نفى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف علاقة بلاده بإدوارد سنودن المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأميركي والذي سرّب هذا الشهر معلومات عن برنامج سرّي تنفذه الوكالة لمراقبة الاتصالات الهاتفية والإنترنت، ما دفع واشنطن الى اتهامه ب«التجسس». لكن وزير الخارجية الأميركي جون كيري دعا في مدينة جدة السعودية، روسيا إلى تسليم سنودن «لأن المسألة تتعلق بتطبيق القانون»، مؤكداً أن واشنطن لا تريد «المواجهة»، وتأمل «ألا تعلق روسيا مصالحها على هارب من العدالة». وتتضارب المعلومات عن مصير سنودن، الذي لم يستقل أول من امس رحلة توجهت من موسكو إلى هافانا، وورد اسمه على لائحة ركابها. وتشير مصادر إلى أنه لا يزال في قاعة الترانزيت بمطار موسكو، وأخرى إلى انه غادر موسكو على متن رحلة قد تكون وجهتها الإكوادور، حيث طلب اللجوء. وأكد لافروف، في مؤتمر صحافي، أن الشاب البالغ 29 من العمر «لم يعبر حدود روسيا»، في إشارة إلى وصول الأخير الأحد الماضي من هونغ كونغ إلى مطار موسكو وبقائه في قاعة الترانزيت، «لذا نعتبر أن اتهام واشنطن إيانا بانتهاك قوانين الولاياتالمتحدة وتدبير مؤامرة مع تهديدات ضدنا، أمر غير مقبول ولا أساس له». وأضاف: «لا علاقة لنا بسنودن، ولا بعلاقاته مع القضاء الأميركي وتنقلاته في العالم». كذلك، اعتبرت الصين أن الاتهامات التي وجهتها الولاياتالمتحدة لها بتسهيل رحيل سنودن من هونغ كونغ «لا أساس لها»، وقالت الناطقة باسم وزارة خارجيتها هوا شونيينغ لصحافيين: «ليس معقولاً أن تطرح الولاياتالمتحدة تساؤلات حول طريقة معالجة هونغ كونغ شؤون بطريقة تتوافق مع القانون، ولا نقبل الاتهامات ضد حكومتنا». وكان البيت الأبيض أسف «لعدم احترام الصينيين تعهداتهم القانونية على صعيد تسليم مجرمين». وقال الناطق باسم الرئاسة الأميركية جاي كارني، إن الصين «تعمدت مساعدة سنودن الذي فرّ من وجه العدالة، رغم صدور مذكرة توقيف في حقه وإلغاء جواز سفره». وفيما كرر البيت الأبيض بأن «سماح إقليم هونغ كونغ الصيني برحيل سنودن سيؤثر بلا شك سلباً على العلاقات الأميركية–الصينية، اشادت صحيفة «الشعب» الحكومية الرئيسية في بكين «بتمزيق سنودن قناع النفاق الذي تضعه واشنطن»، معلنة أن بكين لا تستطيع قبول «هذا الشكل من الاستياء والمعارضة من الولاياتالمتحدة».