صرح المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) مايكل هايدن في استراليا أمس، بأنه من المؤكد أن شركة الاتصالات الصينية العملاقة «هواوي» مارست أنشطة تجسس لحساب بكين. وكشف هايدن رداً على أسئلة لصحيفة «أستراليان فايننشال ريفيو»، أن الصين مارست أنشطة تجسس غير محدودة على الغرب وشركة «هواوي» شاطرت معلوماتها مع وكالات تابعة للحكومة الصينية. وفي رده على سؤال في شأن ما إذا كان يعتبر أن «هواوي» تشكل تهديداً واضحاً للأمن القومي للولايات المتحدة وأستراليا، قال هايدن: «نعم، أعتقد ذلك». وكانت كل من بريطانيا والولاياتالمتحدة وأستراليا عبرت عن قلقها إزاء الروابط المفترضة بين «هواوي» والدولة الصينية وفي شأن معدات تقدمها الشركة يمكن استخدامها في التجسس. في المقابل، نفت «هواوي» وجود أي رابط مباشر مع بكين، إلا أن الكونغرس الأميركي طلب العام الماضي استبعاد هذه المجموعة عن العقود العامة. كما استُبعدت الشركة عن استدراج عروض لشبكة الانترنت في أستراليا. وأعرب هايدن عن اعتقاده أن شبكات التجسس الغربية تملك أدلة قوية بأن «هواوي» تتجسس لحساب الصين. وقال المسؤول الأميركي الذي ترك ال «سي آي إي» في عام 2009 وكان سابقاً رئيساً لوكالة الأمن القومي الأميركية: «لا أرى أي سبب لطرح أسئلة حول هذه القضية. إنه رأيي المهني، لكن بصفتي مديراً سابقاً لوكالة الأمن القومي لا يمكنني الإدلاء بأي تعليق حول أحداث معينة». وأضاف: «وبالحد الأدنى، لقد شاطرت مجموعة هواوي الدولة الصينية معلومات خاصة أو بشكل أشمل، حول أنظمة الاتصالات الأجنبية التي كانت لها علاقات معها. أعتقد أن ذلك يُفسَر من تلقاء نفسه». على صعيد آخر، أعلن الكرملين أمس، أن لا علم لديه حول نيّة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلغاء زيارته المقررة موسكو في أيلول (سبتمبر) المقبل. وقال الناطق باسم الرئيس الروسي دميتري بيسكوف: «ليس لدينا أي معلومات عن تعديل خطط الرئيس الأميركي». وأضاف أن التحضيرات للزيارة تتواصل، لافتاً إلى أن روسيا تولي اهتماماً كبيراً لتطوير مستمر للعلاقات مع واشنطن. وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية نقلت في وقت سابق أمس، عن مسؤولين أميركيين أن أوباما قد يلغي زيارة مقررة لموسكو للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في ظل تأثير الموقف من مصير مسرِّب معلومات وكالة الأمن القومي الأميركية إدوارد سنودن، على العلاقات المتوترة أساساً بين البلدين. مراجعة أمنية وفي سياق متصل، قال مسؤولون أميركيون بارزون إن الولاياتالمتحدة تراجع إجراءاتها لتشدد قيود الوصول إلى معلومات استخباراتية مهمة، حتى لا تتكرر فضيحة تسريب مثل التي نفذها سنودن. وأكدت وكالة الأمن القومي الأميركية أنها ستقود الجهود التي تهدف إلى تحصين المعلومات الاستخباراتية وستطبق «مبدأ موافقة شخصين» قبل السماح بتحميل أي معلومات من على الانترنت وكلها اجراءات مطبقة بالفعل لتأمين الأسلحة النووية. وقال آشتون كارتر نائب وزير الدفاع الأميركي امام منتدى أمني في أسبين في ولاية كولورادو: «متى سنتخذ هذه الاجراءات المضادة؟ الرد هو الآن». وألقى كارتر اللوم جزئياً في هذا الاختراق الأمني على التركيز على مبدأ تبادل المعلومات بعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 والذي سمح «لشخص مثل سنودن بالوصول إلى كم هائل من الوثائق في سرعة فائقة». وأضاف: «نحن عادة نقسم المعلومات لسبب وجيه، حتى لا يستطيع شخص واحد إيقاع الكثير من الضرر. تحميل كل شيء على خادم واحد... وهو أمر لا نستطيع القيام به، لأنه يضع كماً هائلاً من المعلومات في مكان واحد». من جهة أخرى، قال المدير العام لإدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) كيث الكسندر للمنتدى إن مبدأ موافقة شخصين سيُطبَّق على المشغلين للانظمة مثل سنودن وأي شخص يحق له دخول حجرات خوادم الكومبيوتر الحساسة. وأشار الكسندر إلى أن سنودن كان مكلفاً بالتحرك داخل الشبكات للتأكد من أن المعلومات المطلوبة موجودة على خوادم أجهزة كومبيوتر «ناسا» في هاواي. إلى ذلك، يعتزم الصحافي في صحيفة ال «غارديان» البريطانية غلين غيرنوولد الذي كان أول من أجرى مقابلة مع سنودن، كشف معلومات جديدة في كتاب يصدر مطلع العام المقبل، كما أعلنت إحدى دور النشر أول من أمس. وسيتضمن الكتاب الذي لم يُعرف عنوانه بعد «معلومات جديدة تبيّن التعاون الاستثنائي للقطاع الخاص ومدى تشعبات البرنامج الحكومي (للمراقبة) داخل الولاياتالمتحدة وخارجها على حد سواء».