واشنطن - أ ف ب - أعلنت مصادر برلمانية أميركية ان الرئيس باراك أوباما سيلقي خطاباً الثلثاء المقبل أمام الكونغرس بمجلسيه، يدافع فيه عن مشروعه لإصلاح النظام الصحي الذي يواجه حالياً تعثراً في إقراره. وسيأتي الخطاب غداة افتتاح الدورة البرلمانية بعد العطلة الصيفية في آب (اغسطس)، والتي هبطت خلالها شعبية أوباما كثيراً بسبب شكوك متزايدة في مشروعه الرامي الى توسيع نطاق التغطية الصحية. وكان المشروع، الذي يرمي الى تأمين التغطية الصحية ل 47 مليون أميركي محرومين منها حالياً، في صلب الحملة الانتخابية للرئيس الذي اضطر أيضاً ان يواجه خلال الصيف، ضغوطاً من قاعدته الناخبة طالبته بعدم التخلي عن «الخيار الحكومي» الذي كان وعد بتنفيذه، ويقضي باستحداث ضمان صحي حكومي مواز لشركات الضمان الصحي الخاصة القائمة حالياً. وبحسب المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، سيلقي أوباما خطابه امام الكونغرس، وهي خطوة نادرة، تلبية لدعوة وجهها اليه رئيسا مجلسي النواب والشيوخ الديموقراطيان نانسي بيلوسي وهاري ريد. واضافت المصادر ان بيلوسي وريد كتبا في دعوتهما أوباما: « لم يكن بلدنا في يوم من الايام قريباً الى هذا الحد من اجراء إصلاح لنظام التأمين الصحي، يخفض الاكلاف ويحافظ على حرية الاختيار ويحسن نوعية العلاج ويوسع نطاق التغطية الصحية. نحن مصممون على بلوغ هذا الهدف». وبحسب مسؤول كبير في ادارة أوباما، تبرهن الهجمات التي انطلقت ضد هذا المشروع من المعسكر الجمهوري، على ان المعارضة غير مستعدة للعمل على تسوية. واضاف المسؤول ان الوقت الآن هو للعمل على «حبك خيوط كثيرة وحلول عدة»، قد تُبلوَر من اربعة مشاريع وضعتها لجان برلمانية مختلفة. وقال: «عموماً، كل الاوراق موضوعة على الطاولة». وأتخذ أوباما خيار التوجه الى الكونغرس من بين خيارات كثيرة لدفع مشروعه للإصلاح الصحي قدماً، ربما قبيل مغادرته البيت الابيض في عطلة لبضعة ايام سيقضيها في المنتجع الرئاسي في كامب ديفيد. وتعليقاً على الخطوة أعلن براد دايسبرينغ، الناطق باسم زعيم الاقلية الجمهورية في مجلس النواب إريك كانتور ان «المرة الاخيرة التي القى فيها الرئيس خطاباً امام الكونغرس بمجلسيه للدفاع عن مشروع للتأمين الصحي الحكومي كانت مع بيل كلينتون في 22 ايلول (سبتمبر) 1993». ويومها اثار خطاب كلينتون ردود فعل مرحبة باستثناء الجمهوريين الذين انتقدوا عدم دقته، وسقط مشروعه لاحقاً في الكونغرس.