اجتمع نحو 100 مبتعث سعودي من مختلف دول العالم في لقاء المبتعثين الثاني الاجتماعي الرمضاني في أحد مقاهي جدة الثقافية أمس، بعد أن كانوا يتواصلون في ما بينهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الإنترنت، ليتحقق حلمهم واقعياً، ويجلسوا جنباً إلى جنب يتبادلون القصص الغريبة التي تعرضوا لها في غربتهم، وتجسيداً للتواصل في ما بينهم أثناء فترة إجازتهم ومكوثهم في السعودية. ولم تقتصر جلسة المبتعثين التي امتدت من الساعة 11 مساء إلى الواحدة بعد منتصف الليل على سرد القصص الغريبة والمواقف الطريفة التي تعرضوا لها في غربتهم، بل تداولوا فيها أفكاراً تطويرية ومشاريع تنموية، إضافة إلى تقديم النصائح التي يستفيد منها الطلاب المبتعثون الجدد كلٌ في دولة ابتعاثه، بعيداً عن الأجواء الرسمية أو رعاية وزارة التعليم العالي. وجاءت فكرة الاجتماع الرمضاني الثاني بتبن من مجموعة «سعوديون في أميركا» المنظمة الطلابية التي تجمع الطلاب المبتعثين في أميركا، التي يندرج تحتها نحو 62 ألف عضو يقدمون خدماتهم للطلاب السعوديين أثناء دراستهم، إضافة إلى تنظيم من مجموعة MVR الإعلامية التي تبث أنشطة الطلاب السعوديين المبتعثين حول العالم، كخدمة تواصلية في ما بينهم، ومنبر إعلامي لنشر أخبارهم المقروءة، المسموعة، والمرئية. ويقول مدير المشاريع في منظمة «سعوديون في أميركا» الطالب المبتعث إلى الولاياتالمتحدة الأميركية لدراسة الماجستير في إدارة الأعمال حافظ الزكري خلال حديثه إلى «الحياة» إن فكرة اللقاء جاءت للاستفادة من الخبرات المتنوعة للطلاب المبتعثين في دول العالم كافة، والتنبيه على المشكلات التي تعرضوا لها، والتعرف في ما بينهم عن قرب، في لقاء يكتسي بالمرح والبساطة. ويفيد الزكري بأن اللقاء الأول للمبتعثين نفذ قبل عام في مدينة الرياض، ورغبة من المبتعثين اجتمعوا في اللقاء الثاني في مدينة جدة، الذي جمع الفئات العمرية كافة من الطلبة المبتعثين، مضيفاً «الطلبة الجدد التقوا بالمبتعثين القدامى في بلد الابتعاث، كما أن اللقاء لم يقتصر فقط على الطلبة المبتعثين، إذ انضم إلى اللقاء كل من يرغب في السفر إلى خارج السعودية لمواصلة تعليمه وأخذ النصح والفائدة، إضافة إلى موظفين في مدينة جدة كانوا طلبة مبتعثين سابقاً». ولم يحتو اللقاء الذي امتد لساعتين على الخطب الطويلة أو الكلمات المملة، بيد أنه اتسم بالمواقف الطريفة والغريبة لمعظم الحاضرين، وإبراز قصص عدة، كان أبرزها قصة الشاب عبدالعزيز الحمدان الذي استطاع أن يتغلب على إعاقته، ويكون أحد الطلبة المبتعثين في الولاياتالمتحدة الأميركية لدراسة البكالوريوس في التصميم الإعلاني، من دون استسلام للمحبطين والمثبطين من عزيمته بسبب إعاقته. ويقول عبدالعزيز الحمدان المعوق في إحدى يديه ورجليه الذي يمتلك سيارة يقودها بنفسه في أميركا إن المعوقين في السعودية يواجهون استنقاصاً من حقوقهم أسوة بإخوانهم الأصحاء، مشدداً على ضرورة دعم المعوقين وعدم التفرقة بينهم وبين الأصحاء. ويؤكد الحمدان الذي يرأس نادي الطلبة المبتعثين السعوديين في مدينة «واشنطن دي سي» أن وزارة التعليم العالي بدأت أخيراً، بفتح باب الابتعاث، ومنح الفرصة للمعوقين في مواصلة تعليمهم ودراستهم خارج السعودية، إذ إن نحو 50 شخصاً من ذوي الاحتياجات الخاصة في السعودية يحظون ببرنامج الابتعاث ويدرسون في الخارج. ويستطرد «يجب أن يُعطى المعاقون فرصة لممارسة حياتهم بكل أريحية، وأطمح في أن يصل عدد المستفيدين من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث ألف معوق، إذ إنني لجأت إلى برامج التطوير التي تحفز الآخرين وتعطي فرصاً للمعوقين السعوديين، عبر مبادرة «بالإرادة نحن قادة» التي تضم حوالى 200 شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة في السعودية».