سيطرت قوات نظام الرئيس بشار الاسد مدعومة بعناصر من «حزب الله» على نصف حي الخالدية في حمص وسط البلاد الذي يشكل معقلاً أساسياً للمعارضة، في وقت استانف النظام استخدام صواريخ أرض - أرض بقصف مدينة حلب شمالاً ما أسفر عن مقتل 30 شخصاً وجرح عشرات. كما شنت طائرات حربية غارات على اطراف دمشقالشرقية والشمالية بعد سيطرة المعارضة على مبنى مؤسسة الكهرباء في العاصمة. وأفاد الناطق باسم «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس» ان القوات النظامية مدعومة بعناصر من «حزب الله» اللبناني «تقدمت خلال الاربع والعشرين ساعة الاخيرة واصبحت تسيطر الآن على نحو 50 في المئة من حي الخالدية»، لافتاً الى ان «القصف العنيف بقذائف الهاون والمدفعية لم يتوقف» منذ ليل الجمعة - السبت. واذ اشار عبد الرحمن الى ان «معقل المعارضة المسلحة» تعرض لقصف، قال ان المقاتلين يقاومون هذا الهجوم «بشراسة» لافتاً الى ان «القتال كان عنيفاً جداً». كما افاد ناشطون عن «معارك عنيفة جداً» بين مقاتلي المعارضة والجيش النظامي المدعوم بعناصر من «حزب الله». وافادت «الهيئة العامة للثورة السورية» ان «قصفاً شديداً تواصل على حي الخالدية بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة وسط إشتباكات عنيفة جداً في الحي بين «الجيش الحر» وقوات النظام المدعومة بعناصر «حزب الله» التي تحاول إقتحام الحي». وتعرضت احياء مختلفة من مدينة حمص القديمة التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون الى القصف، بحسب «المرصد» ونشطاء. وذكرت صحيفة «الثورة» الحكومية امس ان «وحدات من جيشنا الباسل حققت تقدماً جديداً في ملاحقة المجموعات الإرهابية المسلحة بحيي الخالدية وجورة الشياح في مدينة حمص». واضافت الصحيفة: «في حين وصلت وحدات أخرى الى الجهتين الشمالية الشرقية والشمالية من جامع خالد بن الوليد في الحي المذكور بعد أن أحكمت سيطرتها على القسم الاكبر من المنطقة المحيطة». ويسعى النظام السوري بذلك الى اعادة احراز النجاح العسكري الذي حققه في مدينة القصير الاستراتيجية والمتاخمة للحدود اللبنانية في حزيران (يونيو) الماضي، حيث تمكنت قواته بمشاركة قوات «حزب الله» الخاصة من السيطرة عليها بعدما بقيت تحت سيطرة المعارضة المسلحة لاكثر من عام. واشار «المرصد» الى ان الكتائب المقاتلة اسقطت طائرة استطلاع في سماء احياء حمص المحاصرة، في وقت تعرض المكتب الإعلامي في حي الخالدية، لقصف من القوات النظامية بعدد من الصواريخ. وقُتل أربعة مواطنين بينهم مقاتلان اثنان من الكتائب المقاتلة خلال اشتباكات مع القوات النظامية في حي الخالدية، في وقت قُتلت امرأة جراء القصف الذي تعرض له حي الوعر. وفي حلب، قُتل خمسة اشخاص بغارة نفذتها طائرة حربية على حي المعادي، في وقت ارتفع الى 18 عدد قتلى سقوط صاروخ ارض - ارض اطلقته القوات النظامية ليل اول من امس استهدف مقرات للكتائب المقاتلة في حي باب النيرب ومقراً ل «الدولة الاسلامية في العراق والشام» غير انه سقط فوق منازل مدنيين على بعد عشرات الأمتار من هذه المقرات. وطاول القصف ايضاً حي بستان القصر، فيما قُتلت سيدة وأربعة أطقال نتيجة تهدم مبنى في غارة نفذها الطيران الحربي على المنطقة الصناعية في حي الكلاسة. وبث «المرصد» فيديو أظهر صبياً قرب حطام وهو يقول باكياً: «كل العائلة راحت (قتلت) كل العائلة». وكانت قوات التنظام قصفت حلب بصواريخ أرض - أرض في شباط (فبراير) أسفرت عن مقتل 58 شخصاً على الاقل، بينهم 36 طفلاً. وتتهم المعارضة النظام بقصف صواريخ أرض - ارض من مقر «اللواء 155» قرب دمشق. وكان مقاتلو المعارضة سيطروا على بلدة خان العسل، المعقل الاستراتيجي للنظام غرب حلب. وأظهرت أشرطة فيديو مقتل اكثر من 150 مقاتلاً من الجيش النظامي، اضافة الى 50 آخرين تبين مقتلهم أمس. وكان بين القتلى ضباط رفيعو المستوى. وفي ريف حلب، قُتل سبعة عناصر من القوات النظامية في مكمن نصبه مقاتلو الكتائب المقاتلة مع تفجير عبوات ناسفة بسيارتين للقوات النظامية على طريق معامل الدفاع - خناصر شرق حلب. وقُتلت سيدة بقصف على مدينة الباب. وفي دمشق، نفذ الطيران الحربي غارتين على حي جوبر شرق دمشق بالتزامن مع سيطرة مقاتلي المعارضة على مبنى مؤسسة الكهرباء والمعامل الممتدة على أطراف نهر تورا بين حيي القابون وجوبر من طرف كراج العباسيين إلى الشمال من حي جوبر. وامتدت الاشتباكات الى شمال جوبر حيث تقع مصانع مع ورود انباء عن محاصرة مقاتلي المعارضة لموقع عسكري. وبث ناشطون فيديو، اظهر تصاعد دخان بعد تعرض المنطقة لقصف عنيف. كما دارت مواجهات في برزة بلد شمال دمشق الذي تحاول قوات النظام السيطرة عليها. ونفذت القوات النظامية حملة دهم قرب جامع الزهراء في حي الشيخ سعد بمنطقة المزة وقامت بتفتيش المنازل حيث اعتقلت عدداً من المواطنين. واستمرت المواجهات بين لجان شعبية فلسطينية موالية للنظام ومقاتلي المعارضة في مخيم اليرموك، في وقت قال شهود عيان ان قوات النظام اطلقت النار على مدخل المخيم بعد فتح البوابة امام دخول الاهالي وخروجهم ثم اعيد اغلاق المدخل. ووردت أنباء عن اعتقال عدد من المواطنين على حاجز مخيم اليرموك، بعد اغلاق المدخل ومنع المواطنين من الدخول، بحسب «المرصد. وبين دمشق وحدود الاردن، قصفت قوات النظام الحي الشرقي لمدينة إنخل في ريف درعا اثر عودة المدنيين إلى بيوتهم في الحي، بعد هدنة بينن القوات النظامية وبعض الكتائب المقاتلة.