استمرت أمس قوات النظام في قصف الأحياء المحاصرة في حمص وسط البلاد ضمن مساعيها للسيطرة على «عاصمة الثورة» السورية، فيما شنت طائرات حربية غارات على أحياء في دمشق، واندلعت مواجهات عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في شمال غربي البلاد. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن طائرات حربية شنت أمس غارات على الطرف الشرقي من حي جوبر شرق دمشق، في وقت دارت اشتباكات عنيفة بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في حي برزة جراء مكمن نصبته المعارضة وأدى إلى إلحاق خسائر في صفوف القوات النظامية. كما دارت مواجهات في بساتين حي برزة إثر محاولات للقوات النظامية اقتحام الحي. وجددت القوات النظامية قصفها على أطراف حي القابون المجاور وسط إطلاق نار على الحي من قبل القوات المتمركزة على الأوتوستراد الدولي. وقُتل رجل من مدينة دوما في قصف للقوات النظامية على مناطق في المدينة. كما قُتل ثلاثة معارضين أحدهم من بلدة العبادة في اشتباكات مع القوات النظامية عند أطراف بلدة الزمانية في الغوطة الشرقية، فيما قُتل ثان في اشتباكات في الغوطة الشرقية. وشنت طائرات حربية غارات على المتحلق الجنوبي لجهة مدينة حرستا شمال العاصمة، ومناطق أخرى في مدن وبلدات الغوطة الشرقية، ما أدى إلى سقوط جرحى وتهدم بعض المنازل. وتعرضت المنطقة المحيطة بإدارة المركبات في مدينة حرستا لقصف بالهاون من القوات النظامية. واتسعت دائرة القصف الجوي لتصل إلى المزارع الشرقية في القلمون قرب حدود لبنان ومناطق في مدينة معضمية الشام جنوبدمشق. وتواصلت المواجهات عند أطراف بلدة الأحمدية قرب مطار دمشق الدولي. وأعلن أن معاون وزير العمل السوري راكان إبراهيم أصيب بجروح خطرة جراء انفجار عبوة لاصقة بسيارته في حي البرامكة وسط العاصمة دمشق أمس. وقالت مصادر إن إحدى ساقيه بترت. وقرب حدود الأردن جنوباً، تواصلت المواجهات في محيط المستشفى الوطني في مدينة درعا، حيث تمكن مقاتلو الكتائب المقاتلة من السيطرة على أجزاء من حاجز المستشفى، في وقت قصفت قوات النظام مناطق في مدينة جاسم وسط اشتباكات عند حاجز المستشفى الوطني في المدينة. وسقطت قذيفتان بالقرب من الحديقة البيئية في حي الكاشف في منطقة درعا المحطة. وشنت طائرة حربية غارة في محيط المسجد العمري في مدينة درعا. وفي وسط البلاد، نفذت القوات النظامية حملة اعتقالات بحق المواطنين في أحياء الشيخ عنبر وباب قبلي والجلاء ووادي الحوارنة في مدينة حماة. وقُتلت امرأة في قصف للقوات النظامية على مناطق في بلدة كفرنبودة. وفيما تعرضت قرية الطيبة في ريف مدينة تدمر التابع لمحافظة حمص لقصف جوي، قُتل مواطن من المدينة تحت التعذيب بعد اعتقاله لدى القوات النظامية في مدينة دمشق. وقصفت طائرات حربية مناطق في مدينة تلبيسة. وفي داخل حمص، استمرت قوات النظام في قصف أحياء حمص المحاصرة. وقصف الطيران محيط مسجد خالد بن الوليد ما ألحق أضراراً به. واستمرت الاشتباكات عند أطراف حي الخالدية بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية، مع تجدد محاولات الأخيرة لاقتحامه. وشن الطيران الحربي أربع غارات على الأحياء المحاصرة، وأدى ذلك إلى انفجارات قوية هزَتّ المنطقة. وطاول القصف حيي القصور وجورة الشياح ومناطق الاشتباكات بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية. واندلعت مواجهات عند أطراف حي باب هود من محوري التأمينات وكرم شمشم. وفي شمال غربي البلاد، دارت اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية على الأوتوستراد بين أريحا في ريف إدلب ومدينة اللاذقية غرباً، وسط أنباء عن استيلاء الكتائب المقاتلة على دبابة تابعة للقوات النظامية وتفجير عربة ودبابة قرب «حاجز الكهرباء». وقال «المرصد» إن الكتائب المقاتلة «تمكنت من تفجير الجسر الثاني في بلدة بسنقول على الأوتوستراد الدولي بين أريحا واللاذقية باستخدام لغم»، علماً أن مقاتلي المعارضة كانوا فجروا الجسر الأول الذي يربط الساحل بالداخل قبل يومين. واندلعت أمس مواجهات عنيفة بعد قطع خطوط الإمداد القادمة من اللاذقية وإيقاع خسائر بشرية في صفوف القوات النظامية. وقال «المرصد» إن قوات النظام قصفت قرية معترم في الريف الشمالي التابع لمدينة أريحا، بالتزامن مع توجه رتل عسكري من قرية أورم الجوز باتجاه «حاجز القياسات» في محاولة من القوات النظامية لفك الحصار عن الحاجز. وفي جبل الزاوية، تعرضت مناطق في بلدة كفر نبل لقصف من القوات النظامية ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، في حين قُتل قائد أحدى الكتائب المقاتلة من بلدة سرمدا جراء إصابته في حي الراشدين بمدينة حلب والذي تعرض لقصف القوات النظامية ولغارات نفذها الطيران الحربي على مناطق فيه بعد سيطرة مقاتلي المعارضة على بعض مناطقه قبل يومين. وقُتل طفل ورجل لدى محاولتهما عبور معبر «كراج الحجز» في بستان القصر. وأفاد «المرصد» أن مواجهات حصلت في منطقة جب الحلبي في حي الإذاعة. وقُتل رجل في حي الأشرفية برصاص قناص تابع للقوات النظامية. وأعطب مقاتلو المعارضة دبابتين تابعتين للقوات النظامية قرب حي الحمدانية على طريق حلب - دمشق الدولي. وفي الريف، استهدفت الكتائب المقاتلة بعدد من قذائف الهاون مراكز للقوات النظامية في بلدة خان العسل بالريف الغربي، ووردت أنباء عن خسائر بشرية في صفوف القوات النظامية. وفي شمال شرقي البلاد، تعرض حيا الحميدية والشيخ ياسين في دير الزور لقصف من القوات النظامية وقُتل مواطن من دير الزور جراء إعدامه ميدانياً من قبل القوات النظامية على حاجز حرستا في مدينة دمشق قبل ثلاثة أيام. وطلب الجيش النظامي من أهالي الرقة لمساعدته على «تحرير» المدينة التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة في آذار (مارس) الماضي.