كشفت كتلة «التحالف الكردستاني» ان طهران لعبت دوراً اساسياً في التقارب إقليم كردستان والحكومة المركزية. واعتبرته اكثر فاعلية من الدور الذي لعبته واشنطن، فيما اكدت «جبهة الحوار»، بزعامة نائب رئيس الوزراء صالح المطلك، ان أي لقاء لن يقود الى حل في هذه المرحلة. وكان نائب الرئيس الاميركي جوزيف بايدن بحث هاتفياً مع رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني، مساء الخميس، في تطور العلاقات وتبادل الزيارات بين بغداد واربيل. وأفاد بيان للبيت الابيض ان «بايدن هنأ المالكي وبارزاني كلاً على حدة، بالتقدم في العلاقات بين الجانبين». وأعلن المكتب الصحافي للمالكي ان بايدن، اكد خلال الاتصال اهمية استعادة العراق دوره الاقليمي والدولي، خصوصاً بعد خروجه من احكام الفصل السابع. ورحب «بعودة العراق الى ممارسة تأثيره الايجابي في المحيط الاقليمي وتنامي علاقاته مع مختلف الدول العربية». وأضاف ان» الجانبين تبادلا وجهات النظر في مختلف تطوارات المنطقة والازمة السورية وأكد المالكي موقف العراق الثابت وعودته إلى ضرورة تكثيف الجهود لايجاد حل سياسي للازمة السورية ووضع حد لمعاناة الشعب السوري المتفاقمة». وكان بارزاني زار بغداد الاحد الماضي على رأس وفد سياسي وحكومي للبحث في الملفات العالقة رداً على زيارة المالكي اربيل في 9 حزيران (يونيو) الماضي ورأس اجتماعاً لمجلس الوزراء الاتحادي هناك. النائب عن «التحالف الكردستاني» محمود عثمان، قلل من أهمية الدور الذي من يمكن ان تلعبه واشنطن لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسين في العراق، وقال في اتصال مع «الحياة» ان «ما شهدته علاقة المركز والاقليم اخيراً من تقارب كان لطهران الدور الرئيسي فيه ولم تلعب واشنطن أي دور». وأضاف ان «العراق لم يعد من أولويات الولاياتالمتحدة»، معتبراً ان «ما تقوم به واشنطن الآن من اتصالات وجهود لا يخرج عن اطار الشكلية او الالتزام الاخلاقي». إلى ذلك، قال النائب عن «التحالف الكردستاني» فرهاد الاتروشي ان «اتصال بايدن بالمالكي وبارزاني يأتي في اطار جهود الولاياتالمتحدة المستمرة لتقريب الفرقاء من بعضهم». وأضاف ان «من مصلحة الولايات ان ينعم العراق بالامن والاستقرار سيما في ظل ما تعيشه المنطقة من اضطرابات». أما حيدر الملا، القيادي في «جبهة الحوار» بزعامة نائب رئيس الوزراء صالح المطلك، فقال ان «التدخل الاميركي لم يتوقف يوماً في العراق وتتحكم بالعملية السياسية طهرانوواشنطن واميركا وهما الارادتان الابرز اليوم». وقلل من اهمية عقد مؤتمر وطني، واعتبر «الحديث بعد عشر سنوات من التغير عن تقريب وجهات النظر اشارة سلبية للعراقيين». وأضاف ان «المسألة في حاجة الى ارادة حقيقية لتجاوز الخلافات اكثر من طاولات الحوار». وأشار الى ان «ايجاد حلول جذرية للمشاكل يعتمد على ثلاث نقاط اساسية هي: «تناسي بعض الاستحقاقات الاقليمية على واقع العراق الذي تتبناه بعض الاحزاب التي كانت مقيمة في تلك الدول ومن ثم تبني رؤية مصالحة وتعايش سلمي حقيقي وتناسي ثقافة الانتقام فضلاً عن فصل الدين عن الدولة والسعي لبلورة هوية مدنية لدولة دينية». وأضاف ان «ما يحكم العراق اليوم هي العمائم السوداء والبيضاء ما يعني حكماً دينياً اثبت فشله في تجارب عدة وليس في العراق فقط».