تصاعدت التظاهرات الليلية في محافظات البصرة وذي قار وميسان لليوم الثالث على التوالي، وطورت مطالبها من توفير الكهرباء والخدمات، الليلة قبل الماضية، إلى استقالة رئيس الوزراء نوري المالكي. وقد اعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر تأييده التظاهرات. وتواصلت التظاهرات غرب البلاد وشمالها في الأنبار والموصل وصلاح الدين وكركوك وديالى، منددة ب «استهداف أهل السنة»، واستعادت طرح اقتراح الأقاليم للخروج من الأزمات الأمنية في هذه المحافظات. وتظاهر في البصرة الليلة الماضية لليوم الثالث على التوالي الآلاف، رافعين شعارات تدعو إلى إسقاط الحكومة وإقالة المالكي، وردد المعتصمون هتافات «كذاب..كذاب نوري المالكي»، وسط توقعات بتصاعد هذه التظاهرات التي تجري بدعم من التيار الصدري. وقال مدير مكتب التيار الصدري في البصرة مازن المازني في اتصال مع «الحياة» امس أن «التظاهرات ستتواصل حتى تحقيق مطالبها وعلى الحكومة المحلية الجديدة في المدينة الوقوف إلى جانب المتظاهرين». وأضاف ان «التظاهرات يشارك فيها أنصار التيار الصدري لأننا تيار شعبي وقاعدتنا الشعبية من الفقراء والمحتاجين»، ونفى ان يكون التيار هو المنظم الرئيسي للتظاهرات. وفي محافظة ذي قار شهدت عاصمتها الناصرية تظاهرات ليلية طالبت بتحقيق الأمن والقضاء على الفساد وتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين. ودعت إلى إقالة مديري الكهرباء والشرطة والتربية. وشهدت محافظة ميسان أيضاً تظاهرات في عاصمتها العمارة تطالب الحكومتين المركزية والمحلية بتحسين الكهرباء. وكان الصدر دعا في بيان اول من امس البرلمان ومجالس المحافظات إلى دعم التظاهرات في جنوب البلاد، وشدد على ضرورة بقائها مستقلة. وأفادت معلومات صحافية بأن الصدر أوعز الى انصاره بالخروج في تظاهرات، في اعقاب تصريحات رئيس الحكومة نوري المالكي ضد التيار واتهامه بالوقوف وراء هروب السجناء. الى ذلك، تواصلت التظاهرات المناهضة للحكومة في محافظات الأنبار وصلاح الدين وديالى وكركوك، فيما شهدت الجوامع في الموصل وبغداد خطب جمعة نددت بسياسات الحكومة في جمعة اطلق عليها «على خطى اهل بدر سائرون». وقال خطيب الأنبار الشيخ سعيد فياض إن «الحكومة وجهة داخلية وخارجية تدعم المليشيات وعصابات القتل والتهجير، التي تهدد أهل السنة والجماعة، من دون محاسبة». وأضاف أن «أهل السنة والجماعة في العراق يتعرضون لأبشع الظروف من قتل وتهجير وتدمير لمنازلهم أمام أنظار الجيش والشرطة التي لا تحاسبهم»، مشيراً إلى أن «تلك الميلشيات تمتلك نفوذاً وسلطة وكأنها هي الحاكمة والمسيطرة على البلاد». وأشار إلى أن «المعتصمين لم يحملوا السلاح ضد إنسان ولم يهددوا أمن البلاد، لكنهم يتعرضون لتسويف الحكومة ومماطلتها ومنع تنفيذ مطالبهم التي من بينها إنهاء وجود المليشيات ومحاسبة المتورطين بقتل العراقيين». وفي الفلوجة شرق الأنبار، قال امام وخطيب الجمعة الشيخ طارق حميد الخليفاوي ان «حكومة المالكي سيأتيها يوم كيوم بدر تسحق فيه فهي لم تستطع ان تحمي اهل السنة والجماعة ولم تستطع ان تحمي مواطناً واحداً من هذا الشعب ولكن شيوخ العشائر وعلماء الدين من اهل السنة والجماعة يستطيعون ان يحموا انفسهم من المليشيات الصفوية». ودعا خطيب الجمعة في كركوك الشيخ احمد سعيد إلى إعادة النظر في موضوع الإقليم وتفعيله «في ضوء عمليات القتل والإبادة واغتصاب المساجد» وأشاد بتجربة اقليم كردستان. وأوضح أن «العراق يتعرض لأبشع مخطط يهدف الى قتل ابنائه وتفريق جمعهم وإسكات صوتهم في مواجهة الظلم»، ودعا كتلة «التحالف الوطني» إلى إيجاد بديل للمالكي. وفي سامراء قال خطيب الجمعة إن «ما يتعرض له أهل السنة في العراق من اعتداءات وقتل وتهجير وانتهاك للحرمات والمقدسات، يستدعي وقفة موحدة من كل أبناء المحافظات المنتفضة».