أعلنت وزارة الداخلية العراقية في بيان أمس أن «لجان التحقيق تشك بوجود تواطؤ سهل فرار السجناء من سجن تكريت، وأن الأسلحة التي استخدمها الإرهابيون أدخلت إلى السجن خلال الزيارات العائلية». وأضاف البيان أن «موقف التسفيرات (السجن) هذا يحتوي على ست قاعات كبيرة، كانت أقفالها قد عطلت بفعل فاعل، ما جعلها مفتوحة على بعضها، بالإضافة إلى عدم تفتيش الموقف من الداخل لفترات طويلة». وأوضح أن «عدد النزلاء في موقف تسفيرات مديرية شرطة صلاح الدين 303 موقوفين بينهم 47 ينتمون إلى تنظيم دولة العراق الإسلامية وهم محكومون بالإعدام». وتباينت رواية الداخلية مع رواية محافظة صلاح الدين، إذ أكدت الوزارة أن «مجموعة من السجناء هاجموا الضابط الخفير أثناء قيامه بجولته التفتيشية وقتلوه ثم استولوا على سلاحه والأسلحة الأخرى في المشجب وانتشروا في باقي مرافق السجن، في حين أن معاون محافظ صلاح الدين أمين الداودي قال في تصريح إلى «الحياة» إن «العملية التي شهدها سجن تسفيرات تكريت ليلة الخميس-الجمعة كانت نوعية ونفذت بإتقان». وأشار إلى أن «الهجوم كان مزدوجاً من الداخل والخارج ، إذ هاجمت مجموعة مسلحة لا يتعدى أفرادها ال10 أشخاص، يحملون أسلحة خفيفة اقتحموا البوابة الرئيسية للمعتقل بعد تفجير سيارة ملغومة، بالتزامن مع هيجان في الداخل ومهاجمة مشجب الأسلحة». وعن الاشتباكات، قال الداودي: «بدأت العملية قبيل صلاة العشاء (أي حوالى السابعة والنصف مساءً) واستمرت حتى الفجر». ولفت إلى أن «التقارير حول الحادث ما زالت ناقصة نتيجة مقتل وإصابة غالبية حراس وإدارة السجن حيث سقط في العملية 28 بين قتيل وجريح، بينهم عدد من الضباط». وأكد «أن هناك 80 سجيناً ما زالوا طلقاء حتى الآن تتم مطاردتهم داخل وخارج المدينة، ووردتنا أنباء عن غرق عدد منهم بعد محاولتهم عبور نهر دجلة». وأوضحت الداخلية في بيانها أن «اللجنة الأمنية العليا التي كلفت التحقيق في ملابسات هذا الحادث اتخذت إجراءات لضبط الوضع في المحافظة، ومنها عزل قائد الشرطة اللواء الركن عبد الكريم الخزرجي وتكليف اللواء الركن غانم القريشي بدلاً منه، وفرض حظر التجول في المدينة». كما أكد البيان أن عدد الذين هربوا 102 موقوف، بينهم 47 محكوماً بالإعدام فيما تمكنت القوات الأمنية من قتل أربعة منهم». وقال ضابط في سجن تسفيرات تكريت نجا من الحادث في تصريح إلى «الحياة» إن «الهجوم بدأ ليلاً في وقت صلاة العشاء بعدما هز السجن تفجير هائل، علمنا في ما بعد أنه سيارة مفخخة تلته اشتباكات عند البوابة، ما دعانا إلى الاستنفار وتمترست في أحد الأبراج الأربعة المحيطة بالسجن، حيث هاجم السجناء الإدارة واستولوا على مشجب الأسلحة (...). وخلال المواجهات نجح السجناء في السيطرة على ثلاثة أبراج واستطعت مع مجموعة من الحراس مقاومتهم حتى الساعة الثانية عشرة منتصف الليل حين وصلت التعزيزات من قيادة عمليات سامراء».