أعلن «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي»، أمس، تبنيه للتفجير «الانتحاري» الذي استهدف الأربعاء الماضي قافلة للجيش في منطقة الزعاترة قرب زموري في ولاية بومرداس شرق العاصمة، وأطلق على هذه العملية اسم «غزوة حذيفة أبي يونس»، في إشارة إلى أحد أبرز قيادييه الميدانيين الذي قتلته قوات الأمن قبل أيام. وأفاد بيان للتنظيم نُشر على موقع على شبكة الإنترنت إن منفّذ الهجوم يدعى «محمد» (دون أن يكشف هويته الكاملة)، وأنه تمكّن من تفجير شاحنة كان يقودها ومعبأة بالمتفجرات وسط قافلة لعربات الجيش كانت متوقفة على طريق زراعي في بلدة الزعاترة. واعتبر التنظيم أن العملية تشكّل انتقاماً لمقتل «حذيفة أبي يونس» المكنى «حذيفة الجند» مع عدد من عناصره على يد قوات الجيش والأمن قبل أيام. وزعم بيان «القاعدة» أن التفجير أدى إلى مقتل 25 جندياً وجرح 20 آخرين وتدمير شاحنتين وعربات عسكرية أخرى. وفي حين لم يصدر أي تعليق رسمي من السلطات الجزائرية في شأن الهجوم الذي وقع الأربعاء، قالت تقارير إن التفجير أدى إلى مقتل جنديين وجرح عشرات. وزعم التنظيم أن عمليته «بدأت فصولها بالرصد الدقيق لتحركات الجيش بمنطقة الزعاترة» في زموري، ملمحاً إلى وجود ناشطين في موقع التفجير كانوا يتتبعون تحركات الجنود قبل شن الهجوم عليهم. ولم يشر البيان أيضاً إلى قضية تسليم قياديين في الجماعات المسلحة نفسيهما طوعاً إلى السلطات الأمنية. وكُشف النقاب عن قياديين قالا إنهما استسلما بعد اقتناعهما بدعوات المصالحة وإلقاء السلاح التي وجهها قياديون سابقون تائبون في فرع «القاعدة» المغاربي بعدم شرعية «الجهاد» في الجزائر استناداً إلى فتاوى معظم العلماء المسلمين. والقياديان هما «أوكاد عطية» المدعو «أبو جندل» أمير كتيبة «الفاروق» التابعة ل «القاعدة» و «بلحاج جلول» المدعو «أبو هلال» أحد أبرز ناشطي جماعة «حماة الدعوة السلفية» التي تنشط في جبال ولاية تيبازة غرب الجزائر العاصمة. وتنشط هذه الجماعة بمعزل عن تنظيم «القاعدة»، بخاصة في غرب الجزائر ووسطها. وجاء تسليم القياديين نفسيهما إلى السلطات الأمنية قبل أيام بعد اقتناعهما بالنداءات التي أطلقها عثمان تواتي المكنى «أبو العباس» وسمير سعيود المدعو «مصعب»، وهما منظّران بارزان سابقان في «القاعدة»، وذلك عبر إذاعة القرآن الكريم الجزائرية الحكومية.