت غرب الانبار»، مبيناً أن «هذه الأسر تم إسكانها في مدارس ودوائر قيد الإنشاء». وطالب الحكومة المركزية ب «ضرورة توفير دعم فوري من المساعدات الإنسانية والغذائية لتلك الأسر التي تعاني بشدة بعد منعها من الأكل والشرب». وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف، في بيان الليلة قبل الماضية إن «المواطنين العراقيين في بلدات وقرى أخرى ما زالوا يقاتلون دفاعاً عن منازلهم وأحيائهم من سيطرة الإرهابيين، وقد ظل المواطنون يقاومون تنظيم الدولة الإسلامية ببسالة في الضلوعية وفي أماكن أخرى لأشهر عدة وينبغي أن يتلقوا الدعم الفوري». ودعا الحكومة والمجتمع الدولي إلى «اتخاذ إجراءات جادة وعاجلة لمساعدة الأهالي في مثل هذه المناطق وضمان توفير المساعدات الانسانية التي هم في أمس الحاجة إليها».