اتهمت المعارضة السورية قوات نظام الرئيس بشار الأسد باستخدام المواطنين «دروعاً بشرية» في حملتها للسيطرة على حي القابون في شمال دمشق، مع توسيع قوات النظام عمليات القصف الى حي برزة البلد المجاور، في وقت فتح مقاتلو «الجيش الحر» جبهة جديدة بسيطرتهم على حاجز في ريف ادلب بعد تقدم الجيش النظامي في نقطة اخرى، وسط قصف عنيف شمال غربي البلاد اسفر عن عشرات القتلى والجرحى. ووجه «الائتلاف الوطني السوري» المعارض امس «نداءً عاجلاً» إلى هيئة الأممالمتحدة ومنظماتها وجامعة الدول العربية ل «الإسراع بنجدة المدنيين وحمايتهم في أحياء دمشق وفتح ممرات إنسانية عاجلة لإنقاذ الأطفال والنساء والشيوخ وإسعاف الجرحى والمصابين في حي القابون في العاصمة، حيث يحتجز النظام رهائن من المدنيين العزل في أحد مساجد الحي، فيما ترد تقارير متقاطعة تقول إنه استخدم بعضهم كدروع بشرية». وزاد في بيان: «قام النظام السوري باستخدام كل الوسائل المتاحة أمامه، وبتوجيهات مباشرة إلى جنوده وبشكل مقصود وممنهج، مكرساً بذلك كل موارد الدولة ومؤسساتها خلال سنتين وأربعة أشهر، بأعمال لا تخالف القانون الدولي الإنساني فحسب، بل وتمثل جرائم حرب موصوفة ضد الإنسانية، مما يقتضي ملاحقة الجناة وإلحاق العقوبة بهم إبان ما تقترفه أيديهم من جرائم بحق الشعب السوري». وبث ناشطون شريط فيديو يظهر مئات العائلات التي تحاول الهروب من حي القابون آخذة معها أثاث منازلها وحاجاتها. وذكرت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من السلطات ان حي القابون شهد اول من امس «أعنف الاشتباكات بين وحدات من الجيش العربي السوري ومجموعات مسلحة تتمركز داخل الحي»، مشيرة الى ان الجيش شدد منذ السبت «عملياته في القابون في تمهيد نهائي لتخليصه من المسلحين الذين فقدوا أغلبية مواقعهم تحت وطأة ضربات الجيش». وقُتل 18 شخصاً في الحي اول من امس. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن القوات النظامية استمرت في قصفها مناطق في حي برزة بقذائف الهاون والمدفعية والدبابات مع شن طائرة حربية غارة على الحي. وقُتل شخص في سقوط قذيفة هاون مجهولة المصدر على مبنى الخدمات الفنية في حي مساكن برزة. واستهدفت الكتائب المقاتلة مدرسة الشرطة في حي القابون، بصاروخ محلي الصنع. كما نفذت القوات النظامية حملة دهم في حي دمر اعتقلت خلالها عدداً من المواطنين. وواصلت القوات النظامية قصفها على مناطق في مدينة الزبداني قرب حدود لبنان وبلدة معضمية الشام جنوب العاصمة حيث قتل رجل وزوجته وأصيب آخرون برصاصة قناصة النظام مع حصول مواجهات في مدينة داريا المجاورة، في حين استهدفت الكتائب المقاتلة بقذائف الهاون مقر الفوج 41 في حرستا في شمالي شرقي دمشق. وأفاد «المرصد» عن مقتل «ما لا يقل عن عشرة من عناصر الشرطة وثلاثة مدنيين في تفجير سيارة مفخخة امام قسم الشرطة في بلدة دير عطية» في ريف دمشق ليل اول من امس. وفي وسط البلاد، سقطت قذيفة، أطلقتها القوات النظامية على حي الوعر في حمص وسط استمرار إطلاق النار على الحي من قبل قناصة القوات النظامية المتمركزين على مباني الكلية الحربية والمشفى العسكري وبنك الدم. وعُثر في بئر في بلدة القريتين على جثة رجل اعدم ميدانياً بيد القوات النظامية اثر اقتحامها البلدة قبل أسابيع. وقال «المرصد» ان مناطق في مدينة الرستن قصفت امس. وفي شمال غربي البلاد، دارت امس اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في محيط «معسكر القرميد» والحواجز المحيطة به الواقعة على طريق أريحا-سراقب في ريف ادلب في محاولة من الكتائب المقاتلة السيطرة على المعسكر، رافقها قصف عنيف من الكتائب المقاتلة للمنطقة بصواريخ غراد وقذائف الهاون والدبابات. وقال «المرصد» ان مقاتلي الكتائب المقاتلة سيطروا على الحاجز العسكري في بلدة معربليت المحيط بالمعسكر وأعطبوا دبابة وألحقوا خسائر بشرية بالقوات النظامية. ويعتبر «معسكر معمل القرميد» من المراكز الأساسية لقوات النظام في شمال غربي البلاد. وكانت هذه القوات حاولت اعادة فتح الطريق الدولية بين اللاذقية غرباً وحلب وإدلب شمالاً، حيث دارت اشتباكات في بلدة بسنقول امتدت امس الى الأحراش المحيطة بالبلدة. وأفاد «المرصد» بأن قوات النظام قصفت مناطق في بلدات بسنقول وبفطامون وحلول والعراقية وأنها «سيطرت على المناطق الجنوبية الغربية في حرش بلدة بسنقول المطلة على طريق اللاذقية - اريحا الدولي بعد اشتباكات عنيفة مع الكتائب المقاتلة في المنطقة». وردت قوات النظام بقصف من طائرات حربية ومراكزها العسكرية في ادلب. وقال «المرصد» ان «29 شخصاً قتلوا بينهم ثماني نساء وستة أطفال في قصف صاروخي وجوي على قرى وبلدات في ريف ادلب مساء (اول من) امس، في اعنف قصف على المنطقة منذ اشهر». وأضاف ان 13 شخصاً قتلوا في بلدة المغارة، وثلاثة في ابلين، وأربعة في بسامس، وثلاثة في كفرنبل، وستة في البارة. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن «الهيئة العامة للثورة السورية» اتهامها النظام بارتكاب «مجازر» في هذه القرى. ووزعت الهيئة أشرطة فيديو عن آثار القصف على المغارة. وبينما كان عدد من الشبان يملأون أوعية بالماء لرشها على الأرجح على حريق مندلع، كان آخرون يحاولون ازالة حجارة بحثاً عن ناجين. وقال المصور في الشريط «هذا هو إفطار المسلمين في جبل الزاوية. الشهداء بالعشرات». وقُتل عدد من الأشخاص لدى قصف قوات النظام المتمركزة في «مركز الحبوب» حافلة تقل موظفين قرب مدينة معرة النعمان كانوا في طريقهم الى ادلب. وفي شمال البلاد، سقطت قذيفة في ساحة القلعجي في شارع النيل، فيما شنت طائرات حربية غارة على حي الأشرفية وسقطت قذيفة قرب حاجز مشترك حيث تتمركز وحدات «الحماية الشعبية» التابعة ل»الاتحاد الديموقراطي الكردي» و «لواء جبهة الأكراد»، وسط اشتباكات إثر محاولات الكتائب المقاتلة التقدم في الحي.