أطلق داعية سلفي يقود حزباً سياسياً غير معتمد في الجزائر مبادرة رفعها إلى الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة يدعوه فيها إلى الإفراج عن عدد كبير من السجناء المعتقلين منذ نحو عشرين سنة بسبب انتمائهم إلى الجبهة الإسلامية للإنقاذ التي تم حلها بقرار قضائي عام 1992. ويقترح صاحب المبادرة إصدار عفو عام عن هؤلاء المساجين، ما يعني الحاجة إلى قرار سياسي من رئيس الدولة دون غيره. ودعا مسؤول ما يعرف ب «جبهة الصحوة الحرة الإسلامية السلفية»، وهي تنظيم دعوي تقدم بملف لتأسيس حزب سياسي، الشيخ عبدالفتاح زراوي حمداش الجزائري، إلى إصدار عفو شامل عن مساجين قضوا أكثر عشرين عاماً في السجون الجزائرية. وذكر حمداش في المبادرة التي طرحها أمس: «لقد تعب السجناء الإسلاميون في سجون النظام الجزائري بسبب تواجدهم في الأسر منذ 1992». وأضاف أنهم «قضوا في السجن سنوات طويلة وهم يعانون من الأمراض المزمنة الجسدية والنفسية»، مشيراً إلى أنهم أوقفوا على إثر «أحداث الانقلاب (عام 1992) وما وقع في البلاد من مآس وأزمات ومحن». ولا يذكر الشيخ زراوي أي وازع فكري وراء الدعوة بمعنى غياب مشروع مراجعات من المساجين الإسلاميين يتخلون بموجبها عن أفكار تعتبرها السلطات متشددة. لكنه بدل ذلك يطرح حججاً إنسانية، قائلاً «لقد تعب أهلهم معهم وهم يتمنون رؤية أولادهم وأزواجهم وأجدادهم خارج السجن ليعيشوا بقية حياتهم مع ذويهم». وتابع: «ونحن بمناسبة شهر رمضان المبارك وقرب حلول يوم العيد السعيد ندعو النظام الجزائري إلى إطلاق سراح المساجين الإسلاميين في إطار عفو شامل ليرجعوا إلى بيوتهم ويخدموا عوائلهم ويستأنفوا حياتهم الجديدة مع ذويهم كبقية المواطنين الجزائريين».