تمكن مقاتلون اكراد من طرد مقاتلين جهاديين من كامل مدينة راس العين الحدودية مع تركيا بعد اشتباكات عنيفة بدأت مساء امس وقتل فيها احد عشر مقاتلاً، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد: "سيطرت وحدات حماية الشعب (الكردية) في شكل شبه كامل على مدينة رأس العين في محافظة الحسكة في شمال سورية، عقب اشتباكات عنيفة منذ مساء أمس مع مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام ومقاتلي جبهة النصرة وكتائب اخرى متطرفة"، مشيرا الى ان المعبر الحدودي كان لا يزال بين ايدي الاسلاميين. وفي وقت لاحق بعد الظهر، ذكر المرصد وناشطون ان وحدات حماية الشعب الكردي سيطرت على المعبر الحدودي الذي يربط مدينة راس العين بتركيا، وان عددا كبيراً من المقاتلين الاسلاميين انسحبوا من المعبر، "بينما سلم آخرون انفسهم الى مقاتلي الوحدات". واورد المرصد معلومات مفادها ان "وحدات حماية الشعب الكردي بصدد انشاء لجنة من اهالي مدينة راس العين لادارة المعبر" المغلق منذ اشهر. وكانت المعركة اندلعت امس اثر "هجوم مقاتلين من الدولة الإسلامية وجبهة النصرة على سيارة فيها ثلاثة مقاتلين اكراد بينهم امراتان، واعتقلوا الرجل الذي كان يقود السيارة، فيما تمكنت المقاتلتان من تخليص نفسيهما". واسفرت المعارك امس واليوم عن مقتل مقاتلين كرديين وتسعة جهاديين، بحسب المرصد. وشهدت مدينة راس العين ثلاثة اشهر من المعارك في نهاية 2012 وبداية 2013 بين المقاتلين الاكراد ومقاتلين من "الجيش الحر" بعضهم اسلاميون، انتهت باتفاق مصالحة برعاية السياسي المعارض البارز ميشال كيلو، تم فيه الاتفاق على انسحاب مقاتلي الكتائب من المدينة وعلى توحيد الجهود ضد القوات السورية النظامية. وبقيت "جبهة النصرة" في حينه في مناى عن المواجهات ولم توقع على الاتفاق. وبينما انسحب مقاتلو الكتائب المنضوية في "الجيش الحر" من المدينة نتيجة الاتفاق، بقيت "النصرة" فيها. وتقطن المدينة غالبية من الاكراد. ويسعى السوريون الاكراد اجمالا في سورية الى التفرد بادارة مناطقهم. ونقل ناشطون في راس العين عن سكان امتعاضهم من تصرفات جبهة النصرة والدولة الاسلامية ازاء السكان، لا سيما منذ بدء شهر رمضان، اذ يمارسون ضغوطا كبيرة عليهم ليلتزموا بالصوم، ويعترضون النساء اللواتي لا يرتدين الحجاب، ويتشددون في تطبيق الشريعة الاسلامية، فيما "العادات والتقاليد السورية مختلفة". وفي ريف دمشق، قتل سبعة اشخاص بينهم طفل الاربعاء في انفجار عبوة ناسفة موضوعة في سيارة في بلدة كناكر الواقعة جنوب غرب العاصمة، بحسبما افاد المرصد السوري. وكان التلفزيون السوري الرسمي اشار في شريط اخباري عاجل الى "انفجار سيارة مفخخة مركونة عند جامع العمري في كناكر بريف دمشق"، مشيرا الى "انباء اولية عن استشهاد عدد من المواطنين بينهم نساء واطفال" من دون ان يحدد عدد الضحايا. وتدور اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في مناطق من حي القابون في شمال شرق دمشق "في محاولة من القوات النظامية السيطرة على الحي في شكل كامل"، بحسبما ذكر المرصد الذي اشار ايضاً الى قصف على حي برزة في شمال العاصمة. وفي حمص (وسط)، ذكر الناشط المعارض يزن ان محاولات القوات النظامية اقتحام حي باب هود في وسط المدينة تجددت اليوم "بعد ثلاثة ايام من الهدوء". واوضح ان هذه المحاولات ترافقت مع "تكثيف القصف على الحي". وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته، ان مناطق في أحياء حمص القديمة تتعرض للقصف من القوات النظامية. واضاف ان "اي مساعدات او معونات طبية او غذائية لم تدخل الى المنطقة المحاصرة"، مشيراً الى ان "الوضع الانساني يستمر في التردي يوما بعد يوم، وان هناك "حاجة ملحة الى اجلاء الجرحى والمصابين الذين يحتاج بعضهم الى عمليات جراحية عاجلة لا يمكن اجراؤها بما توفر من امكانات طبية داخل الاحياء المحاصرة".