موسكو، نيويورك، برلين - أ ف ب، رويترز - كشفت مصادر إيرانية ل «الحياة» أمس، ان الادارة الأميركية سعت خلال الاسابيع القليلة الماضية الى الحصول علي مواقف إيرانية رسمية حول قضايا مطروحة بين الجانبين عبر طرف ثالث، وذلك قبل مشاركة الرئيس محمود أحمدي نجاد في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في 27 الشهر الجاري. في الوقت ذاته استبعدت مندوبة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة سوزان رايس لقاء نجاد الرئيس الأميركي باراك اوباما في نيويورك، على رغم ان الدول الست الكبرى (الدول الخمس الأعضاء في مجلس آلام وألمانيا) ستجري محادثات مع إيران مطلع تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. واوضحت المصادر الإيرانية ان الرسائل الأميركية دعت الى فتح حوار حول «مستقبل العلاقات الإيرانية - الأميركية خصوصاً والإيرانية - الغربية عموماً». وأشارت الي ان طهران ما زالت تصر علي ضرورة تلقي «اشارات إيجابية» من واشنطن قبل محادثات مباشرة، لافتة الي ان الغاء الإدارة الأميركية نصب الدرع الصاروخية في شرق أوروبا «لا يمكن اعتباره اشارة إيجابية، لأن طهران تصر علي ان تشمل الاشارات خطوات مباشرة علي صعيد ملفها النووي والمقاطعة الاقتصادية التي تفرضها الولاياتالمتحدة عليها». وفي هذا السياق، لن يمثل لقاء اوباما نظيريه الصيني هو جنتاو والروسي ديمتري ميدفيديف على هامش الجمعية العامة «إشارة إيجابية» لإيران، باعتبار أن واشنطن تريد الحصول على تأييد بكينوموسكو في التصدي للتهديد النووي الإيراني، فيما يرى خبراء أن الولاياتالمتحدة ستستغل انعقاد الجمعية العامة «لمحاولة إقامة تحالف أوسع واكثر قوة ضد إيران». وتتردد موسكووبكين في تشديد العقوبات على الجمهورية الإسلامية، لكن إلغاء اوباما برنامج الدرع المضادة للصواريخ في أوروبا الخميس الماضي، يمثل صفحة جديدة في العلاقات الأميركية - الروسية. واللافت أن وزارة الخارجية الروسية أكدت أمس، أن تكرار نجاد وصفه «المحرقة» خلال «يوم القدس» بأنها «خرافة» أمر غير مقبول على الإطلاق، لأنه «يتنافى مع الحقيقة». وقال الناطق باسم الوزارة اندريه نستيرنكو إن «محاولات نكران التاريخ تهين ذكري ضحايا الحرب العالمية الثانية، وجميع الذين ناضلوا ضد الفاشية»، مؤكداً ان تصريحات الرئيس الإيراني «لا تساهم في إيجاد أجواء دولية ملائمة لإطلاق حوار مثمر حول الملف النووي لبلاده». كذلك ندد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير بإنكار نجاد المحرقة واصفاً الرئيس الإيراني بأنه «عار على بلاده»، وزاد: «هذه اللاسامية المحضة تتطلب إدانتنا الجماعية، وسنواصل مواجهتها بحسم في المستقبل». الى ذلك، ألغى فندق «هلمسلي» في نيويورك حجزاً لحفلة عشاء ينظمها طلاب إيرانيون كان تقرر أن يلقي فيها نجاد خطاباً لدى زيارته المدينة. وأفادت إدارة الفندق في بيان: «لا الرئيس الإيراني ولا البعثة الإيرانية مرحب بها في هلمسلي، ونحن مسرورون لأن مجموعة «متحدون ضد إيران النووية» أعلمتنا بالموضوع كي نتخذ هذا الإجراء». وفي سياق تداعيات الأزمة السياسية في إيران، أفادت صحيفة «اعتماد ملي» الاصلاحية بأن السلطات اعتقلت خلال اليومين الماضيين عدداً من الإصلاحيين، بينهم مهدي ميردامادي نجل زعيم حزب «جبهة المشاركة» محسن ميردامادي، ومهدي موسوي شقيق زوجة محمد على أبطحي، وفتشت منزل محمد نعيمي بور، عضو اللجنة المركزية لحزب «جبهة المشاركة». في المقابل، اتهمت صحيفة «كيهان» المحافظة الإصلاحيين بمحاولة تعطيل الجامعات الايرانية، عبر الإعداد لنقل الاحتجاجات إليها لدى بدء العام الدراسي الجديد الاسبوع المقبل. وبثت قناة «العربية» الفضائية بأن علي حسين منتظري «لن يؤم صلاة عيد الفطر»، احتجاجاً على ممارسات النظام في حق المعارضين لنتائج الانتخابات الرئاسية التي أجريت منتصف حزيران (يونيو) الماضي، وأسفرت عن فوز نجاد بولاية ثانية. وأشارت الى أن أبناء الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني طالبوا القضاء بالتحقيق في اتهامهم بالفساد. الى ذلك، عين نجاد مدير مكتب الرئاسة اسفنديار رحيم مشائي مشرفاً على ديوان رئاسة الجمهورية بدلاً من علي سعيد لو. ومشائي هو والد زوجة ابن نجاد، وسبق أن عيّنه الأخير نائباً أول للرئيس، ما أغضب المحافظين الذين انتقدوا قول مشائي إن «إيران صديقة للشعبين الأميركي والإسرائيلي».