حصل المخرج الفرنسي التونسي الأصل عبداللطيف كشيش على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان «كان» السينمائي في دورته ال66 عن فيلمه «حياة أديل» أمس، حيث تفوق الفيلم بجزأيه على 19 فيلما في المسابقة الرسمية الرئيسية. وكان نقاد سينمائيون توقعوا فوز الفيلم بالسعفة الذهبية، إلا أن الجدل كان يدور قبل إعلان النتيجة حول مدى جرأة لجنة التحكيم وقدرتها على منح الفيلم السعفة الذهبية، خاصة أن رئيسها المخرج الشهير ستيفن سبيلبيرغ يعد مخرجا محافظا لا يميل إلى المشاهد الإباحية ولا تتضمن أفلامه أيا من هذه المشاهد. ولخص الفيلم في ثلاث ساعات المشكلة المتنامية في المجتمع الفرنسي، ودخل في العمق ليكشف العوالم الداخلية لتلك العلاقات المشبوهة والمكشوفة داخل الجسم التربوي الفرنسي خصوصا في المدارس الثانوية. ويغوص «حياة أديل» في سيرة فتاة ذات 17 عاما، وهي طالبة في إحدى ثانويات باريس، تلتقي مصادفة بفتاة، وسرعان ما تتطور العلاقة بينهما إلى عشق وتكامل، وقد أبدع كشيش في نقله لواقعية تلك العلاقة الشاذة بين المراهقتين، كما استطاع إبراز أدق تفاصيل هذه العلاقة، وتعامل معها بشفافية وبراءة عالية. والموضوع وإن كان صادما للجمهور العربي، مع تضمنه مشاهد إباحية كثيرة، فإنه يلقى هوى في نفوس النقاد والصحفيين الفرنسيين، ويرى كثيرون أنه يأتي في سياق الجدل الدائر في فرنسا بشأن الحريات الجنسية وزواج الشواذ. كشيش، مفاجأة دورة مهرجان «كان» الحالية، هو زائر ومشارك في دورات سابقة للمهرجان، حيث قدم عام 2004 فيلم «المراوغة»، وفي عام 2007 قدم فيلم «كسكسي بالسمك»، وعام 2010 قدم فيلم «فينوس سوداء»، إلا أنها بقيت ضمن الأفلام ولم تسجل نفس النجاح الذي سجله فيلمه الجديد «حياة أديل». وفي مسابقة جوائز التمثيل نال الممثل الأمريكي بروس ديرن جائزة أحسن ممثل عن فيلمه «نبراسكا»، وفازت الممثلة الفرنسية بيرينيس بيجو بجائزة أحسن ممثلة عن فيلمها «الماضي». وكانت الدورة الماضية للمهرجان، شهدت فوز المخرج النمساوي مايكل هانيكيه بجائزة السعفة الذهبية عن فيلمه «الحب»، الذي صور الأيام المأساوية الأخيرة في حياة زوجين مسنين، وسبق لهانيكيه أن فاز بالسعفة الذهبية عام 2009 عن فيلمه «الشريط الأبيض». الأمريكي بروس ديرن أفضل ممثل والفرنسية بيرينيس بيجو أحسن ممثلة «حياة أديل» للتونسي كشيش يحصد «السعفة الذهبية» لمهرجان كان.