حين سأل المذيع العماني محمد المرجبي مواطنه الذي استقر في زنجبار منذ عشرات السنين «هل تود العودة إلى عمان؟»، أجاب الرجل السبعيني بعفوية: «ما الذي يجعلني أعود؟». ثم أشار إلى مزرعة مترامية الأطراف في المستعمرة العمانية القديمة التي كانت ضمن مدن الساحل الشرقي لإفريقيا المشكّلة لما كان يعرف بالامبراطورية العمانية (سلطنة عمان وزنجبار). يستعيد المرجبي عبر برنامجه «من السواحل» الذي يعرضه تلفزيون سلطنة عمان خلال رمضان، رحلات العمانيين إلى زنجبار وسائر مدن الساحل، واستقرارهم هناك بحثاً عن لقمة العيش (قديماً) واختيارهم للراحة والطبيعة الخضراء (حديثاً) بما يمكنهم من إيجاد فرص استثمارية، كونَهم ليسوا غريبين عن تلك المَواطن التي يسعون فيها من أجل التجارة وتفعيل العلاقة مع أهاليهم الذين اختار بعضهم العودة إلى الوطن الأم، فيما بقي آخرون محتفظين بهويتهم العمانية ولكن بجنسيات تنزانيا وغيرها من تلك الدول. إطلالة المرجبي عبر برنامج «من السواحل» للمخرج أحمد الحضري، جاءت للتذكير بمملكة عمانية قديمة كانت هناك ذات يوم، وكانت لفظة السواحل دالة عند العمانيين على زنجبار وما حولها، والتقى المرجبي مواطنين من فئات عمرية مختلفة، واللافت أن غالبيتهم من التجار أو المزارعين الذين اختاروا الأرض التي تختلف عن طبيعة بلادهم الجافة، كما التقى زنجباريين من أصول تنزانية، عبر ثلاثين حلقة تناولت ملامح الحضارة العمانية في زنجبار من خلال الموروث المتمثل في الأشخاص والقصور السلطانية التي شيدها العمانيون وفي المدن التي بنوها وأبرزها (المدينة الحجرية) في الجزيرة العاصمة أنجوجا، راصداً العلاقة بين العُمانيين العرب والسكان الأصليين وحياتهم هناك، ومحاولاً تسليط الضوء على ما يمكن أن تمثله زنجبار لأبناء السلطنة. يذكر أن للمذيع محمد المرجبي تجربة سابقة في هذا المجال من خلال سلسلة «أثر التواجد العماني في شرق أفريقيا» التي بحثت في حياة العمانيين الذين لا يزالون موجودين هناك أو أولئك الذين ارتبطوا بمصالح تجارية واقتصادية أو عائلية وهم متوزعون بين السلطنة وشرق أفريقيا. وكان مقرراً أن يزور في تجربته الجديدة أوغندا ورواندا وبوروندي وجزر القمر لإنتاج ثمانية أفلام، لكن ثراء التجربة في زنجبار أغرى التلفزيون العماني بتصوير ثلاثين حلقة.