ينتظر المشاهد اللبناني الممثلة نادين الراسي في أي عمل تشارك فيه، لبنانياً كان أم عربياً. بعد شهر رمضان تطلّ على شاشة «أل بي سي» في مسلسل «آماليا» الذي كتبه طارق سويد وأخرجه سمير حبشي وأنتجه مروان حداد صاحب شركة «مروى غروب». حالياً هي تلعب دور أمٍّ وزوجة خائنة في مسلسل «سنعود بعد قليل»، ودور طبيبة في الجزء الثالث من «ولادة من الخاصرة». مشاركتها في هذين العملين تعتبرها «خطوة إلى أمام» على صعيد الأعمال العربية خصوصاً أنّها وقفت أمام أسماء كبيرة في التمثيل، وتلفت إلى أنّها سمعت أصداء إيجابية كثيرة عن هاتين المشاركتين. رأي الممثل في أدائه قد يختلف عن رأي الجمهور، فهل كانت، هي راضية عن أدائها؟ «نعم أنا راضية عن أدائي» تقول نادين، «لكنّني علّقت على حاجبيّ في مسلسل «سنعود بعد قليل» لأنّنا جعلناهما أكثر عرضاً كي أبدو أكبر في السن، لكنّهما لم يقنعاني على الشاشة وتمنّيت لو لم نقم بتلك الخطوة». هناك رأي يقول إنّ الممثلة اللبنانية في الأعمال العربية خلال رمضان الحالي محصورة في أدوار الخيانة أو التفلّت الجنسي أو الأخلاقي، وكأنّ عليها أن تكون جميلة والباقي مجرّد تفاصيل، فما تعليق نادين على هذا الرأي؟ أولاً تلفت إلى أنّ دور الخائنة مثلاً هو مجرّد دور مُستوحى من المجتمع، وهذه الشخصية يمكن أن تنتمي إلى كلّ الجنسيات والشخصيات، لذلك فإن صادف أن لعبت ممثلة لبنانية هذا الدور فهذا لا يعني أنّ اللبنانيات خائنات. أمّا عن حصر هذا النوع من الأدوار بالممثلات اللبنانيات فتقول نادين أنّ هذا ليس صحيحاً مشيرة إلى أنّ سيرين عبد النور في «لعبة الموت» هي التي تتعرّض للضرب والإهانة، وورد الخال في «نكدب لو قلنا ما منحبّش» لا تلعب دوراً ينحصر في إطار «التفلّت»... ولا تنكر الراسي أنّ المسلسلات والأفلام العربية كانت في ما مضى تختار الممثلات اللبنانيات من أجل جمالهن وجرأتهن، لكنّها تؤكّد أنّ هذا الأمر لم يعد سائداً اليوم. نستنتج من كلام نادين أنّها تتابع معظم مسلسلات رمضان، فتؤكّد استنتاجنا: «قررت منذ شهر رمضان الفائت أن أتابع كلّ ما يُعرض خلال هذا الشهر لأنّني أحبّ أن أشاهد ما يقدّمه المنتجون والمخرجون والكتّاب والممثلون العرب، وهكذا أستطيع أن أتعرّف إليهم وإلى أعمالهم، فإذا عُرِض عليّ عمل مع أحدٍ منهم أكون على اطلاع على نوعية عمله». هل شاهدت مسلسلاً ما فتمنّت لو شاركت فيه؟ «هذا التمنّي لا يخطر في بالي أبداً»، تسارع إلى القول، وتوضح أنّها «لا تشتهي مقتنى غيرها» مشيرة الى أنّ كلّ الأدوار التي لعبتها كانت ناجحة، وبالتالي لا حاجة حتّى لأنّ يمرّ في رأسها أن تأخذ دوراً ناجحاً قامت به ممثلة أخرى. خطوات نادين باتجاه الدراما العربية تصبح أكبر وأكثر ثباتاً، فهل يمكن أن يسرقها ذلك من الدراما اللبنانية؟ «أبداً» تقولها بنبرةٍ قاطعة، «مهما شاركت في أعمال عربية، سأشدد على أن أشارك، على الأقل، في مسلسلٍ لبناني في السنة». ألا يمكن أن تشعر بعد فترة بأنّ الإنتاجات العربية مريحة أكثر وبأنّ جمهورها أوسع، في حين أنّ الإنتاج اللبناني محدود نسبياً والعمل في الدراما اللبنانية متعب، فتقرر أن «تهاجر» إلى الدراما العربية؟ تكرر «أبداً فالدراما اللبنانية هي بيتي، وأحياناً ندرك أنّ المنزل الذي فيه نعيش تنقصه بعض التفاصيل، ونعي أنّه ليس القصر الفخم الذي نحلم به، لكنّه المكان الذي نرتاح فيه، ولو لم يكن فيه سوى أريكة صغيرة وشباك». هل توافق نادين على فكرة أنّ الأعمال العربية صارت أشبه ب «سَلَطة جنسيات» بحيث نرى في معظم المسلسلات الضخمة ممثلين مصريين وسوريين ولبنانيين، وأحياناً خليجيين، وتكاد هوية المسلسلات تضيع؟ تجيب بين الجدية والمزاح: «أولاً السَلَطة مفيدة جداً، والطعام كي يكون مفيداً يجب أن يكون متنوّعاً». وتتابع: «لا أعتبر أنّ الاختلاط في جنسيات الممثلين أو فريق العمل يُفقد المسلسل هويته، بل يعطيه هوية عربية بامتياز». وترى نادين أنّ هذا الأمر كان ليثير مشكلة لو كان ينطبق على المسلسلات العربية بمجملها، ولكن ما زال هناك مسلسلات مصرية فقط، وسورية فقط، ولبنانية فقط، بالتالي يمكن اعتباره نقطة قوّة بعدما شكّل فئة جديدة بحدّ ذاتها.