لا تقف درجات حرارة الجو ومعدلات الرطوبة المرتفعة في صيف إمارة دبي عائقاً أمام إرادة السلطات الرسمية المولجة التخطيط للمواسم السياحية وتسويقها، في استغلال أشهر الصيف الحارة لاستضافة السياح من كل دول العالم تحت عنوان «الصيف ... حتماً دبي»، لتتحول السنة على مدار أيامها ال 365 مواسم سياحة وترفيه وتسوّق. وطوّعت الإمارة المناخ لمصلحة هذا القطاع بإنشاء بنية تحتية متطورة جداً في كل الخدمات، ونشر اللون الأخضر على امتداد مساحاتها، وبرك المياه وخريرها لتوفّر جواً أكثر لطافة. ولا يمكن إغفال عامل الأمان والأمن الذي تتمتع به دبي، بشهادة الزوار، وهو عنصر أساس يندرج على قائمة الحوافز الجاذبة للسياح، ويشجعهم على تكرار الزيارة إلى الإمارة. وشكّلت مصادفة شهر رمضان المبارك وعيد الفطر في الصيف، حافزاً إضافياً للترويج للإمارة وجهة سياحية جاذبة، بتنظيم حدث «رمضان في دبي» في دورته الثالثة، الذي تحضّر له مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة، وهي إحدى مؤسسات دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، لاستقطاب حركة تسوّق وسياحة داخلية وزوار من دول مجلس التعاون الخليجي وبلدان عربية وسياح أجانب. وتتنوّع نشاطات هذا الحدث لتلبّي كل رغبات الزوار، فهي تبدأ بمظاهر احتفالية ثقافية وتراثية تستمد تفاصيلها من قيم شهر رمضان وروحانيته، مروراً بحفلات الإفطار الرمضاني والسحور في الخيم الرمضانية التي تقيمها الفنادق، وانتهاء بالتسوّق المغري بتوافر كل البضائع الحاملة أسماء عالمية بأسعار محسومة ترضي المستهلك المقيم والسائح. ويكمن سرّ نجاح الموسم في التخطيط لحملات الترويج والتسويق الذي ترسمه مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة، في التعاون الوثيق مع القطاع الخاص الذي يضطلع بدور أساس وفاعل في عملية الجذب، وتحديداً القطاعين التجاري والسياحي فنادق ومطاعم، وعلى محوري تقديم الخدمة الجيدة والأسعار المخفّضة لتناسب القدرة الشرائية لدى كل شرائح الزوار والمجتمع المقيم. دور فاعل للقطاع الخاص وأكدت المديرة التنفيذية لمؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة ليلى سهيل، في لقاء مع وفد صحافي يمثّل وسائل إعلام عربية زار دبي بدعوة من المؤسسة لمعايشة هذا الحدث وتجربة نشاطاته، «اللجوء دائماً إلى القطاع الخاص لدى تنظيم أي نشاط». ولفتت إلى أن «مساهمة القطاع الرسمي في أي حدث تشكل نسبة 25 في المئة ويتولى القطاع الخاص النسبة المتبقية». وشددت على أن «رمضان في دبي» هو «نتيجة مباشرة للتعاون بين الدوائر الحكومية والقطاع الخاص لتنظيم مهرجانات واحتفالات تعزز مكانة الإمارة على المستويين الإقليمي والعالمي، كوجهة رئيسة على مدار العام». واعتبرت أن هذا التعاون «ساهم في استقطاب الزوار خلال الشهر الفضيل، ويؤمّن لهم خيارات متنوعة للاستمتاع بتجربة الأجواء الرمضانية في أفضل مدينة يمكن أن تمنحهم إياها». وأوضحت سهيل أن قطاع التجزئة «هو أساس في فصل الصيف لأن أشهره وبرامجه باتت تُعتبر مواسم تسوّق»، لافتة إلى «مساهمة القطاع الخاص في مبادرات الحكومة من خلال القطاع التجاري الذي يعلن عن عروض وحسومات تشجع على التسوق، والقطاع الفندقي عبر تقديم العروض المخفضة خلال فترة الصيف». وقالت إن دبي «تستقطب الزوار من دول الخليج وهم يُعتبرون الفئات المستهدفة في الصيف ومن بعض الدول الأوروبية، الذين تجتذبهم الفنادق على الشاطئ». واعتبرت أن استفادة الفنادق «تكون في نسبة الإشغال التي تصل إلى 95 في المئة حالياً ومئة في المئة في العيد». وتوقعت أن «تكون 80 في المئة الشهر المقبل، لذا نكثّف حملاتنا بهدف استقطاب أكبر عدد من السياح ورفع نسبة إشغال الفنادق». ورأت أن هذه الحركة «تؤثر في القطاعات الأخرى إيجاباً مثل تجارة التجزئة والمطاعم»، من دون أن تغفل «التنوع في مؤسسات القطاع السياحي الذي يلبّي أذواق شرائح الزوار المختلفة، فضلاً عن الذين يملكون شققاً». ويبرز دور قطاع التجزئة فعلاً في الأسواق والإقبال على التسوّق خصوصاً بعد الإفطار الرمضاني، إذ لا تكفي ساعات لإنجاز لائحة التبضّع في أي من المراكز التجارية الضخمة التي تشتهر بها دبي، وربما يحتاج الأمر إلى نهار بكامله. فلا يمكن إحصاء عدد المتاجر التي تشغل مساحات هذه المراكز والأسماء العالمية التي تعلو واجهاتها، والإغراءات من خلال الحسومات المعلنة. وبالمرور في أروقة هذه المراكز، تستوقفك أكشاك تعرض سلعاً متنوعة، فلا يمكنك العبور من دون أن تستطلع وتسأل عن السعر ولكن في النتيجة تضيف إلى لائحتك سلعة لم تكن مدرجة. ولا يتردد المتسوّق في تجربة جلسة في أحد المطاعم المنتشرة على مساحات هذه المراكز التجارية، للاستراحة وتذوّق المأكولات التي تقدمها من مطابخ عالمية، لتكتمل دورة السائح في الترفيه والتسلية في أجواء تنسيه ارتفاع درجة الحرارة ومعدل الرطوبة في الخارج. وهو ما نجحت في تأمينه دبي بتطويع قساوة الجو لمصلحة السياحة فيها والزائر. «زعبيل سراي» يعيد تراث الحقبة العثمانية ولا يختلف دور القطاع الفندقي عن القطاع التجاري في إنجاح أي من المواسم السياحية في دبي، في تقديم الخدمة الجيدة والسعر المقبول. ولا يخفى أن لسلسلة الفنادق في دبي جاذباً خصوصاً لتلك الواقعة على الشاطئ الجاذبة للسياح الأجانب، لما توفّره من خدمات ترفيه وتسوّق أيضاً. ومن هذه الفنادق الجاذبة، «جميرا زعبيل سراي» الذي أقام فيه الوفد الإعلامي، كشريك في هذه الدعوة. هذا الفندق الذي فتح أبوابه للزوار عام 2011 ، بعدما استغرق بناؤه ثلاث سنوات، هو بالفعل منتجع لوقوعه في الجانب الغربي من «نخلة جميرا»، مستحوذاً على إطلالتين على مياه الخليج العربي ودبيالمدينة بأبراجها الشاهقة. وما يجعل الإقامة في هذا المنتجع سحراً، هي تصاميم الهندسة الداخلية التي تظهّر صوراً تعود الى الحقبة العثمانية، فلا يخلو سقف من رسومات فنية رائعة بألوان دافئة ولا يفتقد حائط أو زاوية لمنحوتة أو لوحة جدارية نحتها فنانون أتراك تعود بك عميقاً في الزمن. وتُستكمل هذه الإقامة بضيافة تحمل تقاليد الزمن العثماني أيضاً. وفي جلسة على ترّاس المطاعم والمقاهي العشرة في الفندق، تتجاور مع برك المياه وخريرها وتطلّ على مساحات خضراء مع برك سباحة توصلك إلى الشاطئ الرملي، ليتمكّن الزائر من تنويع خطوات الترفيه والاستراحة. ولا يقتصر هذا المنتجع على الغرف الفندقية التي تتميّز أصلاً بالفخامة والراحة، فهو يضم 405 غرف بما فيها 42 جناحاً، فضلاً عن 32 فيلا يتوسطها مسبح على شكل بحيرة. وتُتوّج كل هذه الميزات التي يتمتع بها المنتجع، بخدمة ممتازة ينفّذها فريق العمل فيه على كل المستويات، والمأكولات الطيبة التي تقدمها المطاعم من مطابخ عربية وعالمية والخدمة النوعية التي يلقاها الزائر. وإذا كانت دبي تستقطب زواراً في الصيف، فهي تعيش مواسم سياحية في الشتاء تشكل الذروة في هذا النشاط، إذ أعلنت سهيل أن هذه المواسم «تصادف في كانون الأول (ديسمبر) وبداية السنة، وهي كثيفة وتكون الأسعار خلالها مختلفة عن فترة الصيف». لذا «تضع الفنادق الأسعار بناء على المواسم». واستعادت الخطوات الأولى على مسار الترويج للسياحة في الإمارة مع «مهرجان دبي للتسوق» قبل 18 عاماً، وكان الهدف منه «الترويج لدبي كوجهة سياحية»، مؤكدة أن هذا القطاع «يساهم في دور كبير في الاقتصاد». وليس التركيز على السياحة صدفة، بل هو هدف وتتوافر له البنية التحتية المتطورة في دبي، سواء لجهة المراكز التجارية أو لعدد الفنادق، إذ أشارت سهيل إلى «وجود 80 ألف غرفة حالياً وسيزيد خلال 4 سنوات في ضوء المشاريع قيد التنفيذ وأخرى جديدة في المستقبل، ما يساهم في شكل كبير في تطوير السياحة والترويج لها». وعن جنسيات سياح دبي وترتيبهم، لفتت سهيل إلى أن الزوار السعوديين «هم في الطليعة خلال مهرجان التسوق في الشتاء، يليهم مواطنو دول الخليج ثم الهند وروسيا خصوصاً مع مصادفة رأس السنة الروسية في كانون الثاني (يناير) وأخيراً الزوار البريطانيون والألمان». وفي فترة مفاجآت الصيف، قالت إن «أهم الأسواق المستهدفة هي الخليجية ثم بعض الدول الأوروبية وتحديداً السياح الألمان الذين تستقطبهم الفنادق على الشاطئ». لا تتوقف دبي عند كل ما أنجزته على المستويات المالية والمصرفية والسياحية بتأمين أفضل بنية تحتية لكل الخدمات في هذه القطاعات، بهدف تعزيز تنويع المداخيل والإيرادات، إذ تتطلع حالياً إلى حجز موقع لها على الخريطة العالمية من مربّع الموضة والأزياء، لتصبح مدينة مرجعاً كما ميلانو وباريس ونيويورك. وهي تنظم «تجربة الموضة من «فوغ» في دبي» في العاشر من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل في مركز «دبي مول»، وهو حدث يتمثل بشراكة حصرية بين شركة «إعمار العقارية» ومجلة «فوغ إيطاليا». ويجمع الحدث 250 علامة تجارية عالمية.