دعا رئيس حكومة تصريف الاعمال فؤاد السنيورة اللبنانيين إلى «مراجعة تجربة عدوان اسرائيل على لبنان من زاوية العمل والالتزام وتدعيم الايجابيات ونقاط القوة الوطنية وتحصين دائرة القرار الوطني وتعزيز السلطة الواحدة والجامعة»، مشدداً على «ضرورة النظر بعمق ووضوح وتنبه الى الامام محاولين استكشاف معالم المستقبل لأن لبنان لنا جميعاً ولا يجوز ان نتخلى عنه». وإذ توقف السنيورة في بيان لمناسبة الذكرى الثالثة لعدوان إسرائيل على لبنان، «بإجلال أمام ذكرى أرواح شهداء لبنان الذين سقطوا خلال ذلك العدوان»، رأى أن «العلامة البارزة والفارقة الأساسية في هذه الحرب أن اللبنانيين، استطاعوا على رغم التباين في بعض وجهات النظر في خصوص ذلك العدوان، أن ينجحوا في منع إسرائيل من الانتصار وأن يحبطوا مخططاتها وطموحاتها، وان يوجهوا صفعات وضربات معنوية وعسكرية لهذا العدو»، مسجلاً أن «صون الوحدة الداخلية وحماية الصف الداخلي والانصراف إلى مواجهة العدو بكل الأشكال والوسائل تمت برعاية الحكومة اللبنانية، بما كانت تشكله من نموذج للوحدة الوطنية»، وأن «لبنان نجح في انجاز اكبر عملية إغاثة أثناء العدوان وأكبر عملية إعادة إعمار بعد العدوان وها هي البنية التحتية اللبنانية والطرق ومعظم المؤسسات التي تعرضت للتدمير أعيد إعمارها كاملة، كما أن الحكومة بالأموال التي أنفقتها من خزينتها ومن خلال المساعدات التي حصلت عليها من الدول العربية وبالجهد الذي أسهم فيه العديد من الدول الصديقة أعادت إعمار اغلب ما دمره العدوان وما تبقى يسير لم يتحقق بسبب نقص في التمويل الذي لا شك في أن الحكومة العتيدة المقبلة ستعمل بعد انتظام الأمور على تأمينه». ولفت ايضاً الى أن «الموضوع الذي تسبب بتباين وجهات النظر بين اللبنانيين، تمثل في مسألة كيفية حماية لبنان والدفاع عنه، هذا الموضوع هو المدرج الآن على طاولة الحوار والذي لا تمكن معالجته إلا من خلال التواصل والتعاون بين اللبنانيين توصلاً إلى اتفاق في ما بينهم في شأنه»، مشيراً الى انه «في المقابل هناك في جبهة العدو تنام لغطرسة القوى المتطرفة الرافضة للحلول السلمية المبنية على المبادرة العربية للسلام والتي ما زالت الحكومة الإسرائيلية تصر وبعد العدوان على التمسك باستنتاجات وقراءات تشكل خطراً متعاظماً على لبنان والمنطقة». الى ذلك، رأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، في تصريح له، «ان عدوان تموز منعطف تاريخي تحدى فيه اللبنانيون العدو الإسرائيلي وسجلوا فيه انتصاراً اعتز فيه لبنان بفضل بطولات جيشه وصمود شعبه وتضحيات مقاومته، فكانت الوحدة الوطنية متجسدة في الموقف اللبناني الذي شكل في أرضنا وعند شعبنا محطة بطولية للارادة والعزيمة والمواقف الصلبة والقوية». وقال إن «إسرائيل كانت قبل تموز عدو لا يقهر وبعد انتصار لبنان أصبحت عرضة للهزيمة بجيشها وآلتها الحربية لأن إرادة لبنان المتمثلة بجيشه ومقاومته وشعبه بددت مقولة الجيش الذي لا يقهر»، معتبراً أن «تهديد إسرائيل ومناوراتها لا تخيف لبنان». وأحيا «حزب الله» الذكرى باحتفالات في عدد من المناطق الجنوبية. وأكد عضو المجلس المركزي في الحزب الشيخ خضر نور الدين خلال رعايته افتتاح المهرجان الرياضي لمناسبة ذكرى العدوان في الخيام، أن «المعارضة الوطنية اللبنانية هي مع حكومة مشاركة وطنية، بعيداً من أي تدخل إقليمي أو دولي»، مطالباً «الذين يؤكدون شعار السيادة والاستقلال ورفع الوصاية بأن يثبتوا ذلك عملياً من خلال الدخول في حوار لبناني وطني بعيداً من أي تدخل من هذا الطرف أو ذاك». وهنأ الأمين العام للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة، رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة، والرئيس المكلف سعد الحريري وأمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، لمناسبة الذكرى الثالثة لعدوان تموز (يوليو) عام 2006 وانتصار المقاومة. وأكد حواتمة وقوف الجبهة الى جانب لبنان «في مواجهة المحاولات الهادفة الى إجهاض هذا النصر، عبر محاولة تمرير مشاريع سياسية تكافئ إسرائيل المنهزمة، وتمنع تطبيق قرارات الشرعية الدولية عليها، ومحاسبة مجرمي حربها على جرائم الحرب التي ارتكبوها». «يونيفيل» ووصف نائب المتحدثة باسم القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) اندرية تينانتي الوضع الامني في جنوب لبنان بالمستقر في شكل عام. وقال: «بعد مرور ثلاث سنوات على انتشار «يونيفيل» المعززة، نحن نتمتع بالتزام جميع الاطراف بتنفيذ القرار 1701 في شكل كلي. فالجيش اللبناني بالتعاون الوثيق مع «يونيفيل» يتمتع بالسيطرة الامنية على الوضع ميدانياً».ولفت تينانتي إلى «التزام جميع الاطراف المستمر بوقف للعمليات العدائية»، مؤكداً «استمرار «يونيفيل» الالتزام التام إزاء سكان جنوب لبنان وتتابع تنفيذ مهماتها من خلال بذل اقصى الجهود وذلك بالتعاون الوثيق مع القوات المسلحة اللبنانية بغية ضمان الاستقرار في منطقة عمل اليونيفيل».