تمكن الأمن العام اللبناني من توقيف المرافق الشخصي لإمام مسجد بلال بن رباح في عبرا الشيخ أحمد الأسير، الفلسطيني علي عبدالواحد أثناء وجوده في قاعة المسافرين في مطار رفيق الحريري الدولي استعداداً للسفر الى نيجيريا. وعلمت «الحياة» من مصادر أمنية رسمية بارزة أن عبدالواحد أوقف في السادسة من صباح أمس، بناء لمعلومات دقيقة كانت توافرت لفرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب وفيها انه يستعد للسفر الى نيجيريا من طريق القاهرة على متن طائرة الخطوط الجوية المصرية. وأكدت المصادر ذاتها ان مسؤول مخابرات الجيش في الجنوب العميد علي شحرور كان على علم بالتفاصيل المتعلقة بسفره الى القاهرة بعدما تمكن من تحديد رقم الرحلة وبادر الى إعلام دائرة الأمن العام في قاعة المسافرين التي أوقفته وهو يقوم بختم جواز سفره الفلسطيني للتوجه الى قاعة المسافرين للسفر الى القاهرة على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية المصرية. ولفتت الى ان مديرية المخابرات ستتسلم عبدالواحد من الأمن العام للبدء في التحقيق معه في ملف الاعتداء الذي استهدف الجيش من جانب أتباع الشيخ الأسير والذي يواصل التحقيق فيه قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا بعد الادعاء على الأخير ومعه العشرات من الموقوفين وجاهياً أو غيابياً. وكشفت المصادر عينها ان عبدالواحد يعتبر واحداً من أبرز المرافقين الشخصيين للأسير لا يفارقه إلا لحظة خلوده الى النوم وكان ينتقل معه في تنقلاته من صيدا في اتجاه مناطق لبنانية أخرى. وتوقعت ان تكون لدى الموقوف عبدالواحد (من مواليد 1983) معلومات حول مصير الأسير والمكان الذي لجأ اليه. وقالت ان مديرية المخابرات ستتولى التحقيق معه، بناء لإشارة من مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر الذي أمر بتوقيفه. وقالت إن الأسير المتواري حالياً عن الأنظار والصادرة في حقه مذكرة توقيف غيابية، كان في عداد المجموعة التي اعتدت على الجيش اللبناني في عبرا، فيما أكدت مصادر مواكبة لسير التحقيقات الجارية مع الموقوفين التابعين له أنه سارع الى ترك مقره ولجأ الى منطقة أخرى وهذا ما اعترفت به إحدى زوجاته الثلاث. وداعاً - الى اللقاء ونقلت المصادر عنها قولها إنه جمع بعض أنصاره وأنها كانت حاضرة في هذه الأثناء، وأمّ الصلاة فيهم ثم ودّعهم وقال لهم: «الى اللقاء في الجنة». وأوضحت أن زوجته اعترفت بأن اللقاء مع الأسير جاء أثناء صلاة ظهر الاثنين في 24 حزيران (يونيو) الماضي، أي بعد مضي يوم على اعتدائه ومجموعته على وحدة الجيش المنتشرة في محيط مسجد بلال بن رباح في عبرا. لكنها لم تؤكد ما كان تردد من أن الأسير بعث برسالة بواسطة احد هواتفه الخليوية قال فيها إن المجموعات الموجودة في الحي الفلسطيني من التعمير خذلته ولم تتدخل عسكرياً للضغط من أجل فك الحصار المضروب عليه من وحدات الجيش اللبناني. إلا أن المصادر المواكبة اعتبرت ان لجوء الأسير بعد تواريه عن الأنظار الى توجيه رسالة صوتية الى محازبيه بدلاً من أن يتوجه اليهم بشريط فيديو مصور يكمن في أنه كان حليق الذقن لإخفاء معالم وجهه لحظة انتقاله من مسجد بلال بن رباح الى مكان آخر. ومع أن هذه المصادر لم تؤكد ما إذا كان الأسير ومن معه لجأوا الى حي التعمير هرباً من الملاحقة، علماً أن إمكانية فراره كانت قائمة في الساعات الأولى قبل أن يتمكن الجيش اللبناني من ضرب طوق أمني حول مقره أقفل من خلاله جميع المعابر المؤدية الى الحي عبر منطقة شرحبيل، فيما تبيّن أن الفنان المعتزل فضل شاكر تمكن من اللجوء الى الحي المذكور. وتعتقد بأن شاكر يقيم حالياً في حي التعمير بحماية أحد قادة «جند الشام» الفلسطيني هيثم الشعبي المطلوب للقضاء اللبناني بموجب مذكرات توقيف غيابية صادرة بحقه. وتعزو السبب الى انها التقطت مجموعة من الإشارات تثبت انتقاله الى التعمير وأن مجموعات فلسطينية متشددة تقوم بتوفير الحماية له، ومن أبرزها مجموعة «فتح الإسلام»، الى جانب جند الشام. وفي هذا السياق، تردد أيضاً أن أحد أولاد الأسير شوهد في المنطقة ذاتها وهو يمارس لعبة كرة القدم مع أبناء الحي. كما تردد أن شاكر يتصرف وكأنه في «إقامة جبرية» ولا يجرؤ على مغادرة الحي خوفاً من أن يعتقل على يد إحدى المجموعات الفلسطينية التي بادرت الى التدخل لمنع المتشددين في التعمير من التمادي في اعتداءاتهم على الجيش اللبناني. لذلك تعتقد المصادر المواكبة بأن الأسير وحتى إشعار آخر، سيكون في وضعه المجهول شبيهاً بمصير شاكر العبسي زعيم مجموعة «فتح الإسلام» التي نفذت اعتداءاتها على الجيش اللبناني في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان، إلا إذا تبين من خلال التحقيقات الأمنية التي سيخضع لها مرافقه الشخصي عبدالواحد الذي يعتبر «ظلّه» وفق المصادر الأمنية، ان الأخير يصنّف في خانة «الصيد الثمين» الذي سيبوح بأسرار لم تكن معلومة أو متداولة من قبل يمكن ان تقود الى تحديد مصيره.