قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس إن «ما تمر به مصر الكنانة الحبيبة يقتضي المزيد من الحكمة والتعقل ونفاذ البصيرة حفظاً لأمن البلاد»، محذراً من إراقة الدماء وإزهاق الأرواح. وقال الشيخ السديس في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد الحرام أمس، إنه «مع إطلالة الأمجاد والعزة الراسخة، إلا أن أمتنا الإسلامية لا تزال في تفرق وشتات وتفاقمت قضاياها واشتد نزيف الجراح، فها هم إخواننا في الأرض المباركة فلسطين يعانون من غطرسة الصهاينة المعتدين ويستقبلون رمضان بالإبادة والتشرد والطغيان والتهجير من العدو الغاشم»، مثمناً كل الجهود الداخلية والخارجية التي بذلت لنصرتهم وحل قضيتهم. وأضاف: «ها هي سورية الجريحة وحمص الصمود تسام بالقتل والإجرام من جحافل البطش والاستبداد وكواسر البغي والإفساد في أبشع انتهاك للحقوق الإنسانية والأعراف الدولية والأخلاقيات الحربية بمنع المساعدات الإغاثية والدوائية». ودعا إمام الحرم إلى أن تتوقف جميع أنواع الإبادة والتجويع لأهل سورية مع السماح الفوري لدخول الإغاثة الإنسانية خصوصاً في شهر رمضان المبارك وما يلاقون من شدة وعوز. واعتبر إلى أن التوسعة الجديدة «من القرارات الرشيدة والسديدة التي اتخذها ولاة أمرنا، التي من أهدافها تحقيق أرقى المصالح للأمة الإسلامية، وما تفرضه الضرورة الشرعية لاسيما في الحرمين الشريفين مع كثرة أعداد المعتمرين. أسهم القرار الحكيم في تخفيف أعداد الحجاج والمعتمرين والتقليل من المجيء إلى الحرم الشريف مدة زمنية موقتة حتى اكتمال مشروع توسعه المطاف في الحرم المكي الشريف، وذلك حرصاً على سلامتهم وأمنهم والإسهام في إنهاء المشروع على أكمل وجه وأرقى الخدمات وأفضل التسهيلات التي تحقق النفع العظيم من السعة والتيسير على قاصدي بيت الله الحرام». ودعا إمام وخطيب المسجد الحرام إلى التعاون وتفهم هذه المرحلة الموقتة، معرباً عن أمله أن يتجاوب الجميع مع هذا القرار الحكيم لتحقيق أمن المعتمرين وسلامتهم، سائلاً الله أن يبارك في الجهود ويحقق أسمى الأماني. وفي المدينةالمنورة، قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي: «نزل بالمسلمين ضيف كريم امتن الله عليهم بموسم عظيم، وإن شهر رمضان أفضل الشهور، ومن رحمة الله أنه علّمنا الشهر الفاضل والزمان الفاضل وشرع فيه من الأعمال الصالحات ما يكون للمسلم عوناً في أخراه، وفي الدنيا عوناً على استقامة الأحوال وصلاح الدنيا». وذكر الشيخ الحذيفي أن الله جمع فيه أصول الإسلام وأعمال البر وأبواب الخيرات من صلوات الفرائض والنوافل مع الصوم وفيه الصدقات والزكاة، وفيه نوع الحج لمن وفق بعمرة، عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لامرأة من الأنصار: «عمرة في رمضان تعدل حجة معي أو تعدل حجة»، وفيه جهاد النفس والشيطان بكفها عن المحرمات وحملها على الطاعات وسد أبواب الشيطان التي يدخل منها على الإنسان، وفيه أنواع الذكر الذي يجلو صدأ القلوب وإن أعظم الذكر القرآن الكريم». وأوصى إمام وخطيب المسجد النبوي المسلمين في رمضان بالاستكثار من الأعمال الصالحات وإعمار الوقت بالحسنات، ناهياً عن هدر الوقت في ما لا فائدة منه.