نجح مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام، في زرع أعضاء ل10 مرضى بنكرياس وكلى، منذ إنشاء مركز زراعة الأعضاء في المستشفى، لاستقبال الحالات النادرة، والمصابة بأمراض تحتاج إلى التدخل الجراحي. وقال استشاري زراعة الأعضاء في المستشفى الدكتور محمد القحطاني: «إن المركز أجرى حتى الآن 10 جراحات لزراعة بنكرياس وكلى في آن واحد، تمت جميعها بنجاح»، لافتاً إلى «الإمكانات الكبيرة في الأداء والتنسيق والتطوير والخبرات وتلك الكفاءات العلمية والاستشارية التي يتمتع بها المركز على مستوى المنطقة الشرقية، التي جعلت منه تجربة ناجحة في مجال الزراعة على جميع المستويات. كما يقوم المركز كذلك بزراعة الكبد، إضافة إلى ريادته في زراعة الكلى واستخراجها من المتبرع بالمنظار». وأوضح القحطاني، أن «البنكرياس يحوي الخلايا المسؤولة عن تخزين وإطلاق الهرمون الرئيس المشارك في توازن السكر بالدم وخلايا الجسم، ويُعرف بالأنسولين، إذ يحدث النوع الأول من السكّري عندما يعجز البنكرياس عن إطلاق كمية كافية منه، ما يتسبب في ارتفاع السكر في الدم، وبالتالي يتأثر البنكرياس، وعادة ما تُجرى عملية زراعة البنكرياس للمرضى المصابين بهذا النوع من ارتفاع السكر في الدم». وتنقسم الزراعة في هذا المجال إلى زراعة بنكرياس فحسب، وهي خاصة بالمرضى المصابين بالنوع الأول من السكري الذين يعانون من حالات انخفاض متكررة وحادة لسكر الدم من دون سابق إنذار، ما قد يهدد حياتهم، وهناك زراعة البنكرياس بعد زراعة الكلى، وفيها تتم عملية زرع الكلى من متبرع حي، ثم يعقب ذلك عملية زرع البنكرياس من متبرع متوفى دماغياً. فيما تجري زراعة البنكرياس والكلى في آن واحد للمرضى الذين يعانون من النوع الأول من السكري والفشل الكلوي معاً. ويقوم برنامج زراعة البنكرياس في المستشفى حالياً، بالتركيز على إجراء هذا النوع من الزراعات التخصصية الدقيقة لكونها «الأكثر شيوعاً». وأوضح القحطاني، أن من أهم شروط زراعة البنكرياس والكلى في آن واحد أن «يجتاز المريض الإجراءات والفحوص الضرورية كافة، للتأكد من خلوه من أية التهابات حالية، أو أورام من خلال لجنة طبية مختصة تشمل استشاريي زراعة كلى وبنكرياس، واستشاريي جراحة زراعة الأعضاء، واختصاصيين في التثقيف الصحي والاجتماعي والنفسي، ومنسقين، إذ يتم عرض المريض على اللجنة لإصدار الموافقة على وضعه ضمن قائمة الانتظار». واعتبر الالتهابات الخمجية والأورام «من أهم الموانع لإجراء عملية الزراعة. كما أن الظروف الاجتماعية والنفسية تلعب دوراً مهماً في جاهزية المريض للزراعة». ولفت إلى أن «عملية الزراعة تتم بمجرد توافر عضو صالح للزراعة، إذ يُبلّغ المريض وذووه من طريق الهاتف ليدخل بعدها إلى المستشفى للبدء في إجراء الفحوص اللازمة ومطابقة الأنسجة عملياً، ومن ثم تتم عملية الزراعة»، مؤكداً أن من أبرز ما تترتب عليه النتائج الإيجابية للزراعة «تخلص المريض من حقن الأنسولين، وتحرره من القياس المستمر لمستويات السكر بالدم، ومن الحمية الغذائية الخاصة بمرضى السكري، إضافة إلى منع المضاعفات الجانبية للسكر مثل اعتلال الأعصاب».