تستعد الممثلة اللبنانية نادين الراسي لتصوير ثلاثة أعمال من المفترض أن يبدأ عرضها في السنة المقبلة؛ مسلسل «لولا الحب» من كتابة كلود صليبا وإخراج إيلي حبيب، ومن بطولتها إلى جانب أنطوان كرباج ويوسف حداد وهيام أبو شديد ورانيا عيسى وغيرهم، والفيلم السينمائي «عند منتصف الليل» الذي كتبته هيام أبو شديد وسيخرجه فيليب أسمر، بالإضافة إلى مسلسل سيُعرَض على شاشة «أم تي في» خلال شهر رمضان المقبل تتحفّظ عن ذكر معلومات حوله. الآن تطل نادين الراسي بطلةً في مسلسل «غلطة عمري» من كتابة كلوديا مرشليان وإخراج فيليب أسمر وإنتاج «مروى غروب». وتفصح نادين أنّها تشاهد هذا المسلسل وحدها، «فحين يبدأ عرضه أدخل إلى غرفتي وأجلس وحيدة للانتباه إلى كل التفاصيل لكثرة ما أشعر بالرهبة والقلق من دقة موضوعه». خوف نادين «على الدور ومن الدور» تبرره بوجود خيط رفيع في هذا المسلسل يفصل بين إيصال رسالة مفيدة إلى المشاهدين وبين خدش حيائهم، «ولكن الحمد لله، يبدو أنني أنجح حتّى الآن في أداء الشخصية». عفوية نادين التي لفتت النظر في هذا العمل، علماً أنّ أداءها غالباً ما يوصف بالتلقائية، تعتبرها نتيجة نضوجٍ أكثر في التمثيل ونتيجة صدق وسلاسة في السيناريو والحوار. تقول: «لم أعد أحضّر كثيراً تفاصيل الشخصية عند قراءة نصٍّ ما، بل صرت أدخل في الدور وأعيشه فتولد التفاصيل وحدها، وهذا ما حصل في مسلسل «غلطة عمري» حيث وجدت نفسي متورّطة في الدور حتى أقصى الحدود». «غلطة عمري» كان من المفترض أن يكون خماسية عنوانها «الست فيفي» ضمن سلسلة «للكبار فقط» فهل فرضت نادين شروطاً معينة أدّت إلى تبدّل أجوائه؟ تجيب نادين: «حين عُرِض عليّ الدور في النسخة الأولى قررت أن أكون جريئة باعتبار أنّ الممثلة يجب أن تعيش كل الحالات وأن تلعب كل الأدوار، ولكن حين دقّت ساعة الصفر وكان علي أن أعطي جواباً نهائياً وجدت نفسي أتراجع عن قراري لأنني اكتشفت أنني لست مستعدّة أنّ أظهر على الشاشة في مشاهد جريئة!». وتوضح نادين أنّها لا تعرف بالضبط سبب رفضها وتراجعها، «قد يكون السبب التربية الشرقية، البيت، العائلة، الزواج، المجتمع، أو كلّها مجتمعةً». من هنا، رفضت نادين الدور ولم ترغب في أن تتغيّر الشخصية لأنّها كانت مكتوبة في شكلٍ جميل، لكن المنتج مروان حداد الذي كان مصرّاً على أن تلعب هي شخصية «ليلي» طلب من الكاتبة كلوديا مرشليان أن تعدّل الدور وأن تضيف حلقات إضافية ليصبح المسلسل 15 حلقة، «فصار عملاً يلامس كل الأعمار ويمكن أن تشاهده مثلاً فتاة في الرابعة عشرة من عمرها وأن تتعلّم منه كي لا تقع في الخطأ». هل يمكن أن نستشف من كلامها أنّها تفضّل الأعمال غير المبنية على الجرأة والإثارة؟ «أريد أن يكون واضحاً أنني لن ألعب أدواراً جريئة لكن ذلك لا يعني أنني أنتقد أي ممثلة تلعب هذه الأدوار، بل على العكس أقدّرها، ولا أنتقد أيضاً هذا النوع من المسلسلات لأنّ لها جمهورها الكبير». نادين الراسي كانت صرّحت منذ أعوام بأنّها لن تشارك في أكثر من عملٍ واحد في السنة كي تستطيع الاهتمام بعائلتها وبأولادها من دون تقصير، ولكن يبدو أنّها لم تستطع الالتزام بقرارها، «لقد اكتشفت أنني أصبحت مدمنة وأنني ضعيفة أمام العروض التمثيلية الجيدة». ثم تضيف بعد لحظات من الصمت المعبّر: «لقد بدأ مجال التمثيل يسيطر عليّ، بات يتحكّم بي فصرت مسيّرة بعدما كنت مخيّرة، ولم أعد أستطيع الالتزام بمواقفي الرافضة للأعمال التمثيلية كما كنت أفعل في السابق». تعترف الراسي أنّها تشعر بالتقصير أحياناً مع عائلتها بسبب تضارب الأوقات بينها وبين العمل، «لا أنكر أنني في الفترة الأولى التي كنت أصل فيها إلى البيت فأجد أولادي قد ناموا كنت أجلس بقربهم وأبكي، لكنني الآن صرت أنظر إلى الأمور من زاوية مختلفة بخاصّة أنّ اللحظات المهمة أكون حاضرة فيها دائماً، لذلك صرت أعوّض عن الأوقات الضائعة كي أحافظ على التوازن بين عائلتي وعملي». نادين الراسي قد تكون غير جريئة في بعض الأدوار التمثيلية لكنّها جريئة تماماً في كل تعليقاتها وأجوبتها، لذلك نسألها عن رأيها في وضع الدراما اللبنانية: هل هو يتطوّر حقّاً أم أنّ الأمر مقتصر على بعض الأعمال القليلة؟ تجيب: «النجاح الكامل يتطلّب أن يجتمع الكاتب المناسب مع المنتج المناسب والمخرج المناسب والممثل المناسب... وهذه العناصر قليلاً ما تجتمع كلّها في عملٍ واحد لذلك لا نجد دائماً أنّ الدراما اللبنانية تصل إلى النجاح الذي نتمناه جميعاً».