حذر 55 سجيناً سياسياً في إيران، حاليين وسابقين، الرئيس الأميركي باراك أوباما من أن العقوبات المفروضة على طهران بسبب برنامجها النووي باتت «عقاباً جماعياً» للإيرانيين، منبّهين إلى «آثارها المدمرة»، وحضوه على استغلال «الفرصة الأخيرة» التي يشكّلها عهد الرئيس الجديد حسن روحاني، لإنهاء النزاع بين البلدين. ووَرَدَ في رسالة وجّهها هؤلاء إلى اوباما، أن عليه التنبّه إلى «الآثار المدمرة للعقوبات الاقتصادية المشلّة، والجهود المكثفة لعزل إيران ديبلوماسياً في المجتمع الدولي». وأضافت أن النزاع في شأن البرنامج النووي الإيراني، «تحوّل في السنوات الأخيرة مسابقة محفوفة بالأخطار مع الولاياتالمتحدة والغرب عموماً. وهذا الصراع قوّض الثقة وعزّز العداء بين الجانبين». ولفتت إلى أن «الشعب الإيراني هو الضحية الحقيقية» للعقوبات، معتبرة أنه «يعيش تحت ضغط لا يُطاق من التضخم ونقص الحاجات الأساسية لحياة كريمة». وتطرّقت الرسالة إلى انتخاب روحاني رئيساً، ووصفته بأنه «سياسي معروف أنه يعتقد بحزم بالحوار والتفاعل البنّاء في العلاقات الدولية، ويحظى بقاعدة دعم صلبة في إيران». وزادت: «نعتقد بأن الوقت حان بالنسبة إلى بلدينا، لطوي صفحة وبدء عهد جديد من التفاهم المتبادل. ونرى أن حقبة هذه الحكومة قد تشكّل الفرصة الأخيرة للتوصل إلى تسوية لهذا الصراع، تكون معقولة ومقبولة لدى الطرفين». وحذرت أوباما من «ان العقوبات باتت عقاباً جماعياً مفروضاً على الشعب الإيراني ككلّ، لا الحكومة فقط»، معربة عن خشية من أن يؤدي تشديد العقوبات الأميركية إلى «مزيد من الاستقطاب وتعميق العداء» بين طهرانوواشنطن، ويسفر في نهاية الأمر عن «حصار على ايران، يشكّل خطوة أولى في إعلان حرب حقيقية». وبين الموقّعين على الرسالة التي نشرتها صحيفة «ذي غارديان» الريطانية، قادة إصلاحيون بارزون، مثل محسن ميردامادي ومحسن أمين زاده ومصطفى تاج زاده وفائزة هاشمي رفسنجاني وعلي رضا بهشتي وعبدالله مومني ونرجس محمدي. في السياق ذاته، تساءل الأكاديمي الإيراني البارز صادق زيباكلام عن الحكمة من العداء بين طهرانوواشنطن، معتبراً أن جزءاً من المشكلة يكمن في «عقول» الإيرانيين. وكتب مقالاً على الصفحة الأولى لصحيفة «بهار» المؤيدة للإصلاحيين، ورد فيه أن «الملف النووي مرتبط بقضية» العلاقات مع الولاياتالمتحدة. في المقابل، قال وزير الشؤون الاستراتيجية والاستخباراتية في إسرائيل يوفال شتاينتز إن روحاني «ساحر وماكر، وسيبتسم طيلة الطريق نحو قنبلة» ذرية. واعتبر أن على الإيرانيين أن يسمعوا من الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي أن لديهم خيارين فقط: وقف برنامجهم لتخصيب اليورانيوم طوعاً أو «تدميره بقوة غاشمة»، متصوّراً أن ذلك يمكن تنفيذه خلال «ساعات من غارات جوية، لا أكثر». وتطرّق في حديث إلى صحيفة «واشنطن بوست»، إلى العواقب المحتملة لضربة مشابهة، مرجحاً أن تتضمّن إطلاق ايران «مئات الصواريخ» على إسرائيل انتقاماً، مستدركاً أن ذلك لن يؤدي سوى إلى «أضرار محدودة جداً، لأننا نستطيع اعتراض صواريخ كثيرة». في غضون ذلك، أفاد موقع «انتخاب» الإيراني بأن محمد رضا رحيمي، النائب الأول للرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، والمتهم بقضايا فساد، قرر اعتزال السياسة.