أرادت الحكومة اللبنانية في يوم عيد الجيش تحقيق بعض النصر الذي «لا يغني أو يسمن من جوع» بالنسبة للشعب اللبناني الذي يعاني الأمريّن من حكومة التعتيم والشحيح، بفكّ الاعتصام السلمي لإمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير عند مدخل صيدا الشمالي الذي استمر 35 يوماً بعدما انتقل وزير الداخلية والبلديات مروان شربل الى صيدا وأجرى سلسلة لقاءات واجتماعات بالتنسيق مع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي وبمتابعة رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان وتدخل شخصية صيداوية عريقة لم يتم الافصاح عن اسمها من جهة الشيخ الأسير، حتى تكون النتيجة انتهاء حركة الاحتجاجات والتظاهرات والفوضى في عاصمة الجنوب. إلا أن الشيخ الأسير لم يتراجع عن هذا الاعتصام بحسب مصادر متابعة ل»اليوم»، إلا بعد إتفاق عقد مع الحكومة اللبنانية أمنت له فيه المطلب السياسي والذي تجلى بتأكيد البحث في موضوع سلاح «حزب الله» وبجدية طاولة الحوار الوطني، وكما أمن الغطاء القضائي الذي تجلى بتوفير ضمانات بعدم ملاحقة الأسير قضائياً بشخصه أو أي أحد من مناصريه او عدم التعرض له او لمناصريه بأي شكل من الأشكال، بالإضافة الى بت ملف الموقوف محمد البابا احد اتباع الشيخ الاسير وتعزيز اجراءات الحماية الذاتية لامام مسجد بلال بن رباح عبر صيدا . شربل: فتح الطريق في صيدا جاء هدية في عيد الجيش تمثل وزير الداخلية مروان شربل بالحكومة اللبنانية وأجرى خلال اقامته في صيدا أمس، اجتماعاً مطولاً مع الأسير، بحضور محافظ الجنوب نقولا ابو ضاهر، قائد منطقة الجنوب الاقليمية لقوى الامن الداخلي العميد طارق عبدالله وعدد من الضباط الامنيين في الجنوب. كما عقد الوزير شربل اجتماعاً مع الشيخ الاسير حضر جانبا منه الفنان فضل شاكر. وقال الوزير شربل بعد الاجتماع: «ان الذي جرى اليوم في صيدا يتزامن مع عيد الجيش ومثلما سيحصل غداً في شركة الكهرباء وبعد الغد في طرابلس فلا يعود هناك ضربة كف، ولا تطلق رصاصة واحدة في لبنان على الابرياء خاصة، ويتفق الكل مع بعضهم البعض لمحبة البلد ويكفي اختلاف وتموت العالم بدون اي ثمن، خاصة وان فتح الطريق في صيدا جاء هدية في عيد الجيش الذي نحبه ونحترمه، لقد جئت الى هنا بعد مفاوضات استمرت ثلاثة ايام بجهود احد الاشخاص الصيداويين نكن له كل محبة واحترام وقد نسق الجهود مع الشيخ الاسير ووصلنا الى نتيجة نهائية، واقول لأهالي صيدا احبوا بعضكم واتفقوا واتحدوا وان شاء الله اتفاق عام 2013 يكون نموذجا لكل لبنان». واوضح «ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وانا لمسنا الجدية الكاملة من كل الاطراف على طاولة الحوار ببحث الاستراتيجية الدفاعية وامور كثيرة كان طرحها سابقا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، والمشاركون في طاولة الحوار جديون في بحث مختلف القضايا، منوها بتعاون الشيخ الاسير»، مشيرا الى «ان الموقوف سيبت بمصيره القضاء اللبناني وابتداء من اليوم سيبدأ بفك الخيم وفتح الطريق». وأكد انه سيزور صيدا في اقرب فرصة ويترأس اجتماعا لمجلس الامن الفرعي في الجنوب لبحث مختلف القضايا الامنية التي تهم المدينة»، لافتا الى ان «التوصل الى اتفاق لا يعني الانتصار على الدولة اللبنانية التي يجب ان نعمل كي تكون اقوى فريق على الارض وهي مظلة للجميع»، مشيدا بجهود كل القوى اللبنانية والفلسطينية التي تدخلت لوضع خاتمة لهذا الاعتصام». بدوره أعلن الشيخ احمد الاسير عن «فك الاعتصام بناء على وعود من الرئيس نجيب ميقاتي ووزير الداخلية مروان شربل وبعض القوى الفلسطينية لبلوغ مطلبنا الاساسي وهو ان نلمس مسعى جديا لمعالجة موضوع السلاح على طاولة الحوار ضمن استراتيجية دفاعية دعا اليها رئيس الجمهورية». وقال: «اليوم الرئيس ميقاتي والوزير شربل يؤكدان لي هذا الامر وهم محل ثقة اذ لمسنا مسعى جديا، وقد فككنا الاعتصام. اما المطالب التفصيلية الاخرى فقد وعدنا بأنها تحل في وقت قريب وابرزها توقيف الاعتداءات علينا من بعض الناس ومتابعتها قضائيا وامنيا ودراسة وضع أمن المسجد وعدم توقيف الناس اعتباطيا وما شابه»، متمنياً على «كل المعنيين ان يكونوا جديين حتى لا نضطر الى اعتصام ثان وثالث وعاشر ونريد العيش سويا تحت سقف الدولة، وتعود هيبة الدولة والجيش وسلاح واحد في الدولة يحمينا وهو سلاح الدولة». وتمنى على الأمين العام ل»حزب لله» حسن نصر الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري ان «نعيش سويا مواطنين من الند للند وكل واحد لديه حق يطالب به والأهم ان لا يكون هناك الا سلاح الدولة»، مشيرا الى انه «اذا لم يبحث الموضوع فان لكل حادث حديث». الى ذلك، اعطى الشيخ الاسير تعليماته باطلاق المفرقعات النارية ابتهاجا بفك خيم الاعتصام حيث قام شخصياً بازالة اول خيمة على وقع الهتافات والاناشيد الاسلامية.