رحبت كتلة «المستقبل» النيابية ب «التوجه نحو الحوار الوطني وذلك مع قيام الحكومة الجديدة برئاسة الرئيس المكلف تمام سلام باعتبار أن الحوار بالنسبة الى الكتلة كان وما زال وسيلة مفضلة للتعاطي والتواصل مع الشركاء في الوطن وبخاصة في هذه الظروف الخطيرة والمصيرية المحلية والاقليمية التي تعصف بلبنان وذلك من أجل بحث قضية سلاح حزب الله والملفات المتفرعة منه». وأعلنت الكتلة في بيان بعد اجتماعها الاسبوعي في «بيت الوسط» برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة انها «ستجري لهذا الغرض المشاورات اللازمة مع الحلفاء في قوى 14 آذار من أجل التوصل إلى موقف موحد في هذا الخصوص». وشددت الكتلة على «أهمية الاستفادة من الدروس المستخلصة من جلسات الحوار السابقة لجهة تأكيد أهمية تنفيذ مقرراتها والالتزام بها وعدم التنكر لها كما جرى بالنسبة الى إعلان بعبدا». وأكدت: «أولوية العمل على تشكيل الحكومة الجديدة بشكل ملح وعاجل، لتتولى الاهتمام بشؤون المواطنين التي بلغت حدوداً مقلقة في ظل تراجع كل المؤشرات الاقتصادية والمالية وعودة الارتفاع في نسب العجز والمديونية. كذلك من أجل اطلاق عجلة العمل في مؤسسات الدولة بما يساهم في استعادة هيبتها وثقة المواطنين بها بعد ما نالها من ترهل وتراجع ولا مبالاة»، مجددة «التمسك بقيام حكومة من غير الحزبيين لكي تتمكن عندها من الانصراف الى معالجة المشكلات العالقة والضرورية». وأبدت الكتلة «أسفها وقلقها الشديدين جراء قرار الاتحاد الاوروبي إدراج الجناح العسكري لحزب الله على لائحة المنظمات الارهابية. الاسف، للتطورات التي أدت إلى اتخاذ هذا القرار ولكونه يطاول طرفاً لبنانياً اساسياً يمثل شريحة وازنة من اللبنانيين وكانت له تجربة وطنية كبيرة وساطعة في مواجهة العدو الاسرائيلي وساهم بشكل اساس في تحرير الاراضي اللبنانية المحتلة عام 2000، قبل ان تتحول وجهةُ بندقيتِه باتجاه الداخل اللبناني. والقلق، لأن القرار سيطاول بتداعياته سمعة لبنان وبالتالي، مصالح جميع اللبنانيين بمستويات مختلفة». ولاحظت الكتلة انه «كان في امكان حزب الله تجنب الوصول الى ما وصلت إليه الأمور لو انه ابقى توجهاته مرتبطة بالمصالح الوطنية اللبنانية العليا المتلازمة مع الحرص الدائم على وحدة اللبنانيين وتضامنهم وهو الأمر الذي تجلى في مواجهات الحزب المشرفة مع العدو الاسرائيلي اثر عدوان عناقيد الغضب الذي اسفر عن تفاهم نيسان، ومهد لانتصار العام 2000 بانسحاب المحتل الإسرائيلي، او اثر عدوان تموز 2006 حيث التف الشعب اللبناني من حول الدول اللبنانية واحتضنوا المقاومة وقدموا الدعم اللازم لها على رغم تفرد حزب الله بقرار الحرب آنذاك». ورأت الكتلة أن على «حزب الله العودة الى الالتزام بالثوابت الوطنية المتمثلة بالدولة وبمرجعيتها واحترام مؤسساتها وكذلك احترام قرارات الشرعية الدولية وحصرية السلاح واستعماله بالدولة اللبنانية والالتزام بإعلان بعبدا». وأكدت «ضرورة التزامه سحب كل المقاتلين وفرق الميليشيا من سورية، وتسليم المتهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الى العدالة الدولية، ووقف كل الاعمال والنشاطات والتورطات الامنية والعسكرية الخارجية». وأطلع السنيورة اعضاء الكتلة على مضمون الاجتماعات التي جرت مع الرئيس سعد الحريري في جدة وعلى مضمون اللقاء الذي تم مع رؤساء الحكومات في منزل الرئيس عمر كرامي والقرارات التي تم التوصل اليها والمتعلقة بمعالجة ملف دار الفتوى.