جدد خطباء ساحات الاعتصام في الأنبار وصلاح الدين وديالى وبغداد والموصل انتقاد رئيس الحكومة نوري المالكي واتهموه برعاية «ميليشيات تستهدف أهل السنة في حزام بغداد»، وطالبوا السياسيين السنة بتوضيح موقفهم من عمليات الاعتقال الجارية منذ أيام. ودعا إمام وخطيب الاعتصام في الرمادي سعد المحمدي، المالكي إلى «وقف دعم الميليشيات والعصابات التي تقتل وتهجر أهل السنة والجماعة من حزام بغداد ومن مناطق أخرى». وأضاف أن «الجيش العراقي يشاهد ما يحدث من قتل وتهجير للأبرياء ولا يحرك ساكناً بسبب خوفه من الميليشيات التي اخترقت أجهزته حتى أصبح يتحرك بأمر الميليشيات التي تنفذ أجندات إيران». وحيا المحمدي «الجيش السابق الذي سجل أروع الملاحم والبطولات في معارك أرشفها التاريخ ضد الجيش الإيراني الذي حاول احتلال العراق»، وقال إن «يوم أمس،(الثامن من آب 1988)، يصادف ذكرى يوم النصر العظيم للجيش العراقي الذي كان ولاؤه لله والوطن ولم يكن ولاؤه لحزب سياسي ودولة أخرى». وهاجم خطيب الجمعة في الفلوجة الشيخ أياد علي السياسيين من أهل السنة «لصمتهم وتخليهم عن قضية المعتقلين الذين يحرقون في السجون الحكومية بسواعد الميليشيات». وأضاف إن «الحكومة استقوت على أهل السنة والجماعة وهمشتهم بطريقة خبيثة»، وطالبها «بوقف الإعدامات والاعتقالات العشوائية والتهجير التي تنتهجه ضد أبناء أهل السنة الذين يختبئون تحت عباءة الوطنية فيما يحرص الشيعة على البيت الشيعي فقط، والاكراد يحرصون على البيت الكردي فقط منذ الاحتلال إلى اليوم»، وانتقد استمرار «التدخل الإيراني السافر في إدارة شؤون العراق». وفي سامراء انتقد خطيب ساحة الاعتصام الشيخ محمد جمعة عدم اكتراث الحكومة «لمعاناة المستضعفين في البلاد حيث تهجير السنة من دورهم، وقتل أبنائهم واعتقال الآلاف منهم». وخاطب جمعة، رئيس الحكومة قائلاً: «أنت مسؤول أمام الله والقانون والناس، فقد تجبرت وطغيت لماذا يسكت شيعة العراق أمام ممارسات المليشيات الطائفية والقوات الأمنية في استهداف مناطق السنة حول بغداد». وفي العاصمة شهدت الجوامع الرئيسية في مناطق الدورة والأعظمية والغزالية والعامرية والسيدية إقبالاً واسعاً، ووجه خلالها الخطباء انتقادات لاذعة إلى الحكومة، واستنكروا تصاعد عمليات الاعتقال. ونفذت قوات من الجيش والشرطة في بغداد مطلع الشهر الجاري عملية عسكرية واسعة في محيط بغداد أطلق عليها اسم «الثأر للشهداء»، رداً على هروب المئات من سجني أبو غريب والتاجي، وأسفرت العملية عن اعتقال ما يزيد على 700 شخص.