قال أسرى أردنيون مضربون عن الطعام في السجون الاسرائيلية، إن مصلحة السجون قررت نقلهم منذ 4 أيام إلى قسم خاص بالأمراض النفسية، في محاولة لإنهاء إضرابهم الممتد منذ أيار (مايو) الماضي. وبعث الأسرى عبد الله البرغوثي ومنير مرعي وعلاء حماد ومحمد الريماوي وحمزة الدباس رسالة إلى ذويهم أمس، جاء فيها «إن ما تقوم به مصلحة السجون يمثل ضغطاً بدنياً ونفسياً على الأسرى الأردنيين، من أجل إنهاء إضرابهم عن الطعام، لكنهم يعلنونها أمام العالم أجمع، أنهم لن يتراجعوا عن خطوتهم هذه، فإما الشهادة أو العودة إلى عمان». وتساءل هؤلاء عن دور الحكومة الأردنية في دعم قضية الأسرى، وقالوا إنها «أهملتهم منذ البداية، ما أدى إلى تمادي إسرائيل، ونقلهم إلى قسم علاج المجانين!». وأضافوا أن جميع الأردنيين لدى السجون الإسرائيلية «يحملون حكومة بلدهم مسؤولية حياتهم، وما يتعرضون إليه من تعذيب وإذلال» مؤكدين أن ظروفهم داخل قسم الأمراض النفسية أسوأ كثيراً من الظروف التي عاشوها داخل السجون. يأتي ذلك فيما تعهدت عائلات الأسرى في عمان تصعيد احتجاجها إذا لم تستجب الحكومة لمطالب أبنائها الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية منذ 64 يوماً. وطالب أقارب وذوي الأسرى خلال احتجاج سلمي أمس بالإفراج عن أبنائهم، كشرط وحيد لإنهاء إضرابهم عن الطعام. وتجمع هؤلاء أمام الديوان الملكي الأردني شرق عمان، حيث رفعوا لافتات تطالب العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بالتدخل السريع، من أجل إطلاق سراح ذويهم. واعتبروا أن المطلب الوحيد، يتمثل في أن تعمل الحكومة على إطلاق سراح جميع الأسرى. وطالبت والدة الأسير رأفت العسعوس المسجون لدى إسرائيل منذ 2002 بالسماح لعائلات الأسرى زيارتهم فوراً، واتخاذ الإجراءات كافة لترحيلهم إلى الأردن. وقالت بعد أن حاولت التماسك: «للأسف لا أحد يسأل عنهم أو يهتم بهم، ولا نعرف كيف وضعهم الصحي ولا حالتهم». وفي الأيام الأخيرة، بدا الاهتمام الرسمي بإضراب الأسرى أفضل من ذي قبل، فقد استقبل وزير الخارجية الأردني ناصر جودة وفداً يمثل عائلاتهم، وبعدها بيومين زار القنصل الأردني في تل أبيب اثنين من الأسرى المضربين. بالمقابل، أكدت والدة أسير أردني آخر يدعى مرعي أبو سعيدة صدر بحقه 11 حكماً بالسجن المؤبد، أنها لن تتوقف عن الاحتجاج قبل أن يطلق سراح ابنها. وقالت أم مرعي: «نحن معتصمون هنا في رمضان وبعد رمضان حتى يتحرر أولادنا». واتهم الأسرى الأردنيون حكومتهم الشهر الماضي عبر رسالة أرسلوها إلى ذويهم بتجاهل قضيتهم والتقاعس في الضغط على إسرائيل من أجل إطلاق سراحهم. وحملت شقيقة الأسير منير مرعي السلطات الأردنية المسؤولية عن مصير أخيها، وقالت: «نطالب بخروج أبنائنا أحياء، فهم مضربون عن الطعام ولا أحد يسأل فيهم. نتواجد يومياً في كل مكان. أمام وزارة الخارجية. أمام الديوان الملكي. أمام مجلس النواب. لكن لا جواب». وتحدثت الأسيرة المحررة أسماء حامد زوجة الأسير إبراهيم حامد، عن معاناة أسرى العزل الانفرادي. وقالت إن هؤلاء «يعيشون ظروفا إنسانية غاية في الصعوبة، وهم ممنوعون مقابلة أي إنسان باستثناء المحامين، وخلال الإضراب تمنع زيارات المحامين لأسبوعين على الأقل، وتسحب كل الأجهزة الكهربائية منهم وهم موضوعون تحت مراقبة الكاميرات في الزنازين والأقسام طوال الوقت». وقال الناطق باسم أهالي الأسرى شاهين مرعي إن المحتجزين لدى إسرائيل «يصارعون الموت، بينما لا تجرؤ الحكومة الأردنية على مخاطبة السفارة الإسرائيلية في عمان للسؤال عن أحوالهم». وتشير بيانات اللجنة الوطنية الأردنية للدفاع عن الأسرى إلى أن ثمة 25 أسيراً أردنياً يقبعون داخل السجون الإسرائيلية، أصغرهم محمد مهدي صالح الذي يبلغ من العمر 17 عاماً. وأفرجت إسرائيل عن أسيرين أردنيين في كانون أول (ديسمبر) 2012 في إطار تنفيذ المرحلة الثانية من صفقة التبادل مع حركة «حماس» مقابل الإفراج عن الجندي جلعاد شاليت. كما نقلت في 2007 أربعة أسرى أردنيين أيضاً إلى عمان لإكمال فترة سجنهم المؤبد، بعد إدانتهم بقتل جنديين إسرائيليين عام 1990. ووقع الأردن مع إسرائيل معاهدة سلام عام 1994.