رحب المخرج الإيراني أصفر فرهادي باختيار مهرجان القاهرة السينمائي، فيلمه الجديد «الماضي» لكي تفتتح به الدورة السادسة والثلاثون من مهرجان القاهرة السينمائي التي تقام في الفترة من 19 إلى 26 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، بعدما كان عرض في الدورة الأخيرة لمهرجان «كان» السينمائي، قبل أن يجول على الصالات التجارية في عدد كبير من المدن الأوروبية حيث لقي نجاحاً باهراً، لا سيما أن بطلته الفرنسية بيرينيس بيجو كانت فازت عنه بجائزة أفضل ممثلة في دورة «كان» التي أشرنا إليها. إلى هذا نعرف أن «الماضي» كان منذ أول عرضه في «كان» قد رُشّح للسعفة الذهبية... وبالطبع من الواضح أن هذا النجاح المهرجاني من الصعب أن يبرر اختيار هذا الفيلم لافتتاح المهرجان القاهري بعد أن سبق أن عُرض بل شبع عروضاً في الصالات التجارية. من هنا، فإن كثراً من الذين وصلهم هذا الخبر من القاهرة دُهشوا قائلين: كان يمكن عرضه في «بانوراما» خاصة أو على الهامش لأن العروض الافتتاحية لأي مهرجان جدير بأن يكون كبيراً تقتضي العثور على فيلم لم يسبق عرضه! ومهما يكن من أمر فمن الضروري دائماً التذكير بأننا هنا إزاء فيلم مميز حققه مخرجه في فرنسا وهو يروي قصة حول تعقيدات العلاقة بين رجل إيراني منفصل عن زوجته الفرنسية التي تتأهب للزواج برجل عربي بعد حصولها على الطلاق من الإيراني، والمشاكل التي تنتج عن علاقتها بابنتها المراهقة التي ترفض زواجها بالعربي الذي تشك في أنه كان السبب في انتحار زوجته الفرنسية. إنها دراما العلاقات العائلية - العابرة للجنسيات، على غرار فيلم فرهادي – التحفة السابقة الذي فاز بجائزة أحسن فيلم أجنبي في مسابقة الأوسكار وهو فيلم «انفصال». بقي أن نذكر أن فيلم «الماضي» سيعرض في افتتاح مهرجان القاهرة خارج المسابقة بسبب مشاركته سابقاً في مسابقة مهرجان كان التزاماً بقواعد الاتحاد الدولي للمنتجين الذي يقصر الاشتراك في مسابقات المهرجانات التي يعترف بها على أفلام لم يسبق لها أن شاركت في مسابقة أي مهرجان دولي. لقطة من «الماضي»