قدّم الشيخ محمد الحسن المعشي الدرس الشهري في مسجده، وكان بعنوان «إن مع العسر يسراً»، وشهد الدرس حضور عدد من الأهالي، وبعد الدرس قدمت جوائز مسابقة «الواتساب» الشهرية، وهي مسابقة جديدة ضمن برامج المسجد لصيف هذا العام، وقدمت جوائز نقدية للمراكز الأولى وجوائز عينية متنوعة لبقية المشاركين، وخصص قسم خاص بالنساء. كان يمكن لحادث مروري مروّع انتهى بشلل في الأطراف أن يطبع حياة الشيخ محمد الحسن المعشي باليأس والعطالة الاجتماعية، لكنه ألهب لديه الرغبة المشتعلة للدعوة إلى الله، وأذكى إحساسه بالمجتمع وإرادة الخير لأهله وسكان بلدته، إذ زاده المصاب جلادة في الإيمان وقوة في العمل ودافعاً إلى المزيد. وقع ذلك قبل عقد من الزمان عندما كان المعشي عائداً من «لقاء دعوي» شارك فيه، لتعترضه دابة سائبة في منتصف الطريق، وكاد الحادث يودي بحياته. تعافى المعشي تقريباً إلا من توقف أطرافه عن العمل، استنجد بمخزون إيمانه ويقينه لمواجهة هذا الوضع الجديد، وأبعد من ذلك استطاع أن يتلاءم معه ويتوافق مع ظروفه الصحية الصعبة، اليوم يقف المعشي على درجة متقدمة من العلم والعمل إذ يغالب إمكاناته الجسدية القاصرة للوفاء بالتزاماته الوظيفية والدعوية والخيرية. يشهد مسجد باعجاج في بلدة السلامة إحدى ضواحي وادي حلي جنوب محافظة القنفذة نشاطاً غير مسبوق، إذ يتبنى إمام المسجد الشيخ شايع الغبيشي إلى جانب الشيخ محمد الحسن المعشي برنامجاً مكثفاً من المسابقات الأسرية واللقاءات الدعوية والوعظية والملتقيات الاجتماعية وحلقة متميزة لتحفيظ القرآن الكريم، فضلاً عن استغلال المواسم الدينية والرسمية بحزمة من الأنشطة والبرامج المبتكرة والفريدة، وخلال شهر رمضان يقوم على مدارسة القرآن مع شباب الحي في مسجد باعجاج . يتنقل المعشي يومياً على ظهر دراجته من بيته إلى مسجد باعجاج للتدريس في حلقة التحفيظ التي يشرف على أنشطتها الشهرية، وهناك يلقى حفاوة اجتماعية منقطعة النظير لما أوتي من أدب اجتماعي وقدرة فطرية على استمالة القلوب والتحبب إليها، وكثيراً ما يقضي المعشي حاجاته الشخصية بنفسه دون أن يثقل على غيره، إلا ما اضطر فيه إلى معونة الآخرين ويكاد يطلبها على مضض. يعمل الشيخ المعشي معلماً نظامياً للمواد الدينية، ويذكر عنه زملاء مهنته حرصه الشديد على طلابه، وإتقانه للشروح التي يبذلها تزكية لعمله وإيماناً بدوره، وهو يتواصل بعناية وحرص مع الآخرين، ولا ينقطع عن السؤال عنهم والحرص على أدق حاجاتهم، وقد يرفع سماعة الهاتف متصلاً بأحدهم لحفزه على الخير وشدّ أزره على عمل البر والإحسان، بنى الشيخ المعشي بيته في زاوية القرية، ويعيش فيه مبتهجاً بحياته رغم كل الظروف التي يعانيها، وحرص على أن يكون الدور الأرضي من منزله قبلة للزوار، ومكاناً لإلقاء الدروس واستقبال الضيوف ممن يرغب في درس وعظي أو كلمة توجيهية. وكثيراً ما تقصده المجاميع الشبابية والتطوعية للاستفادة من مخزون علمه ومكنوز تجربته. الشيخ المعشي مواكب للتقنية الحديثة، إذ يملك جهاز آيباد خاص، يطلب من خلاله العلم والبحث ويتابع دروس العلماء ويتواصل مع الآخرين، ويصطحبه في دروسه وكلماته بعد تضمينه فكرة الكلمة وأهدافها ونقاطها المرحلية، إلى جانب نشاطه المكثف في المنتديات الإلكترونية وعبر حساباته في الشبكات الاجتماعية التي يستخدمها منبراً آخر للدعوة إلى الله ونشر الخير بين الناس.