نظّمت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في سلطنة عُمان معرضها الوثائقي الثاني في مركز عُمان للمعارض، وأقيمت ضمن إطاره ندوة بعنوان «أهمية الوثائق والمسكوكات في تطور حياة الإنسان» لتستعرض الدور الحضاري والتاريخي الذي تقوم به الوثيقة عموماً. وتضمنت الندوة أربع أوراق عمل تناولت «الوثائق التكنولوجية بين ضرورة الحفظ وإمكاناته»، و «المسكوكات والإصلاح النقدي في صدر الإسلام»، و «خوارزميات الدورة العمرية للوثائق»، و «بناء نظام إدارة الوثائق في الجهات الحكومية». وقدم معرض الوثائق حوالى ألف وثيقة وصورة تاريخية، وعملات ذهبية وفضية يعود تاريخها إلى الدول الأموية والعباسية والعثمانية، وطوابع وخرائط تاريخية مقسّمة إلى تسعة أقسام مختلفة تحكي تاريخ السلطنة. وفيما يتناول قسم نهضة عُمان الحديثة وسيرة السلطان قابوس، خصّص قسم آخر للعلاقات الدولية لتسليط الضوء على العلاقات بين السلطنة وبقية دول العالم، وضمّ نتاج تعاون هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية مع عدد من دور الأرشيف والوثائق العالمية، علماً أن الهيئة انتسبت إلى المجلس الدولي للأرشيف إلى جانب انتسابها إلى الفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف، وأخيراً أصبحت عضواً في الأمانة العامة لمركز الوثائق في دول الخليج العربي. ويشتمل المعرض على قسم الوثائق الخاصة المتضمن وثائق قام أصحابها بتسجيلها أو بيعها، وهي وثائق متعددة الموضوعات، سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية تبرز التاريخ العُماني في فترات وحقب تاريخية مختلفة. ويعرض قسم شرق أفريقيا العلاقات التي كانت قائمة بين مسقط وزنجبار، خصوصاً في عهد السلطان السيد سعيد بن سلطان الذي نقل بلاطه إلى الشطر الإفريقي (زنجبار العام 1832)، إضافة إلى علاقات عُمان بدول عربية وأجنبية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ما يبيّن التمازج الثقافي والسياسي الحيوي بين شطري الدولة مسقط وزنجبار، وحياة العمانيين الزاهرة في تلك الحقبة. وأبرز المعرض مجموعة من الطوابع والعملات التي كانت تصدر في عُمان وزنجبار اللتين كانتا امبراطورية واحدة، ويعود بعض تلك الطوابع إلى منتصف القرن التاسع عشر. وهناك قسم الخرائط القديمة التي تبيّن المدن والقرى والموانئ والبنادر التي كانت السفن العمانية تجوبها، كما تبيّن أهمية تحديد المسارات البحرية بين عُمان والمحيط الهندي وشرق أفريقيا والجزيرة العربية والمناطق الآسيوية.