أكد شهود في تكريت ان عناصر تنظيم «القاعدة» وزعوا بيانات في شوارع عدد من الاحياء، بعد ساعات من تفجير مسلحين منزل ضابط في الإستخبارات، ما ادى الى قتل وجرح العشرات، وكان من بين المهاجمين شقيق الضابط المغدور. من جهة أخرى، ضبطت قوة من قيادة العمليات في نينوى مخزن أسلحة ومتفجرات في مزرعة، قال المحافظ اثيل النجيفي إنها ملك احد مستشاري رئيس الوزراء نوري المالكي. واعترفت الحكومة بذلك، لكنها أكدت أن المستشار لم يطأ ارض المزرعة منذ العام 2004. وقال قائد «عمليات دجلة» اللواء عبد الأمير الزيدي إن المجموعة المسلحة التي تضم فارين من سجن أبو غريب اقتادت ضابط الإستخبارات وأعدمته في حديقة منزله مساء الاربعاء، في الحي العصري وسط المدينة. وأوضح ان شقيق الضابط الذي قاد العملية هو أحد عناصر تنظيم «القاعدة» المحكومين بالاعدام الذين فروا من سجن ابو غريب منتصف الشهر الماضي. وأكد مصدر في الشرطة ان المسلحين لغموا منزل الضابط وفجروه، وما أن تجمع سكان الحي حتى فجروا سيارة خارجه، ما ادى الى مقتل 12 شخصاً على الاقل وجرح 52 آخرين. إلى ذلك، قال شهود من احياء متفرقة من تكريت، ان مسلحين ينتمون الى «القاعدة» وزعوا صباح امس بيانات ممهورة بتوقيع «دولة الاسلام في العراق والشام» تهدد عناصر الشرطة و«الصحوة». وكانت تكريت شهدت الاحد الماضي مقتل القاضي ساجر العزاوي الذي يعمل في المحكمة الاتحادية. وأصيبت زوجته بتفجير سيارة مفخخة في حي الزهور وسط المدينة. يذكر أن تنظيم «القاعدة» تبنى عملية تهريب مئات السجناء خلال هجوم على سجني ابو غريب والتاجي، قبل نحو اسبوعين، وثارت منذ ذلك الحين تكهنات بتصاعد الاعمال المسلحة بعد فرار عدد كبير من قادة التنظيم. وأكدت وزارة الداخلية امس القبض على 351 سجيناً من الفارين خلال عمليات دهم وتفتيش اطلقتها في محيط بغداد. على صعيد آخر، كتب النجيفي على صفحته في «فايسبوك» ان «الشرطة المحلية في محافظة نينوى دهمت مزرعة في حاوي الكنيسة على ضفاف دجلة. وعثرت على كمية كبيرة من الأسلحة والمتفجرات الخطرة والرشاشات والقاذفات ومعها أيضاً عدد كبير من الملابس الأفغانية السوداء». وأضاف ان «المفاجأة الكبرى كانت ان هذه المزرعة ملك لأحد المستشارين في مكتب السيد رئيس الوزراء وألقي القبض على احد الحراس العاملين فيها». قيادة العمليات والشرطة في نينوى أصدرت بياناً بثه التلفزيون المحلي، مؤكدة «ضبط اكبر كدس (مخبأ) عتاد وأسلحة وعبوات ناسفة في دار إرهابي في منطقة حاوي الكنيسة، وهو من تنظيم القاعدة ويدعى وعد الله قاسم يحيى النقشبندي». وأوضح البيان أن النقشبندي «كان موقوفاً في قسم مكافحة الارهاب لمدة عامين وبعد الافراج عنه عاود مزاولة نشاطاته الارهابية». وعن عائدية المنزل الذي وجدت الأسلحة فيه أكدت القيادة أن «الدار التي دهمت ليست ملكاً للنقشبندي بل سبق واستولى عليها بقوة السلاح وسكنها». وقال مسؤول امني رفيع المستوى في الحكومة الاتحادية في اتصال مع «الحياة»: «ان المستشار الذي قصده النجيفي هو انور الندا، وهو صاحب المزرعة التي ضبطت فيها الاسلحة والمتفجرات. لكن السيد المحافظ وكل المسؤولين في الموصل يعلمون ان الندا لم يقصد هذه المزرعة منذ عام 2004 بعدما تعرض للتهديد. وبعد ذلك هاجمت مجموعات ارهابية المزرعة وقتلت الحارس واستولت عليها».