سجلت أسعار الأغنام في المنطقة الشرقية ارتفاعاً بنحو 20 في المئة منذ بداية شهر رمضان المبارك، في ارتفاع معتاد يتكرر كل عام، ما عزاه تجار مواشي إلى ارتفاع أسعار المواشي وزيادة الطلب، متوقعين أن تبقى الأسعار الحالية حتى نهاية موسم الحج. وأوضح التجار في حديثهم إلى «الحياة»، أن ارتفاع الأسعار يوجد ما يبرره، في ظل طلب كبير جداً، على رغم أن المواشي متوافرة والاستيراد موجود، وكذلك ثبات أسعار الشعير الذي يتم توفيره وتدفع الحكومة الدعم المقرر له، إلا أن ضغوط الطلب تحكم السوق. وأشار تاجر المواشي حمد المطير، إلى أن الأسعار في المواسم ترتفع بفعل زيادة الطلب، مضيفاً أن «حجم الارتفاع في أسعار الأغنام خلال الفترة الماضية كان بسيطاً مقارنة بالعام الماضي، وسترتفع الأسعار كلما اقتربنا من أيام العيد»، إذ يكون الإقبال عندها يكون في ذروته. واعتبر أن ارتفاعاً ب100 ريال، و200 ريال للأغنام في رمضان أمر متوقع، وقال: «بلغ سعر النعيمي في سوق حفر الباطن نحو 1300 ريال، وهو سعر معتدل، والمستورد 1000 ريال»، مشيراً إلى أنه في المواسم يتجاوز هذا الرقم بكثير، مبيناً أنه في عيد الأضحى الماضي بلغت الأسعار ذروتها وتجاوز سعر النعيمي 2200 ريال. وحول تأثير الأعلاف في الأسعار، قال المطير: «التلاعب في أسعار الشعير من الموزعين أو الموردين محدود جداً، وأنه منذ الإعلان عن الإجراءات العقابية التي تنتظر المتلاعبين، أخذ السوق في الاستقرار». وأضاف: «أسعار المواشي في الوقت الحالي تراوح بين 1000 إلى 1300 ريال للنعيمي، وسترتفع إلى أكثر من ذلك مع عيد الفطر»، مشيراً إلى أن اللحوم عموماً في ارتفاع وإن كانت بنسب بسيطة. من جانبه، أوضح تاجر المواشي محمد الحمد، أن التجار في السوق يعلمون أن حجم الإنفاق على شراء المواشي في أسواق السعودية في ارتفاع، وأن التعداد السكاني المتزايد يؤكد ذلك، وسيكون في ارتفاع مستمر خلال الأعوام المقبلة، مع مؤشرات بارتفاعها لتكون قياسية، ما لم تستطع وزارة الزراعة توفير الكميات الكافية بخطط استراتيجية توقف الارتفاع، وهو أمر ممكن إذا نظرنا إلى غيرنا من الدول التي تفوقنا في تعداد السكان وتعيش استقراراً في الأسعار. وبيّن أن الأزمات التي مرت بها سوق المواشي خلال الأعوام القليلة الماضية تدعو الجميع إلى العمل لإيجاد حلول جذرية لها، بداية من الأعلاف وانتهاء بالأغنام، مشيراً إلى أن أسواق المملكة تتأثر في صور مختلفة بأوضاع سوق المواشي، مبيناً أن الكميات الموجودة حالياً في السوق لا يمكن الاعتماد عليها في تحديد ما سيكون عليه السعر، لأنه سيرتبط بحجم الطلب وهو غير معروف ولا يمكن تحديده، لذلك ستبقى التوقعات بارتفاع أو انخفاض الأسعار مفتوحة وبحسب الطلب اليومي. وأشار إلى أنه مع بداية شهر ذو القعدة من كل عام يزداد الطلب على المواشي في جميع أسواق السعودية لسد حاجة الاستهلاك اليومي خلال الشهر، إضافة إلى حسابات ارتفاع الأسعار السنوي الذي يحدث بسبب عيد الأضحى المبارك، وتكون هذه الأسعار مرتفعة منذ شهر رمضان وعيد الفطر المبارك، لذلك تكون الأسعار في ارتفاع من رمضان حتى شهر ذي الحجة. ويقدر العدد الإجمالي للأغنام في المملكة التي تشمل الضأن والماعز بنحو 17 مليون رأس من بينها 3.8 في المئة يتم تربيتها في مشاريع متخصصة، فيما النسبة العظمى تتبع للقطاع التقليدي والبادية، التي تستحوذ على أكثر من 16 مليون رأس، وتستورد المملكة نحو 5 ملايين رأس سنوياً من الخارج. يذكر أن هناك استراتيجية متكاملة لدى وزارة الزراعة لتنمية قطاعي الإبل والأغنام، أعدها متخصصون من الوزارة وباحثون من جامعتي الملك سعود والملك فيصل ومن القطاع الخاص، تتضمن العديد من البرامج التنفيذية المقترحة التي تستهدف تنمية قطاع الإبل والأغنام في المملكة خلال فترة من 5 إلى 10 أعوام، إضافة إلى القيام بالمراجعة النهائية لاستراتيجية طويلة الأمد للتنمية الزراعية المستدامة في المملكة للأعوام المقبلة.