قال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي القيادي في «تيار الصدر» النائب حاكم الزاملي ان «الفساد الذي ينخر الاجهزة الامنية وغياب التخطيط يتسببان في الانهيار الامني في العراق»، وأضاف ان تقرير خلية الازمة برئاسة رئيس الحكومة نوري المالكي الذي اتهم حراساً في سجني ابو غريب والتاجي بالتواطؤ «مع مجموعات ارهابية بأنه غير منصف». ودعا الزاملي خلال اتصال مع «الحياة» الى «اعادة بناء المنظومة الامنية في العراق، على اسس مهنية بعيداً من المحسوبية والعلاقات الشخصية»، مشيراً الى «وجود خلل كبير في هذه القيادات وإلا لما تكررت الخروقات الامنية الكبيرة التي كان آخرها اقتحام سجني ابو غريب والتاجي». وتعرض سجنا التاجي وابو غريب مساء الاحد 21 الماضي لهجوم مسلح تخللته اشتباكات تواصلت حتى صباح الاثنين. ووقع الهجوم وهو احد اكبر العمليات المنظمة ضد السجون في العراق منذ 2003، بعد عام تماماً من نشر رسالة صوتية لزعيم تنظيم «القاعدة» في العراق ابو بكر البغدادي دعا فيها الى مهاجمة السجون. وقال الزاملي ان «الهجوم الذي اسفر عن فرار 500 سجين بينهم قادة كبار من القاعدة امر في غاية الخطورة ولا يمكن السكوت عليه»، محملاً «وزارة العدل، خصوصاً المدير العام في الاصلاح مسؤولية تكرار هذه الخروقات». وأشار الى ان «المطالبات المتكررة بإقالة المدير العام لم تجد آذناً صاغية بسبب علاقاته الجانبية»، مطالباً بنقل مواقع السجون من المناطق الساخنة «لتكون مثلما كانت في السابق في مناطق صحراوية مؤمنة وبعيدة من مناطق وجود المسلحين وملاذاتهم الآمنة». وحذر الزاملي من «تداعيات هروب هؤلاء السجناء وتأثيرهم في الوضع الأمني»، منتقداً «تستر الوزارة وعدم كشفها الاعداد الحقيقية للفارين»، واصفاً ذلك «بالتضليل». ودعا الى «ضرورة الاسراع في كشف اسمائهم، إضافة الى نشر صورهم لتوعية المواطن، فضلاً عن الإسراع بإعادة القبض عليهم منعاً لقيامهم بعمليات جديدة ضد المواطنين الأبرياء». وكان الناطق باسم وزارة العدل وسام الفريجي اكد مقتل 21 سجيناً خلال العملية، فيما أفادت مصادر امنية وطبية ان 20 على الأقل من رجال الأمن قتلوا اثناء الاشتباكات. وأعلن اللواء حامد الموسوي، مدير دائرة الاصلاح، أن حصيلة الهجوم كانت 8 قتلى من منتسبي الدائرة و14 جريحاً و21 قتيلاً و25 جريحاً من النزلاء عدا المهاجمين من الانتحاريين والارهابين الذين شاركوا في الهجوم. واعتبر الزاملي تقرير خلية الازمة التي يرأسها المالكي بعد الهجوم «غير منصف» وقال ان «الحديث عن تواطؤ حراس السجن مع المهاجمين غير صحيح». وأشار الى ان «هناك تواطؤاً وفساداً في منظومة السجون الامنية ولكن لا علاقة لها بالموظفين والحراس الصغار وانما ترتبط بالقيادات الامنية المتنفذة والكبيرة». وكانت خلية الأزمة التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة اجتمعت بعد الهجوم برئاسة المالكي لمناقشة ملابسات الهجوم. وأكدت ان «الهجومين اللذين استهدفا سجني أبو غريب والتاجي كانا مبنيين على تخطيط مسبق لاقتحامهما»، مؤكدة «وجود تواطؤ بين بعض الحراس الإصلاحيين والعصابات الإرهابية المهاجمة». وطالب الزاملي ب «تشكيل لجنة برلمانية خاصة لزيارة السجون والاطلاع على ملابسات الحادث». وأشار الى ان «هذه اللجنة ستعد تقريراً ترفعه الى القيادة العامة للقوات المسلحة والبرلمان لمحاسبة المقصرين».