استبقت تركيا اجتماعات أربيل المقرر عقدها اليوم بين القيادات السياسية العراقية، بإرسال وزير خارجيتها احمد داود أوغلو الى بغداد للبحث في تشكيل الحكومة العراقية مع رئيس الوزراء نوري المالكي، ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني الذي تلقى اتصالاً هاتفياً من نائب الرئيس الاميركي جوزيف بايدن. وقبيل عقد زعماء الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات اليوم في أربيل، اعلن رئيس الجمهورية جلال طالباني والمالكي الاتفاق على تمديد ولايتيهما، فيما اعلنت كتلة الوسط السنية (10 مقاعد برلمانية) دعمها للمالكي. وأكد داود اوغلو بعد لقائه المالكي أمس دعم بلاده للعراق و «الوقوف إلى جانبه في كل ما يحافظ على الأمن والإستقرار وتحقيق الإزدهار»، على ما جاء في نص بيان حكومي عراقي نقل عن الوزير التركي قوله إن «العراق المستقر هو ما يهم تركيا، والعراقيون هم من يقررون تشكيل حكومتهم ولا أحد يتدخل في ذلك». وجاء في بيان لرئاسة إقليم كردستان ان داود اوغلو وصف مبادرة بارزاني بأنها «خطوة ايجابية في اتجاه تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة». وكان بارزاني الذي يرعى اجتماعات اربيل ويمتلك ثقل القرار الكردي في مفاوضات تشكيل الحكومة تلقى في اليوم ذاته اتصالاً من بايدن بحثا خلاله في «مستجدات مسألة تشكيل الحكومة». ونقل بيان عن مكتب بارزاني قوله ان «بايدن جدد تأييده لمبادرة رئيس الإقليم ووصفها بالخطوة المهمة لإخراج العراق من الأزمة التي يعيشها، كما أشاد باجتماعات الكتل السياسية التي تعقد في إطار هذه المبادرة»، وأضاف البيان ان الجانبين اتفقا على «ضرورة تشكيل حكومة شراكة وطنية حقيقية تمثل كل مكونات العراق». وتأتي هذه التحركات وسط تسريبات عن ضغوط أميركية تدعمها تركيا وبعض العرب تهدف الى منح «القائمة العراقية» بزعامة رئيس الوزراء السابق إياد علاوي دوراً محورياً في الحكومة الجديدة وفي نطاق تقاسم السلطات. وكانت معلومات أخرى اشارت الى ان واشنطن تدعم تنحي الرئيس جلال طالباني عن منصبه لمصلحة علاوي في نطاق صفقة «تقاسم السلطة التنفيذية» بين «العراقية» و «دولة القانون». وعلى خلفية تلك الضغوط عقد طالباني والمالكي اجتماعاً مساء اول من امس بدعوة من رئيس الوزراء السابق ابراهيم الجعفري، اتفقا خلاله على دعم بعضهما بعضاً لتجديد ولايتيهما. وأكد طالباني بعد الاجتماع تطابق الآراء بين «التحالف الوطني» و «ائتلاف القوى الكردستانية»، اما المالكي فقال: «كنا نملك العدد الكافي (من أصوات النواب) منذ اعلان أسماء الفائزين في الانتخابات الا اننا كنا نريد حكومة يشارك فيها الجميع»، موضحاً ان «الاجتماع هو لوضع اللمسات الاخيرة على جلسة البرلمان. ومن يريد ان يشارك في الحكومة فالطريق اصبح سالكاً أمامه». الى ذلك، اعلن الناطق باسم الحكومة علي الدباغ توصل اجتماع طالباني والمالكي والجعفري الى اتفاق على تجديد ولايتيهما. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن الدباغ قوله انه «تم التوصل إلى اتفاق امس (أول من أمس) بين قادة الكتل السياسية ينص على تجديد ولاية رئيس الجمهورية جلال طالباني فيما يحتفظ المالكي بموقعه لولاية ثانية». وفي تطور سبق اجتماعات أربيل، أعلن «تحالف الوسط» الذي يضم «جبهة التوافق» و «ائتلاف وحدة العراق» دعمه تجديد ولاية المالكي. وكان مقربون من رئيس الوزراء اكدوا خلال الاسابيع الماضية انه قد يمضي في تشكيل الحكومة بمشاركة «العراقية» او من دونها، في اشارة ضمنية الى امكان استثمار «تحالف الوسط» لشغل المقاعد السنية في الحكومة ورئاسة البرلمان. اما مصادر «العراقية» فأكدت انها تنتظر نتائج اجتماعات أربيل لتحديد موقفها النهائي من المشاركة في الحكومة او الذهاب الى المعارضة، وسط تأكيدات بأن صفقة أربيل قد تحقق لها جزءاً من مطالبها، خصوصاً ما يتعلق بتحديد صلاحيات «مجلس السياسات الاستراتيجية» المقترح إسناد رئاسته الى علاوي لتحقيق نوع من الشراكة في القرار الأمني.