نجحت القوات العراقية في دخول قضاء بيجي (محافظة صلاح الدين)، فيما تراجع مسلحو «داعش»، وكان لمقاتلي «الحشد الشعبي» الذين يرافقون الجيش الدور الأكبر في تحقيق هذا التقدم. وفيما حذّرت قبيلة البونمر في الأنبار من تعرض مئات من أبنائها كان «داعش» هجّرهم من قراهم، للموت في الصحراء، وأعلنت أن الحكومة العراقية خذلتهم، دعا المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني المسؤولين إلى مساعدة العشائر السنّية، محذراً المقاتلين من الإساءة إلى الأبرياء. وكان وزير الدفاع خالد العبيدي التقى أمس في الأنبار عدداً من المسؤولين المحليين، وزار قاعدة عين الأسد القريبة من قضاء هيت، وتزامنت زيارته مع تقدم الجيش إلى وسط بيجي. وقال ل «الحياة» ضابط رفيع المستوى في قيادة العمليات في صلاح الدين، إن «القوات المشتركة تمكنت أمس من دخول القضاء، للمرة الأولى منذ سيطرة داعش عليه في حزيران (يونيو) الماضي». وأضاف أن «هذه القوات مكونة من جهاز مكافحة الإرهاب ولواء الرد السريع والمتطوعين، وخاضت اشتباكات عنيفة ليل أمس (أول من أمس) مع مقاتلي داعش فدحرتهم، وفككت عشرات من العبوات كانت مزروعة على الطريق المؤدي إلى بيجي، وتمكنت من الوصول إلى مديرية الشرطة والمستشفى العام وسط المدينة، بعدما فاجأت التنظيم بهجوم من شمال القضاء، ما أدى إلى محاصرة قادته في مناطق الصينية والمزرعة». وعزا مراقبون تمكُّن القوات العراقية من تحقيق تقدم في بيجي وقبلها في جرف الصخر (جنوببغداد) إلى تغيير تكتيكات الحرب، بعد دخول مقاتلي «الحشد الشعبي» المعركة بمعدات حديثة، إذ يعتمد مقاتلو «عصائب أهل الحق» و «سرايا السلام» و «كتائب حزب الله- العراق» وكتائب «أبو الفضل العباس»، تكتيكات «داعش»، فهم يتحركون في مجموعات صغيرة سريعة الحركة، ويتخذون قراراتهم في الميدان، ما يساعدهم في مباغتة مسلحي التنظيم في مناطق نفوذه. إلى ذلك، قال شعلان النمراوي، أحد شيوخ عشيرة البونمر في قضاء هيت غرب الرمادي، في اتصال مع «الحياة» أمس: «أبناء عشيرتي دفعوا ثمن وقوفهم في وجه تنظيم داعش خلال المعارك التي دارت في القضاء الشهر الماضي». وأضاف: «الحكومة خذلتنا وانسحبت غير مكترثة بمصيرنا». وأشار الى أن «داعش» بعد إعدامه عشرات من أبناء البونمر الأربعاء الماضي، واصل البحث عن الشباب، فتحصّن بعضهم لدى عشائر أخرى، فيما قرر التنظيم (أمس) تهجير جميع سكان هيت من البونمر، وغالبيتهم من كبار السن والنساء والأطفال، من دون السماح لهم بأخذ أي شيء معهم، كما حصل للمسيحيين في الموصل». في كربلاء حذّر ممثل السيستاني، عبد المهدي الكربلائي، خلال خطبة الجمعة، المجموعات المسلحة التي تقاتل الى جانب القوات العراقية، ومعظمها من المقاتلين الشيعة، من الإساءة إلى «الأبرياء» في المناطق ذات الغالبية السنية بعد استعادتها من «داعش». وقال: «المطلوب منكم أيها المقاتلون الأبطال والمتطوعون أن تمسكوا بالأرض التي طهرت من دنس الإرهابيين الغرباء، وتتعاونوا مع أبناء المناطق التي يسيطر عليها هؤلاء لتطهيرها منهم. عليكم حفظ أرواح المواطنين الأبرياء وممتلكاتهم، أياً تكن انتماءاتهم المذهبية، فهم أمانة في أعناقكم. أشعروهم بالأمن»، وختم قائلاً: «حذار حذار أن تمتد يد إلى شيء من ممتلكاتهم أو تصيب أحداً منهم بسوء، فإنه حرام حرام».